هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا للمعلق البريطاني روجر بويز، يقول فيه إن أشباح حرب اليمن تلاحق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارته الرسمية إلى بريطانيا، التي بدأت اليوم.
ويؤكد بويز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن خطط الإصلاح التي يدعو لها ولي العهد السعودي مرهونة بوقف النزاع مع المتمردين الحوثيين.
ويشير الكاتب إلى أن السعودية تعاني من أزمة في العلاقات العامة؛ لأن الأمر يبدو بأن بلدا ثريا يقوم بقصف بلد فقير، لافتا إلى أن المظاهرات التي نظمت أثناء زيارة ولي العهد جاءت في وقت استمر فيه القصف على اليمن، ولهذا أصبحت حرب اليمن مشكلة بريطانيا، حيث يقصف المدنيون بالسلاح البريطاني، ويغاث السكان بالمعونة البريطانية.
ويرى بويز أن "فرش البساط الأحمر لابن سلمان، ودعوة غذاء مع الملكة، وعشاء مع ولي العهد الأمير تشارلز، ولقاء في تشيكرز مقر إقامة الحكومة خارج لندن، هي محاولة مدروسة لتغيير النقاش".
ويلفت الكاتب إلى أن "رؤية ولي العهد 2030، التي تقوم على تنويع اقتصاد المملكة، وفطمها عن النفط، وفتح البلاد للجيل الشاب، وبناء مدن جديدة، ونشر رؤية معتدلة عن الإسلام، هي جزء من محاولة سحب النقاش لصالح السعودية ضد إيران: وتقديم هذا البلد على أنه رجعي يحاول خنق أطفاله".
ويقول بويز إن "بريطانيا تريد الاستفادة من التغيرات في السعودية، التي تحتاج لمربين ومديري متاحف ورجال أعمال في التكنولوجيا، يجلسون في الطائرة ذاتها مع مسؤولي الدفاع البريطانيين؛ للمشاركة في آخر معارض السلاح، إلا أن هذا لن يساعد اليمن، الذي يعيش حربا، وهو ضحية قوى كبرى أساءت التعامل معه، بالإضافة إلى أنه لن يحل مشكلة ابن سلمان وورطته المستمرة، وهي أنه كلما طال أمد النزاع وكلما زاد الدمار تضررت سمعته بصفته قائدا عسكريا".
ويفيد الكاتب بأن "ولي العهد مسؤول عن هذه الحرب، التي مضى عليها 3 أعوام؛ لأنه وزير الدفاع، ومهندس التحالف ضد الحوثيين، وهو الرجل المصمم على تكثيف القصف، وهو العقل المدبر في رقعة الشطرنج ضد إيران، وعليه فإنه عندما يفشل ولي العهد في إنهاء الحرب، وينجح الحوثيون بدعم إيراني بقصف السعودية بالصواريخ، فإن مصداقيته تظل محل شك، فمصلح السعودية وحامي حمى مكة والمدينة لن ينجح في حال عدم قدرته على شن الحروب والانتصار فيها، ولهذا السبب أصبح موضوع اليمن وجوديا لآل سعود وولي العهد نفسه".
وينوه بويز إلى أن "ولي العهد السعودي قام بإجراء تعديلات في القيادة العسكرية قبل أن يبدأ رحلته للندن، لكنها لن تنجح في تعديل ميزان الحرب، وهو بحاجة لأن يقنع الدول الغربية لئلا تتخلى عن بلاده، بصفتها شريكا بسبب حرب اليمن، حيث وضعت حكومة ألمانيا الجديدة حظرا على تصدير السلاح للسعودية، وهو ما اشترطته حكومة الائتلاف".
ويبين الكاتب أنه "من أجل مواجهة هذا الوضع، فإن السعودية قامت، متأخرة، بزيادة الدعم الإغاثي لليمن بقيمة ملياري دولار، ودعم المصرف المركزي اليمني".
ويقول بويز: "أما الأمر الثاني، فإنه يجب على ابن سلمان أن يكون صريحا في رحلته إلى واشنطن حول ما تريده بلاده، وهو دعم استخباراتي لضرب مواقع انطلاق صواريخ الحوثيين، ولهذا يمكن ضربها بالطائرات الأمريكية، وعلى السعودية أن تظهر أنها لا تخوض حربا بين السنة والشيعة، وهذا يبين كيفية تعاملهم ورؤيتهم لحرب اليمن وشكل البلد فيما بعد الحرب".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "لا توجد لبريطانيا فكرة واضحة عن الأزمة التي تتكشف، والحاجة لفهم النزاعات المتعددة داخل هذا البلد الفاشل، ففيه تنظيم القاعدة، والقبائل المتنازعة، والدعم المتلاشي للرئيس اليمني الذي تفضله السعودية عبد ربه منصور هادي، وستلاحقنا هذه النزاعات، وعلينا أن نتعاون مع الحاكم المقبل للسعودية، الذي بدأت تلاحقه هذه النزاعات".