هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "موخير أوي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن شهر العسل، وجذور هذه الفكرة ومصدر هذه العادة الثقافية المتداولة بين بعض المجتمعات حول العالم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مفهومي الحضارة والحضارة الثقافية، مبنيان على مصطلحات المحظورات الاجتماعية والمحرمات داخل المجتمع، على عكس ما تعرف عليه حاليا.
وبينت المجلة أن المختص في علم الأنثروبولوجيا، ليفي ستروس، أكد أن "هذا الحظر الاجتماعي ليس إلا وليدا لقانون "التزاوج الخارجي"، الذي كان الكثيرون يصرون على الالتزام به خلال قديم الزمان، ضمانا لعدم الاختلاط الجيني، وغيره من مثل هذه الأسباب البيولوجية". وأضاف ستروس، أن "وراء هذا الحظر تقف عوامل ثقافية، ترفض التعدد الثقافي، والتعامل مع الآخرين المختلفين وفهمهم، خاصة إذا كانوا يتسمون بعادات أخلاقية واجتماعية مختلفة".
اقرأ أيضا: سبعينية تتزوج صبيا في الخامسة عشرة من العمر.. يحبها بجنون
ونقلت المجلة أن قانون "التزاوج الخارجي" انتشر وأصبح ظاهرة عالمية، حيث أصبح يعرف على أنه واق من هذا الاختلاط وهذا التنوع الثقافي. من جهة أخرى، تنتشر هذه الثقافة في المجتمعات الذكورية البحتة، إذ أنها نابعة من منطق عدم زواج النساء بالغرباء، بتعلة الحفاظ على "السلم الاجتماعي".
وأضافت المجلة أنه في وقت لاحق، فرض النظام الأخلاقي على المجتمعات تنظيم العلاقات عبر الزواج. وفي بداية الأمر، كان الزواج آلية فقط لضمان أن تكون المرأة ملكا لزوج واحد، لكنه نابع أيضا من قانون "التزاوج الخارجي". وعلى الرغم من كون هذه العلاقة مبنية على حظر اجتماعي، إلا أن الزواج يعد بمثابة الضمان للشرعية القانونية بالنسبة للزوجة. لكن يبقى الزواج، أحد الأساسيات للحضارة، ومفهومها الأصلي المبني على المحرمات.
وأشارت المجلة إلى أن هذا التحليل سيبدو دون أدنى شك شبيها بلغة الماندرين الصينية ومفاجئا بالنسبة للكثيرين. لكن، لا يجب إعطاء أهمية كبرى لهذه الحقائق فعلا لأن مجرد تصديقها عامل من شأنه أن يمنعنا من فهم الطقوس والممارسات الثقافية التي تندرج تحت راية الزواج، اعتقادا منا أننا متحررون جدا وحداثيون.
وأوردت المجلة أن من بين الممارسات والعادات الثقافية التي تندرج تحت مظلة الزواج، والتي تجعلنا نشعر بأننا منفتحين على العالم، نذكر "شهر العسل". ويعد هذا المصطلح نابعا من صلب مجتمعات ذكورية بحتة.
وكشفت المجلة أن شهر العسل يبدأ عادة بعد الزواج مباشرة. وتخفي هذه الممارسة، أي "الزواج"، في طياتها مفاهيم ثقافية أخرى، التي هي أساسا: ليلة الزواج، وشهر العسل الذي يعني بدوره إبعاد الزوجة عن المجموعة الأولى التي كانت تعيش فيها.
وأضافت المجلة أن شهر العسل ليس تسمية اعتباطية، سواء فيما يتعلق بعبارة "شهر" أو عبارة "عسل" على حد السواء. وقد جاءت تسمية شهر نسبة إلى "قضاء الزوجين فترة شهر كامل قريبين من بعضهما قدر الإمكان، ودون أي تدخل من أطراف خارجية في حياتهما". كما أن هذا الأمر ليس من قبيل المصادفة، أو رومانسي. ولكن، يرتبط ذلك بأن الإنسان البدائي يعلم أنه خلال أحد هذه الأيام الثمانية والعشرين (عدد أيام الشهر القمري)، ستكون خصوبة المرأة في أفضل حالاتها، ما سيضمن إنجابها للأطفال.
اقرأ ايضا: "كابادوكيا" التركية .. وجهة عالمية لقضاء شهر العسل
ونقلت المجلة أن تسمية العسل، تعود إلى أصول إسكندنافية. وفي هذه المنطقة، يتناول الزوجان خلال شهر كامل، وبكميات كبرى، مشروبا كحوليا يتم الحصول عليه عن طريق تخمر الماء والعسل. ويعرف عن هذا المشروب أنه مثير للشهوة الجنسية.
كما توجد ممارسات قديمة مشابهة، ومختلفة باختلاف المكان. وعلى سبيل المثال، يتناول الزوجان في الهند والصين مشروبا من السكر. أما في مصر القديمة، فيتم إعداد مشروب من صمغ النحل، ليقدم للعروسين خلال شهر العسل.
وأوردت المجلة أن هذه الممارسات انتشرت مع تقدم الوقت، وأصبحت راسخة في جميع الثقافات. كما أن للعسل دلالات أخرى، خاصة وأنه يصبح أكثر تماسكا وحلاوة مع تقدم الوقت. وعموما، يرغب جميع الأزواج في أن تشبه علاقاتهم العسل في جميع حالاته.
وقالت المجلة إن شهر العسل تجرد في وقتنا الحالي من معانيه الأولى. وبمجرد سفر زوجين خلال شهر العسل إلى بلدان مختلفة، يكونان بالتالي قد تحررا من القيود والالتزامات التي نشأت منها عادة شهر العسل.