هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، يقول فيه إن دول الخليج التي تقاطع دولة قطر تفكر في إنهاء الحصار الذي فرضته عليها قبل تسعة أشهر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه تم الحث على تخفيف القيود على حركة المدنيين بين دول الحصار، ليكون خطوة أولى لاتفاق أوسع، لافتا إلى أن دول الخليج تدرس خططا لإنهاء الأزمة التي تقودها السعودية ضد قطر.
ويقول وينتور إن الموضوع سيكون واحدا من الموضوعات المهمة التي ستحظى بالاهتمام أثناء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا، واجتماعه مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي يوم الأربعاء.
وتذكر الصحيفة أن بريطانيا حثت السعودية على رفع الحصار عن قطر، الذي أثر على اقتصاديات المنطقة، ولم يجبر قطر على التسليم، بالإضافة إلى أنه لم يؤد إلى تغيير النظام.
ويفيد التقرير بأنه فيما ينظر إليها على أنه بادرة حسن نية خطط لها لإنهاء الحصار، الذي فرضته كل من السعودية والبحرين والإمارات والسعودية، فإنه سيسمح بدخول المواطنين من هذه البلدان والتحرك بحرية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يقتضي من جيران قطر إنهاء الحصار، الذي منع الطيران القطري من الهبوط في أراضيها، أو استخدام المجال الجوي لها.
ويبين الكاتب أن الحصار أثر على حوالي 10 آلاف مواطن خليجي وعائلاتهم في قطر والدول الجارة لها، لافتا إلى أن السعودية والإمارات طالبتا بالتعامل مع الأزمة ليس على أنها "خلاف عائلي" بين دول الخليج، لكن النظر إليها على أنها موضوع جديد يتعلق بزعم دعم قطر للجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، بما فيها حزب الله وحركة حماس والإخوان المسلمين.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية السعودي، قوله إن بلاده لا تريد أن تدخل دولا خارجية لحل الأزمة التي يجب أن تحل بين الدول الخليجية ذاتها، مشيرا إلى أن الحصار يجبر قطر على تغيير موقفها من دعم الإرهاب.
ويلفت التقرير إلى أن قطر تنفي بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليها، متهمة التحالف الذي تقوده السعودية بمحاولة الحد من سيادتها.
ويقول وينتور إن قطر وجاراتها الخليجية تخوض حملة تنافس مكلفة على التأثير، وتنفق مليارات الدولارات على شراء الأسلحة وشركات العلاقات العامة وزيارات رسمية؛ في محاولة للحصول على دعم.
وتورد الصحيفة أن قطر أكدت أن ردها الهادئ على الحصار يجعلها شريكا دبلوماسيا وعسكريا يثق به الغرب، لافتة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الأزمة؛ حتى لا تدفع قطر للتقارب أكثر مع إيران، حيث تفضل واشنطن جبهة خليجية موحدة لمواجهة مشروع إيران النووي وتأثيرها الدبلوماسي.
وينوه التقرير إلى أن قطر تستقبل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وعمل وزير الخارجية ريكس تيلرسون على تغيير موقف البيت الأبيض الأولي من الحصار، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب سيحاول في لقائه مع ولي العهد السعودي، بعد زيارته لبريطانيا، فحص مرونته بشأن هذا الموضوع.
ويكشف الكاتب عن أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضع خطة لمعاهدة أمنية شرق أوسطية، وليس بين دول الخليج فقط، وتهدف الخطة لمواجهة المغامرات الفردية السعودية؛ في محاولة لإقناع الغرب أن قطر لديها رؤية متماسكة وبديلة عن شرق أوسط مستقر، تختلف عن المغامرات التي يقوم بها ولي العهد السعودي.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول الشيخ سيف أحمد آل ثاني، إن "الخطة هي طريقة للتأكد من عدم حصول ما حدث مع قطر في مكان آخر، وستكون هناك قاعدة للتعايش وبآلية حل المشكلات تطبق من هيئة جماعية في المنطقة".