النائب العام بالمغرب يتهم مدير صحيفة بالاغتصاب وتجارة البشر

وجهت النيابة العامة بالمغرب تهما ثقيلة إلى مدير نشر يومية "أخبار اليوم" المغربية، وموقع "اليوم24"، من بينها "الاشتباه في ارتكابه لجنايات الاتجار بالبشر"، و"هتك العرض بالعنف، والاغتصاب، ومحاولة الاغتصاب".

وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مساء الإثنين، متابعة مدير نشر جريدة "الأخبار اليوم"، في حالة اعتقال، بـ 12 جناية وجنحة، وتحديد يوم 8 مارس المقبل موعدا لمحاكمته أمام غرفة الجنايات.

وأعلن الوكيل العام للملك في بلاغ له، أنه تقرر إحالة بوعشرين على غرفة الجنايات في حالة اعتقال، ومحاكمته من أجل "الاشتباه في ارتكابه لجنايات الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف واستعمال السلطة والنفوذ لعرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك العرض بالعنف، والاغتصاب، ومحاولة الاغتصاب، المنصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي".

اقرأ أيضا: اعتقال ناشر جريدة بالمغرب.. والنيابة تقول بسبب "شكايات"

وأضاف البلاغ الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن بوعشرين أيضا متهم "بالتحرش الجنسي وجلب واستدراج أشخاص للبغاء من بينهم امرأة حامل، واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل، وهي الأفعال التي يشتبه أنها ارتكبت في حق 8 ضحايا وقع تصويرهن بواسطة لقطات فيديو يناهز عددها 50 شريطا مسجلا على قرص صلب ومسجل فيديو رقمي".

وقدمت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الإثنين، أمام الوكيل العام للملك، توفيق بوعشرين، الذي كان موضوعا رهن الحراسة النظرية، حين جرى استنطاقه بحضور دفاعه حول الأفعال المنسوبة إليه والمضمنة بمحضر الشرطة القضائية.

وينص الفصل 2-448 من القانون الجنائي، على أنه و"دون الإخلال بالمقتضيات الجنائية الأشد، يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات وبغرامة من 10.000 إلى 500.000 درهم كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر".

اقرأ أيضا: غضب بالوسط الإعلامي والحقوقي بعد اعتقال مدير صحيفة مغربية

ويقضي الفصل 485 على أنه "يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات من هتك أو حاول هتك عرض أي شخص ذكرا كان أو أنثى، مع استعمال العنف. غير أنه إذا كان المجني عليه طفلا تقل سنه عن ثمان عشرة سنة أو كان عاجزا أو معاقا أو معروفا بضعف قواه العقلية، فإن الجاني يعاقب بالسجن من عشر إلى عشرين سنة".

وأوضح الفصل 486 في جناية الاغتصاب، على أن "الاغتصاب هو مواقعة رجل لامرأة بدون رضاها، ويعاقب عليه بالسجن من خمس إلى عشر سنوات، غير أنه إذا كانت سن المجني عليها تقل عن ثمان عشرة سنة أو كانت عاجزة أو معاقة أو معروفة بضعف قواها العقلية أو حاملا، فإن الجاني يعاقب بالسجن من عشر إلى عشرين سنة".

اقرأ أيضا: السلطات المغربية تحقق مع "بوعشرين" بسبب "اعتداءات جنسية"

أما بخصوص جلب واستدراج أشخاص للبغاء، فقد نص الفصل 498 من القانون الجنائي على أنه "يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات وبالغرامة من خمسة آلاف إلى مليون درهم، ما لم يكن فعله جريمة أشد".

كما ينص الفصل 1-503، على "المعاقبة بالحبس من سنة إلى سنتين وبالغرامة من خمسة آلاف إلى خمسين ألف درهم، من أجل جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد الغير أوامر أو تهديدات أو وسائل للإكراه أو أية وسيلة أخرى مستغلا السلطة التي تخولها له مهامه، لأغراض ذات طبيعة جنسية".

إلى ذلك غابت لليوم الثاني على التوالي عن الصدور، افتتاحيات مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" و"اليوم24"، توفيق بوعشرين، فيما عرض الأخير في حالة اعتقال على النائب العام الذي يتنظر أن يرفع السرية عن محاضر التحقيق والاستماع في الساعات الأولى من الليل.

وتضمن عدد الثلاثاء من أخبار اليوم اتهاما مباشرا بوضع أجهزة تجسس وتنصت داخل الجريدة، وترهيب لانتزاع شكايات.

التهم غير منطقية

بصوت يغلب عليه الصدمة والاندهاش، قال النقيب، محمد زيان، أحد محامي دفاع الصحفي توفيق بوعشرين، إن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة لموكله "غير منطقية ولا يقبلها عاقل".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، "هل يعقل أن يتهم صحفي بالاتجار بالبشر؟"، واستدرك: "الاتجار البشر فرضه مجلس الأمن على الدول من أجل محاربة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية بدول الساحل لأنهم يستغلون الناس في حروبهم، أما أن نقول عن صحفي معروف بأنه يتاجر بالبشر فهذا أمر لا يقبله العقل".

وأكد زيان، وهو يتحدث بكثير من الغضب والعصبية، أن هناك أطراف، لم يسمها، "تريد تشويه المغرب".

وبخصوص كيف تفاعل الصحفي توفيق بوعشرين مع التهم التي وجهت إليه، قال زيان، إن موكله عندما سمع التهم "لم يقل شيئا إلا أنه ظل يضحك".

وتم اعتقال توفيق بوعشرين، الذي يعد أحد كتاب الأعمدة الصحافية في المغرب، يوم الجمعة الماضي، حيث تم اقتياده في حالة اعتقال من قبل أكثر من 20 رجل أمن، فيما أحيل ملفه على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

اقرأ أيضا: اعتقال مديرة موقع "سلطانة" بالمغرب واستدعاء صحفيتين