هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر خبراء عسكريون إسرائيليون، من تصاعد "حالة الغليان" التي تجتاح الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تنذر بزيادة العمليات الفردية والعبوات الناسفة التي تستهدف جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مقال له بصحيفة هآرتس، أكد الخبير العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك"، يستعدان خلال فترة الشهرين القادمين والتي تسبق مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، لـ"حالة غليان كبير في المناطق".
ونبه هرئيل إلى أن "هذه الفترة مزدحمة بالمناسبات والذكريات المختلفة، ففي 30 آذار/ مارس سيتم إحياء ذكرى يوم الأرض؛ وفي نيسان تأتي ذكرى "يوم الاستقلال" واحتفالات مرور 70 عاما على قيام إسرائيل بينما سيحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم الـ 70، وفي أيار/ مايو المقبل من المفترض أن يقام حفل نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة".
ويتوقع هرئيل، أن تكون المنطقة "أكثر توترا من المعتاد"، لافتا إلى "ما يجري من التخطيط ابتداء من نهاية الشهر، لتنظيم مسيرات وإقامة مخيمات بالقرب من السياج الحدودي لقطاع غزة".
وفي إشارة على تصاعد التوتر على حدود غزة، لفت هرئيل إلى حدث "تفجير عبوة ناسفة أخرى ضد قوات الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، وهي الثانية خلال يومين، والرابعة في الأسابيع القليلة الماضية".
وأما في الضفة الغربية المحتلة، فيشير الخبير العسكري، أن هناك "محاولات تجري لتجديد مظاهرات واسعة النطاق، والتي عادة ما يصاحبها زيادة التوتر، وزيادة عدد محاولات تنفيذ الهجمات الفردية، بما في ذلك الدهس والطعن، وأحيانا إطلاق النار، من جانب الشباب الذين لا يخضعون عادة لسلوك هرمي تنظيمي".
ويلفت هرئيل إلى أن "الرد الإسرائيلي في الضفة الغربية يستند لعنصرين أساسيين هما؛ نشاط حاد ودقيق من قبل قوات الجيش لمنع الهجمات، والتنسيق الأمني الوثيق مع السلطة الفلسطينية".
وكشف أنه "خلال فترات التوتر في العامين الماضيين (موجة عمليات الطعن وأزمة البوابات الإلكترونية) نفذت السلطة بشكل عام مهمتها في الترتيبات"، في إشارة منه لعدم توقف التنسيق الأمني بين رام الله و تل أبيب".
بدوره يؤكد الخبير والمعلق العسكري الإسرائيلي، يوآب ليمور، أن "أحداث الأيام القليلة الماضية في الساحة الفلسطينية حملت بشائر الشؤم، فالأشهر القادمة ستكون متوترة للغاية، وقد تجد إسرائيل نفسها في خضم مواجهة كبرى في الضفة الغربية وغزة".
ونوه في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أن "التحديات على كل من الساحتين تختلف، على الرغم من ارتباطها على المستوى الاستراتيجي"، موضحا أن غزة "تئن في ظل وضع اقتصادي صعب، وهو الوضع الذي قد يدفع حماس إلى جولة أخرى من العنف ضد إسرائيل".
وفي ظل هذا الواقع، يرى ليمور أن إسرائيل "ستكون مطالبة ليس فقط بزيادة الاستعداد واليقظة على حدود غزة، وإنما باتخاذ قرارات أولية، في محاولة لإبعاد المواجهة"، مرجحا أن تكون العمليات الفردية التي تقع في الضفة والقدس "مصدر إلهام للآخرين، وخاصة بسبب توقيت العملية، والتي تأتي عشية سلسلة من التواريخ المتصلة في الشهرين القادمين، والتي تخلق محفزات مشحونة بشكل خاص".
وألمح ليمور، إلى نية جيش الاحتلال الإسرائيلي "تعزيز تواجد قواته في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة، وتعزيز جهود العمليات- الاستخبارات لمنع الهجمات"، مؤكدا أن "التنسيق مع أجهزة الأمن السلطة في الفترة القادمة سيكون حاسما، فبوسعها وقف العمليات ومنع المناسبات الحاشدة، مع العلم أن من شأن حادث واحد التهام جميع الأوراق".