هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاء إعلان الجيش التركي الاثنين، عن تمكنه بالتعاون مع فصائل الجيش السوري الحر من قطع اتصال من سماها "التنظيمات الإرهابية" في عفرين على حدوده مع سوريا بشكل كامل؛ ليسلط الضوء على تحركات الجيش القادمة في عمليته العسكرية.
فقد نقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر عسكرية
قولها، إن الجيشين التركي والسوري الحر سيطرا على قريتي "سنارة
الفوقاني" و"سنارة التحتاني" اللتين تتبعان لناحية "شيخ
الحديد غربي عفرين"، مشيرة إلى أن هذه السيطرة شكلت هلالا ممتدا من مدينة
إعزاز بالمحافظة وحتى محافظة إدلب شمالا، ما أدى إلى عزل مجموعات "ب ي د/ بي
كا كا" وتنظيم الدولة عن الحدود السورية التركية.
الخبير العسكري العقيد أديب عليوي، أوضح أن
"النقاط التي تم السيطرة عليها ووصلها مع بعضها، أدت إلى تشكيل هذا القوس
والتقدم إلى الأمام"، مؤكدا أنه "عسكريا يمكننا القول أنه تم إنهاء
الخطة العسكرية المرسومة حتى اللحظة باتجاه مركز عفرين، وخاصة أن الطريق أصبح
ممهدا بين ريف إدلب وريف حلب الغربي مع ريف حلب الشمالي".
وشدد عليوي في حديث خاص لـ"عربي21"، على
أن العملية العسكرية التي بدأت منذ أكثر من شهر تسير بالشكل المخطط لها، مبينا أن
"التقدم بدأ من عدة محاور من الحدود التركية وصولا إلى تشكيل الهلال حول
عفرين من الجهات الثلاث".
ورأى أن "فرض الطوق الأمني والتقدم من خلاله
وتطهير المناطق حتى الوصول إلى مركز مدينة عفرين، يعد إنهاء للمرحلة الحالية،
والانتقال إلى مرحلة جديدة من العملية العسكرية".
وذكر الخبير العسكري أن الجيش التركي أمامه احتمالان
بعد إحكام السيطرة على عفرين بشكل قوسي، موضحا أن الاحتمال الأول هو استكمال تطويق
المدينة بشكل كامل من خلال السيطرة على معبر زيارة والتقدم باتجاه المنطقة
الشرقية.
اقرأ أيضا: تركيا تنجح بإقامة منطقة عازلة على الحدود مع عفرين (خريطة)
وأضاف عليوي أن "الاحتمال الآخر هو فتح محاور
جديدة من خلال إعزاز والتقدم باتجاه منطقة بلبل، وكذلك السيطرة على منطقة تل رفعت
التي تقع تحت سيطرة المجموعات الكردية المسلحة".
وحول نجاح الجيش التركي في تحقيق الطوق الأمني حول
حدود بلاده وتأثير ذلك على عمر العملية العسكرية، قال عليوي إن "مثل هذه
المعارك لا يوجد لها عمر زمني محدد"، مستدركا قوله: "لكن هناك مراحل وكل
مرحلة لها عمر زمني".
وحسب تقدير عليوي، فإن "مدة المرحلة الأولى
تحتاج شهرين، كونها عملية عسكرية جراحية وليس هدفها الاجتياح فقط، وهو ما يستطيع
الجيش التركي تحقيقه في غضون أيام قليلة"، منوها إلى أن "العملية
الجراحية بدأتها تركيا بضرب مفاصل القوة للمجموعات الكردية المسلحة".
وفيما يتعلق بدور القوات الخاصة التي استدعتها تركيا
الاثنين للمشاركة في عملية عفرين، ربط الخبير العسكري ذلك بأنه "عند ظهور بعض
العقبات في مناطق معينة يتم استدعاء قوات نخبوية تكون مستعدة للتدخل في أي وقت
لتنفيذ عملية خاصة في مناطق تكون تحت سيطرة القوات البرية والجوية".