هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ترجح المعطيات والمواقف السياسية في لبنان انفراط عقد قوى 14 آذار بشكل شبه رسمي بعد الخطاب "الناري" لرئيس الحكومة وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الذي اتهم فيه من أسماهم "كتبة التقارير بالانقلاب على الصداقة معه".
وعلى الرغم من أن الحريري "نأى بنفسه عن التسميات"، إلا أن الدلالة واضحة، خصوصا لجهة اختلاف مشهد إحياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري هذا العام عن السنوات الماضية، من ناحية الحضور ووزن وأسماء شخصيات الصف الأول، فالحليف القديم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لم يكن حاضرا إلى جانب الحليف الآخر حزب الكتائب حيث انسحب ممثلاه نديم الجميل وآلان الحكيم لعدم إدراج اسميهما ضمن مقاعد الصف الأول في الاحتفال.
لكن النائب نديم الجميل خفف من حدّة الانسحاب من المناسبة معلقا على مواقع التواصل الاجتماعي: "بعد الإاتصال الّذي أجراه بي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لتوضيح ما حصل معي اليوم، أعتبر ما جرى خطأ بروتوكوليّا لا يحتمل أي تفسير آخر".
لكن اللافت أيضا، عدم دعوة أقطاب أساسيين من قوى 14 آذار للاحتفال ومن ضمنهم فارس سعيد، وهم الذين لم تغب وجوههم عن المناسبة السنوية منذ انطلاقتها.
منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فارس سعيد، رد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" على خطاب الحريري واصفا كلامه بـ"السطحي"، قائلا: "لم أستطع فك الرموز الهندسية التي بُني عليها الخطاب، فهو يتضمن كلاما سطحيا واتهامات حول (كتبة التقارير)، ويندرج ذلك في إطار الحملة المتواصلة منذ الرابع من تشرين الثاني الماضي ولغاية الآن"، متهما الحريري "بعدم التجاوب مع السعودية أو تقديم مبادرة تجاهها لتجاوز المرحلة الماضية".
اقرأ أيضا: الحريري يؤكد عدم تحالفه مع حزب الله في الانتخابات البرلمانية
وصعّد سعيد من انتقاده لخطاب الحريري معتبرا أن "كلامه لم يأت بجديد على الصعيد السياسي"، وبأن مواقف زعيم المستقبل "ظهرت متناقضة في ما يخص حديثه عن رفض التحالف مع حزب الله في المجلس النيابي في الوقت الذي يتحالف فيه معه داخل الحكومة التي يرأسها".
تابع: "الحريري لم يكن موفقا في بنية الخطاب وفقد بذلك البوصلة والوجهة السياسية الواضحة، ولم أستطع رغم حسن نيتي التقاط مؤشرات ذات قيمة في الخطاب".
ورأى أن خطاب الحريري "يندرج ضمن ثلاث محطات حيث تبع الخطاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، فيما ستكون المحطة الثالثة في خطاب الأمين العام حزب الله حسن نصر الله في ذكرى عماد مغنية"، : "سننتظر حتى تستكمل تلك المحطات لكي نبني على الشيء مقتضاه".
وعن الاتهام الذي بدت دلالته واضحة من قبل الحريري لسعيد وشخصيات أخرى محسوبة على قوى 14 آذار بأنهم (خانوا الصداقة معه)، قال: "أتحدى أن يسمي من هم هؤلاء الأشخاص الذين كانوا في منزله وانقلبوا عليه، وإذا كان يمتلك الشجاعة فليحدّد علانية أي شائبة في سلوكي".
وتابع: "مواقفي ثابتة ومعلومة وعبرت عنها داخل لبنان وخارجه وخلال اللقاءات ، وقد أطلعت الحريري عليها في الصيف الماضي خلال زيارة له في منزله".
وعن مضمون ما قاله للحريري خلال هذا اللقاء، أوضح سعيد: "عبرت عن رفضي التسوية التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية لكونها نتاج اتفاق مع حزب الله"، مشيرا إلى أنه أبلغ الحريري بتكوينه "معارضة وطنية عابرة للطوائف ضد سياسة الحريري، والتي أدت إلى تسليم لبنان بشكل كامل إلى حزب الله".
ورفض سعيد كلام الحريري حول أن من يعارض سياساته يقدم خدمات مجانية لمصالح حزب الله، قائلا: "التسوية التي شارك فيها هي التي تسببت في تدعيم نفوذ وسطوة حزب الله".
من جهته، أوضح عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار سبب عدم دعوة شخصيات من قوى 14 آذار، فقال إنه "بالمضمون 14 آذار كانت حاضرة بخطاب الرئيس الحريري"، مشيرا إلى أن "خطابه وطني جامع أكد فيه على ثوابت 14 آذار وتيار المستقبل، ومتمسكا بالدولة السيدة الحرة المستقلة استنادا إلى اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989) ورفض الانجرار وراء الأزمات".
وشدد الحجار على أن "الحريري كان واضحا عندما حدد برنامج عمل الدولة اللبنانية لإخراج لبنان من أزماته".