قالت صحيفة "أوبزيرفر" إن شركة، لها علاقة بمستشار الرئيس دونالد
ترامب، أنفقت مليون دولار أمريكي للحصول على معلومات وبيانات شخصية عن 50 مليون ناخب أمريكي، وذلك أثناء الحملة الرئاسية عام 2016.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن شركة "
كامبريدج أنالتيكا" قامت بتطوير نظام تحليل للحسابات المتوفرة على "
فيسبوك"، وحوّلتها إلى قوة انتخابية للحملة الرئاسية لترامب.
وتذكر الصحيفة أن مستشار الرئيس السابق سيتفن
بانون جلب معه بعد تعيينه مديرا لحملته في آب/ أغسطس، الشركة، التي كان يمولها ويمول موقع "بريتبارت نيوز" المستثمر في المحافظ الوقائية والداعم الكبير لحملة ترامب روبرت ميرسر.
ويلفت التقرير إلى أنه تم الاعتماد على جمع المعلومات عن الشخص الذي قبل امتحانا مدفوع الأجر وعن أصدقائه "لايكات"، بحيث توصلت الشركة إلى كم كبير من المعلومات الشخصية، وما يحب وما يكره وتوجهاته، بحيث تم توجيه رسائل خاصة له، وبالتحديد للناخبين الأمريكيين في الولايات التي يطلق عليها الولايات المتأرجحة.
وتكشف الصحيفة عن أن الاسئلة حول جنس المشارك، رجلا أم امرأة، وفيما إن كانا يعيشان معا أم منفصلين تقدم صورة جيدة لدارسي توجهات الرأي العام، مشيرة إلى أن بعض المعلومات، التي تم غمر المستخدمين لـ"فيسبوك" بها تبدو كأنها "لايك" أكثر من كونها تعبيرا عن حملة سياسية متقنة.
وينوه التقرير إلى أن الباحثين النفسيين كشفوا قبل خمسة أعوام عن أن هناك فرصة لاستنباط مظاهر سلوك معقدة من الـ"لايكات" أكثر من تقييم شخصية الفرد بطريقة معقدة، فعندما يحب أحدهم نوعا من البطاطا المقلية فإن هذا يكشف مستوى عقليا وتوجها سياسيا، خاصة عندما يحب شيئا معينا، بالإضافة إلى أن الاستيقاظ من قيلولة في مزاج متعكر يشير إلى الطبيعة الجنسية.
وتورد الصحيفة نقلا عن ورقة علمية، قدمت في عام 2013 إلى الأكاديمية القومية للعلوم الأمريكية، قولها إن قلة من مستخدمي منابر التواصل الاجتماعي تعبر "لايكاتهم" عن مميزاتهم الشخصية، مثل أن يرتبط شخص مع جماعات للمثليين على صفحات "فيسبوك".
ويفيد التقرير بأن كريستوفر وايلي، وهو أحد موظفي شركة "كامبريدج أنالتيكا" السابقين، كشف عن الكيفية التي تمت فيها إساءة استخدام المعلومات الشخصية لأغراض سياسية.
وتجري الصحيفة تحقيقا في دور الشركة في الاستفتاء على خروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبي، حيث قامت الشركة بتوقيع عقد مع أكاديمي في جامعة كامبريدج لتطوير تطبيق يمكن من خلاله دراسة التوجهات الشخصية لمستخدمي "فيسبوك".
وبحسب التقرير، فإن مدير "كامبريدج أنالتيكا" ألكسندر نيكس وقع عقدا تجاريا منفصلا عن مهامه الأكاديمية مع الأكاديمي ألكسندر كوغان من جامعة كامبريدج.، حيث طور الأكاديمي تطبيقا على "فيسبوك"، الذي جاء على شكل امتحان قصير، ودفعت "كامبريدج أنالتيكا" أجرا لمن شارك فيه.
وتبين الصحيفة أن الشركة حصلت على معلومات عن المشارك، واستطاعت استخراج معلومات عن أصدقائه، وتم تحليل البيانات بناء على نتائج الامتحان وما هو متوفر على "فيسبوك" لدراسة أشكال تصرفات الأفراد، ومعرفة دواخلهم، بحيث يتم استهدافهم بأنواع معينة من الإعلانات، مشيرة إلى أنه حتى تشارك في الامتحان فإنه يجب أن يكون لك حساب على الإنترنت.
ويشير التقرير إلى أن الشركة حصلت من ألف مشارك في البداية على 160 ألف بيان شخصي، لافتة إلى أن عقد كوغان مع "فيسبوك" كان يقتضي الحصول على معلومات خاصة من أجل البحث، وليس لأغراض تجارية.
وتقول الصحيفة إنه مع أن شركة "فيسبوك" سمحت بالحصول على معلومات عن أصدقاء المستخدم، إلا أنها سمحت بذلك لأغراض داخلية، فبيع البيانات أو استخدامها لأغراض أخرى، سياسية مثل "كامبريدج أنالتيكا"، محظور بشدة.
ويجد التقرير أنه من الواضح أن المشروع انتهك قوانين حماية البيانات البريطانية، التي تحظر بيع او استخدام المعلومات الشخصية دون إذن، مشيرا إلى أن كوغان يؤكد أن كل شيء عمله كان قانونيا.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن شركة "فيسبوك" تنفي خرقها قوانين البيانات، حيث يقول نائب مديرها التنفيذي بول غريوال، إن "حماية المعلومات الشخصية تقع في قلب ما نقوم به، ونطلب الأمر ذاته من الأشخاص الذين يعملون على تطبيقات في (فيسبوك)".