هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التصريحات الإعلامية خلال اليومين الماضيين حول نية الوحدات الكردية تسليم مدينة منبج إلى النظام السوري، تساؤلات في أوساط السوريين حول جدية هذه الخطوة، خاصة أنها جاءت بعد تسليم هذه الوحدات أحياء عدة بحلب للنظام السوري.
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية، قد نقلت في وقت سابق، عن مصدر أمني قوله، إن "الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية توصلا إلى اتفاق يقضي بدخول قوات الجيش السوري في الأيام القليلة المقبلة مدينة منبج بريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية".
وفي هذا الصدد، اعتبر المعارض السياسي السوري عبد المنعم حمادة، أن الحديث عن اتفاق بين النظام السوري والوحدات الكردية المسيطرة على منبج هو فقاعة إعلامية ليس أكثر.
وأردف في حديث لـ"عربي21" أن أمريكا الداعمة لقسد لن تسمح لقوات النظام بالعودة للسيطرة على مدينة منبج، لكنه استدرك بقوله: "ربما يجري اتفاق بين أمريكا وتركيا للسماح بدخول القوات التركية إلى منبج، خاصة أن القرار في سوريا الآن بين أمريكا وروسيا وتركيا ولا دور للوحدات الكردية أو النظام".
وأكد حمادة على أن تركيا لن تسمح لروسيا أو أمريكا بدخول قوات النظام وعودة السيطرة على منبج، خاصة أن قوات النظام لم تعد مقبولة في منبج ولن يكون له حاضنة شعبية بعد أن تم دحره، موضحا أنه في حال عاد النظام لمنبج ستعود المقاومة الشعبية ضد النظام حتى ينال حريته من جديد.
اقرأ أيضا: ما طبيعة الآلية المرتقبة بين أنقرة وواشنطن لحل أزمة "منبج"؟
وتتمركز في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي قاعدة عسكرية أمريكية، وهي المدينة التي وصفتها السلطات التركية بالمحطة التالية في عمليتها العسكرية شمال غربي سوريا بعد عفرين.
بدوره يعتقد الصحافي الكردي السوري الآن حسن أن "وحدات حماية الشعب" تستطيع عقد اتفاقيّة في مدينة منبج مع أي طرف بوجود الجيش الأمريكي، خاصة أن الوجود الأمريكي في منبج ليس استراتيجيا.
وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن الوجود الأمريكي هو لتحقيق التوازن مع روسيا، حيث أن وجودها في منطقة غرب نهر الفرات الواقع تحت النفوذ الروسي، يقابل وجود الجيش السوري في مدينتي القامشلي والحسكة الواقعتين شرق الفرات، والتي هي منطقة نفوذ أمريكية.
ويرى حسن، أن واشنطن ستستخدم منبج كورقة للمساومات في قادم الأيام مع روسيا أو تركيا.
الجدير بالذكر أن الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري التابع لوحدات الحماية الكردية شرفان درويش نفى صحة الأنباء التي يتم تداولها حول دخول قوات النظام السوري إلى منبج، مؤكدا على عدم وجود أي اتفاق بخصوص دخول قوات النظام إلى المدينة.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت في وقت سابق عن مسؤول تركي لم تسمه قوله، إن أنقرة اقترحت على وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأن تنسحب قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تقاتلها في عفرين السورية إلى شرق نهر الفرات.
اقرأ أيضا: أردوغان يتوعد "الوحدات الكردية" و"داعميها" بصيف حامٍ بعفرين
وأضاف المسؤول التركي، أن أنقرة اقترحت كذلك بأن "تتمركز قوات تركية وأمريكية في مدنية منبج السورية"، التي سبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها ستكون الهدف التالي بعد عفرين سوريا، ما لم تنسحب منها القوات الكردية.