هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفادت بعض المصادر الليبية أن "رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج رفض خطة عسكرية مقدمة من بعض الضباط لحسم معارك الجنوب الليبي".
وذكرت المصادر أن السراج رفض خطة عسكرية متكاملة لإنقاذ الجنوب الليبي، قدمها آمر المنطقة العسكرية الوسطى، اللواء محمد الحداد، ما تسبب في غضب الأخير ومغادرته لاجتماع أجري مؤخرا مع "السراج".
محاور الخطة
وكشف مصدر مطلع من الغرب الليبي، أن "المنطقة العسكرية الوسطى لديها تقرير متكامل عن القوات المقاتلة في الجنوب الليبي ولديها خطة قدمتها للحكومة، لكن السراج رفضها ورفض أي تحركات للجنوب".
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إنه "يملك نسخة من الخطة، لكنه لا يستطيع نشرها لوجود بعض الأسرار العسكرية، وذكر أهم بنودها والتي تتلخص في: أهمية وضرورة السيطرة على منطقة الجفرة (وسط ليبيا وتربط الجنوب بالشمال)، كونها الطريق الأسهل للسيطرة على الجنوب".
وأوضح المصدر أن "الخطة تتم على مرحلتين، الأولى: السيطرة على مناطق "ودان وهون وسكونة"، والثانية: السيطرة على مدينة "زلة" والحقوقل النفطية المجاورة لها"، كاشفا عن وجود تعاون بين مقاتلي "داعش" وبين المرتزقة الأجانب المختبئين في الجفرة"، وفق معلوماته.
ضباط روس
وأشار المصدر، وهو قريب من بعض المجموعات المسلحة الرسمية في الغرب الليبي، إلى أن "تقرير المنطقة العسكرية الوسطى كشف عن زيارة قام بها عدد من الضباط الروس للمنطقة (لم يحددها) مع ضباط من قوات حفتر".
خطة للرئاسي
في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد السلاك، أن "المجلس شكل قوة عسكرية لتأمين الجنوب ودعم القوات التابعة لحكومة الوفاق هناك"، مشيرا إلى أن "الهدف هو المصالحة وحقن الدماء وإرساء الأمن والسلام"، وفق مؤتمر صحفي بالأمس.
وأثارت هذه التسريبات والرد الضمني عليها من قبل الرئاسي، عدة تساؤلات حول: صحة رفض السراج لخطة الجنوب؟ وما الاستفادة من ذلك؟ وهل للواء خليفة حفتر علاقة بالأمر؟
تسريبات غير صحيحة
من جهته، أوضح الناشط من الغرب الليبي، إبراهيم الأصيفر، أن "مصادر خاصة نفت أن تكون هناك خطة مقدمة من اللواء الحداد، لكنها مجرد حرب إعلامية يقودها المناوئون لحكومة الوفاق الوطني"، حسب كلامه.
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "بالعكس "السراج" أحوج ما يكون لفرض سيطرته على الجنوب لتعزيز مكانة وقوة حكومته في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، واصفا من تحدثوا عن هذه التسريبات بأنهم ما هم إلا "مناوئين" للسراج منذ توليه الحكومة".
السراج يدعم "حفتر"
لكن عضو المؤتمر الوطني الليبي العام السابق، عبد الوهاب القايد، اتهم "السراج بتمهيد الطريق لـ"حفتر" للسيطرة على الجنوب، وأنه بقوم بتخدير الناس من خلال الإعلان عن اجتماعات وتحركات لا علاقة لها بما يدور على الأرض"، وفق زعمه.
وتابع في تصريحات تلفزيونية بالأمس: "هناك شخص يدعى محمد بشر، هو مسؤول عن الهجرة غير الشرعية، ويتبع داخلية حكومة "الوفاق"، يقوم بإعطاء الأموال التي تصرف له، إلى قوات مسعود جدي، التابعة لـقوات "حفتر"، كما قال.
قوات "مصراتة"
ورأى الباحث والسياسي الليبي، علي أبوزيد، أنه "وإن لم يمكن الجزم بصحة هذه التسريبات، إلا أنها تؤكد أن السراج يستفرد بالرئاسي، خاصة إذا ثبت رفضه لخطة اللواء الحداد، صاحب النفوذ القوي على الكتائب في مدينة مصراتة، والتي تعاملت مع أغلب أزمات الجنوب".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "لا يمكن تفسير رفض السراج للخطة بأنه تواطؤ مع حفتر، بقدر ما يمكن تفسيره بخضوعه لأطراف ترفض أي دور لقوات "مصراتة" (غرب ليبيا)، والتي لا يملك السراج أي بدائل حقيقية عنها"، وفق رأيه.
وتابع:"القوات التي يعتمد عليها السراج أغلبها في العاصمة ولن تخرج منها، لذلك فإن الأمر يسير في صالح "حفتر"، خاصة أن الأخير يحسن استخدام العامل القبلي جيدا، وبدأ فعلا في استمالة قبيلة "أولاد سليمان" في الجنوب".