هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت منطقة الغوطة الشرقية استمرار لقصف النظام السوري للبلدات وشتى المناطق ما أودى بحياة العديد من المدنيين، مستكملا مجازر طالت المواطنين وبينهم أطفال، وفق إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونشر المرصد السوري الأربعاء، أنه قتل 24 على الأقل بينهم 5 أطفال جراء القصف الجوي منذ أمس الثلاثاء، على حرستا وجسرين وحزة وعين ترما وعربين، ووثق مقتل 6 مدنيين بينهم طفل، ممن فارقوا الحياة متأثرين بإصاباتهم، وانتشلت جثامينهم من تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي في كفربطنا الثلاثاء.
اقرأ أيضا: استمرار مجازر الغوطة.. وروسيا تزعم اتفاقا لخروج آمن للمعارضة
ووفقا للإحصائية المتوفرة حتى الآن، يرتفع عدد القتلى جراء حملة النظام السوري إلى 805 مدنيا سوريا بينهم 178 طفلا دون سن الثامنة عشر، و108 امرأة، قتلوا جميعا خلال عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات الغوطة أبرزها دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة.
اقرأ أيضا: حصيلة مجازر الغوطة تتجاوز 800 ومجلس الأمن يجتمع مجددا
تقدم ميداني للنظام السوري
ويحاول النظام السوري التقدم ميدانيا في الغوطة الشرقية، إلا أن ما سهل تقدمه حتى اللحظة أنه سيطر على مناطق هي عبارة عن مناطق زراعية مكشوفة، تعد ساقطة عسكريا، ما يعني أنه تجنب حرب المدن، وقد لا يتمكن من التقدم أكثر مع اقترابه من المدن والبلدات.
وحاولت قوات النظام السوري الأربعاء مهاجمة دفاعات مقاتلي المعارضة في مسرابا، بالنيران لتأمين دخول وحدات المشاة.
وبث النظام السوري من مشارف مسرابة في الغوطة الشرقية لقطات لسحب كبير من الدخان تتصاعد في السماء وسماع دوي مقاتلات.
ونقل التلفزيون التابع للنظام عن عقيد في جيش الأسد قوله الأربعاء، إن سكان منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة "سيعودون إلى حضن الدولة قريبا جدا".
وأضاف في بث قرب بلدة مسرابا: "تلقينا تعليمات من القيادة العامة بفك الحصار عن أهلنا ضمن منطقة الغوطة الشرقية"، وفق زعمه.
النظام يرسل تعزيزات
وذكر المرصد السوري الأربعاء، أن النظام السوري أرسل تعزيزات للمشاركة في معركة الغوطة الشرقية، موضحا أن 700 مقاتل على الأقل من القوات الموالية للنظام وصلوا إلى الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية.
ولا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قوات النظام على غوطة دمشق الشرقية.
وبحسب المرصد السوري، فإنه لا تزال أعداد القتلى قابلة للازدياد، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وسط حالة إنسانية مأساوية يعيشها أهالي الغوطة الذين أكدت مصادر عدة أنهم لا يفارقون الملاجئ خشية القصف المكثف، وسط عجز الكادر الطبي عن إسعاف الحالات الطبية جميعها.
الدعوة لوصول المساعدات الإنسانية
وفي الصعيد الإنساني، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أطراف النزاع في سوريا إلى السماح "فورا" بوصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها، لا سيما في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، التي تواصل قوات النظام قصفها على الرغم من الهدنة.
وقال غوتيريش في بيان إنه يحضّ كل المتحاربين على "السماح فورا بوصول آمن وخال من العوائق، لكي يتاح لقوافل أخرى إيصال المواد الأساسية لمئات آلاف الأشخاص، الذين هم بأمسّ الحاجة إليها، لا سيما لإنجاز توصيل المساعدات إلى دوما، بما في ذلك المواد الطبية ومواد النظافة، في موعدها المقرر في 8 آذار/ مارس".
بدوره، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد بن الحسين، في كلمة الأربعاء، إن استهداف بضع مئات من مقاتلي المعارضة لا يمكن أن يكون مبررا للهجوم الذي يشنه النظام السوري في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
اقرأ أيضا: زيد بن رعد: وجود مقاتلين بالغوطة لا يبرر وحشية الهجمات
وأضاف في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية: "المحاولات الأخيرة لتبرير هجمات عشوائية ووحشية على مئات الآلاف من المدنيين بالحاجة إلى قتال بضع مئات من المقاتلين، مثلما في الغوطة الشرقية، غير قابلة للاستمرار قانونيا وأخلاقيا".
وقال: "عندما تكون مستعدا لقتل شعبك بهذه السهولة، فإن الكذب سهل أيضا. مزاعم الحكومة السورية أنها تتخذ كل الإجراءات لحماية السكان المدنيين إنما هي سخيفة على نحو واضح".
هدنة جديدة
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، بدء هدنة إنسانية جديدة في الغوطة، وذلك على الرغم من عدم ضمان التزام النظام السوري بالهدنة الإنسانية التي يعلنها الجانب الروسي.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن الهدنة الجديدة سيبدأ سريانها، إلا أنها لم تحدد متى وإن كانت شروطها مشابهة للهدنة السابقة التي كانت تقتصر على خمس ساعات يوميا فقط.
وأكدت الوزارة الروسية أن "بعض مقاتلي المعارضة يريدون قبول مقترحها بالخروج من الغوطة مع أسرهم"، على الرغم من كل النفي الذي أصدرته فصائل المعارضة السورية التي أكدت أنه لا يوجد أي تواصل مع الروس بشأن هذا الأمر، الذي اعتبرته مرفوضا تماما بالنسبة لها.