هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يعيش الأربعيني "أيهم" وهو اسم مستعار وعائلته بمدينة عفرين في حالة قلق شديدة، بعد دخول قوات موالية لنظام الأسد إلى داخل المدينة، ويحرص وهو النازح من مدينة حلب إلى عفرين على عدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى، لأن اسمه مطلوب لقوات النظام، وذلك على خلفية عمله السابق مع المعارضة في حلب.
واضطر "أيهم" إلى ترك حلب قبل نحو ثلاث سنوات بسبب القصف الذي كانت تتعرض له الأحياء الشرقية، والقدوم إلى عفرين بسبب الاستقرار الذي كانت تعيشه المدينة وعدم تعرضها للقصف.
وبالرغم من مخاوفه هذه لا يستطيع اليوم مغادرة عفرين، وذلك بعد أن أغلقت الوحدات المعابر نحو مناطق المعارضة باستثناء طريق واحد إلى مناطق النظام في حلب، يضطر فيه من يريد المغادرة إلى دفع مبالغ مالية كبيرة لعناصر من الوحدات الكردية ولمليشيات نبل والزهراء، التي تسيطر على طريق حلب- عفرين.
يقول أيهم، للآن لم تشن هذه القوات التابعة للنظام حملات اعتقال في عفرين، لكن الأمور تؤشر إلى أن الوحدات ستسلم كامل المدينة للنظام، ما يعني عودة الأفرع الأمنية والشرطة وعودة الاعتقالات.
ويضيف لـ"عربي21"، "عندما قدمت بعائلتي إلى عفرين كنت مطمئنا إلى عدم وجود النظام فيها، لكن الحال الآن مختلف تماما عما قبل، فأعلام النظام وصور بشار الأسد تملأ شوارع وساحات المدينة، ولا مهرب من المدينة إلا نحو مناطق النظام".
وليست هذه مخاوف أيهم بمفرده، حيث أكد الناشط السياسي محمد أبو سيامند من مدينة عفرين أن هناك الآلاف من المطلوبين للنظام السوري في مدينة عفرين.
وسبق أن أعلن النظام السوري قوات موالية له إلى عفرين للدفاع عن المدينة التي تشن فيها القوات التركية والسورية المعارضة هجمات على مواقع للوحدات الكردية منذ 20 كانون الثاني/يناير الماضي، في إطار عملية "غصن الزيتون".
وفي تعليقه على ذلك، أشار أبو سيامند لـ"عربي21" إلى حالة احتقان شعبي كبيرة في عفرين، مشيرا إلى تخوف الأهالي من عودة النظام بقوة إلى عفرين.
واستدرك بقوله: "لكن للآن كل هذه المخاوف غير مبررة؛ بسبب أن كل من دخل عفرين من طرف النظام هم عبارة عن شبيحة ولا صلاحية لهم بمتابعة الملف الأمني، أو اعتقال أي شخص من عفرين".
وأوضح الناشط الكردي المعارض للوحدات، أن مهمة هؤلاء الشبيحة مهمة عسكرية فقط، وهذا يعني أنه في الوقت الحالي لا خوف من عودة النظام بمؤسساته وأجهزته الأمنية إلى عفرين.
لكن هذا لا يعني أن هذا الوضع قد يستمر إلى وقت طويل بحسب أبو سيامند، الذي اعتبر أن نجاح هذه القوات في بسط السيطرة على عفرين وتوقف القوات التركية عن الهجمات إلى داخل عفرين، يعني أن النظام سيعود للمدينة وحينها ستتم ملاحقة كل المطلوبين سواء بسبب معارضتهم للنظام أو بسبب تهربهم من الخدمة الإلزامية.
وبحسب أنباء متداولة، فإن النظام كان قد اشترط على الوحدات سحب الشباب ممن هم في سن الخدمة في عفرين إلى الجيش، وذلك قبيل موافقته على إرسال قوات تابعة له.
غير أن بعض المسؤولين في الوحدات أكدوا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع النظام هو اتفاق عسكري بحت، ولا يبحث في الشؤون السياسية المتعلقة بعودة مؤسسات النظام إلى عفرين.
يذكر أن المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود، اعتبر أن عدد القوات التابعة للنظام السوري ليس كافيا لإيقاف الاحتلال التركي، على حد وصفه.
يذكر أن الوحدات بمدينة عفرين التي تكتظ بالنازحين العرب من المناطق المجاورة، منعت خروج العائلات بحجة التمسك بالأرض، وسط مخاوف من أن تتخذ منهم كدروع بشرية في حال امتدت المعارك إلى داخل مركز مدينة عفرين.