هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل وفد حماس زيارته للعاصمة المصرية القاهرة لليوم التاسع على التوالي، في مدة هي الأطول التي سجلت في تاريخ زيارات وفود حماس السابقة، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة الملفات التي ناقشها الوفد مع المسؤولين المصريين، وموعد عودته لغزة، خاصة مع حديث متداول حول ضغوطات تمارس على الوفد لدفعه للقبول، وتقديم تنازلات تتعلق بملف المصالحة وملفات أخرى.
القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، كتب الجمعة على حسابه بـ"تويتر" أن أي مشروع لن يمر ما دام الشعب الفلسطيني يرفضه.
وأكد أبو مرزوق أن الشعب الفلسطيني ما توحد على برنامج سوى برنامج المقاومة، وأضاف أنه "رغم كل محاولات إلغاء الهوية بالتهجير والتجنيس، والضغط والملاحقة للمجاهدين والمقاومين، وإشغال اللاجئين بلقمة عيشهم وتعليم أبنائهم، والحصار والتضييق على من يكسر المعادلة، تخرج عهد وأجيال تفاجئهم".
— د. موسى أبو مرزوق (@mosa_abumarzook) 17 فبراير، 2018
ولم يعرف بعد أسباب تصريحات أبو مرزوق هذه التي جاءت بالتزامن مع وجود وفد حماس في القاهرة، والحديث عن ممارسة ضغوط عليه، وربط عودته لغزة بتحقيق تنازل جوهري في موضوع المصالحة.
لكن القيادي في حركة حماس غازي حمد نفى وجود ضغوطات على وفد حماس في القاهرة، مشيرا إلى أن العلاقة بين حماس ومصر "مفهومة" وتقوم على أسس واضحة لا لبس فيها.
وقال حمد في حديث لـ"عربي21" إن القضايا المطروحة والمعلنة للنقاش بين وفد حماس والجانب المصري، سواء في ملف المصالحة أو أمن الحدود أو القضايا السياسية الأخرى، لا يلزمها "ضغط"، أو أي ممارسات غير طبيعية، لأنه لا يمكن لشيء أن يمر على قيادة حماس تحت الضغط أو الابتزاز أو "الحشر في الزاوية".
وأضاف حمد، الذي قاد الاتصالات والتنسيق بين حماس والمسؤولين المصريين لفترة طويلة: "مصر تفهم موقفنا حماس جيدا، وحماس طرحت رؤيتها بشكل تفصيلي حول دعمها للمصالحة، ومرونتها اللامحدودة في سبيل تحقيقها، وتبنيها لرعاية الدور المصري، إضافة إلى موقفها الحاسم في الحفاظ على الحدود، ووقف كل أشكال التسلل والمس بالأمن القومي المصري"، وتابع: "لذلك فإن حماس واضحة، ولا تحتاج لممارسة التفاف، أو أي نوع من الضغوط عليها".
اقرأ أيضا: قيادي بحماس: ناقشنا بالقاهرة ملفات القدس والمصالحة وغزة
وحول تعثر المصالحة، قال: "إن المصريين وعدوا بأن يكثفوا الجهود لدعمها وتطبيقها على الأرض، ودفع الطرفين للالتزام بكل بنود ما اتفق عليه، وصرحوا بأنهم سيرسلون وفدا أمنيا لمتابعة هذا الملف، وحماس لديها أمل وثقة بفعالية الدور المصري".
من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل إن زيارة وفد حماس للقاهرة لها هدفين رئيسين، الأول متعلق بالمصالحة المتعثرة، وغياب أي أفق لتحريكها في ظل حالة الجمود والادعاءات المتضاربة بين فتح حماس حول تمكين الحكومة في غزة، والثاني متعلق بأمن الحدود.
وفي ضوء الهدف الأول أوضح عوكل أن هناك حاجة لعودة الدور المصري مرة أخرى وأضاف: "واضح أن مصر تجري محاولات مسبقة مع أطراف المصالحة قبل مجيء وفد مصري لقطاع غزة، حتى لا تواجه الفشل مرة أخرى، ولهذا يتواجد وفد حماس في القاهرة".
وأشار عوكل إلى أن الملف الثاني الذي يجري بحثه هو الملف الأمني وضبط الحدود بين قطاع غزة وسيناء، والتأكد من دور حماس في التعاون مع مصر، خاصة مع بدء عمليات الجيش هناك.
ولفت المحلل السياسي إلى أن حماس تبحث خيارات أخرى في حال فشلت المصالحة، على ضوء اللقاءات الجانبية التي أجراها وفدها في القاهرة مع تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وحول مستقبل المصالحة، قال عوكل: "بغض النظر عن حسابات كل طرف وتضاربها بين الطرفين، لكن ليس هناك خيار آخر سوى المصالحة وهو خيار إجباري، خاصة مع غياب أي أفق سواء في العملية السلمية وغياب الراعي الدولي للمفاوضات، إلى جانب وجود قناعة أن المقاومة لا يوجد أمامها أفق لتحقيق إنجازات".
اقرأ أيضا: وفد من حماس برئاسة هنية يغادر قطاع غزة إلى القاهرة
يذكر أن وفدا قياديا من حركة حماس غادر قطاع غزة يوم 9 من شباط/ فبراير الجاري، متوجها إلى العاصمة المصرية القاهرة عبر معبر رفح البري جنوب القطاع.
ويضم الوفد رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وأعضاء المكتب خليل الحية، وروحي مشتهى، وفتحي حماد، وذلك للقاء المسؤولين المصريين.
وقالت حماس، إن هذه الزيارة تأتي ضمن ترتيبات مسبقة، وفي إطار جهود الحركة للتشاور مع مصر للتخفيف من حدة الوضع الإنساني في قطاع غزة، إلى جانب بحث ملفي المصالحة وأمن الحدود.