هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرا لمراسلها دوف ليبر، يقول فيه إن موقع "إيلاف" باللغة العربية نشر على مدى العام المنصرم سلسلة غير مسبوقة من المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين كبار، كان من بينهم رئيس الأركان الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق ووزير المخابرات وزعيم المعارضة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الأمر أثار التساؤلات عن علاقة موقع "إيلاف" بالسعودية، ودعا الكثير للتساؤل عما إذا كان ذلك مؤشرا على دفء العلاقات بين القدس والرياض.
ويلفت ليبر إلى أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قابلت مؤخرا الصحافي مجدي الحلبي، وهو المراسل الإسرائيلي المخضرم، الذي أجرى المقابلات على شكل أسئلة وأجوبة.
وتنقل الصحيفة عن الحلبي، البالغ من العمر 54 عاما، الذي نشأ في قرية الدالية الدرزية في الجليل، قوله إن تلك المقابلات كانت فكرته، مشيرا إلى أن ناشر الموقع عثمان العمير، "أعجب" بالفكرة، وأضاف أنه لم يكن هذا اتفاقا سريا بين السعودية وإسرائيل، لكنه قصة ناجحة في مكاتب "إيلاف" في لندن.
ويقول الحلبي إن "الفكرة بسيطة: نحن صحيفة تنشر في لندن، ولسنا خاضعين لقوانين الدول العربية، حيث يمنع الصحافيون من مقابلة المصادر الرسمية الإسرائيلية، باستثناء مصر والأردن".
ويورد التقرير نقلا عن الحلبي، قوله إن القارئ العربي كان دائما يقرأ تصريحات القيادات الإسرائيلية، لكن من خلال مصدر ثالث، ما يشكك في صحة ودقة الاقتباسات، "فقررنا أن نجعلها مباشرة".
ويكشف الكاتب عن أنه بحسب تقارير صحافية كثيرة، فإن العمير، وهو مواطن سعودي، وشغل سابقا رئاسة تحرير الصحيفة السعودية المهمة "الشرق الأوسط"، مقرب جدا من العاهل السعودي الملك سلمان، مشيرا إلى أن العمير أنشأ "إيلاف"، ليكون أول موقع إخباري عربي عام 2001.
وتذكر الصحيفة أن الحلبي رفض الخوض في علاقة العمير مع الملك السعودي، وأصر على أن "إيلاف" موقع مستقل ويموله العمير نفسه، لافتة إلى أن العمير رفض دعوة للمقابلة من الصحيفة.
وقال الحلبي: "حصلت على الإذن من الناشر (لإجراء المقابلات)، وهذا ما أعرفه، وما فعلته، دون أي تحرير لمادتي في 99.9% من الوقت".
وينوه التقرير إلى أنه بعد مقابلة الحلبي مع وزير المخابرات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتز، نشر الإعلام الإسرائيلي تقارير قالت بأنه تم حذف عرض من كاتز لاستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إسرائيل من المقابلة لدى نشرها على موقع "إيلاف".
ويقول ليبر إن الحلبي لم ينكر أن الدعوة تم حذفها من النص، لكنه قال إن الإعلام الإسرائيلي بالغ في تضخيم تفصيل بسيط، وقال إن الحذف لم يكن من طرفه، وبأنه كان جزءا من العملية التحريرية.
وتستدرك الصحيفة بأنه بالرغم من العلاقة الطيبة بين العمير والملك، فإن موقع "إيلاف" محظور في السعودية، وبحسب الحلبي، فإن ذلك بسبب توجهات الموقع الليبرالية، مشيرا إلى أن الحظر فرض أيام الملك عبدالله.
ويورد التقرير تعليق الحلبي قائلا إن حظر "إيلاف" هو أمر هزلي؛ لأن العمير أنشأ موقعا آخر أسماه "إيلاف جورنال" ينشر مواد "إيلاف" ذاتها، وهو ليس محظورا في السعودية، مشيرا إلى أنه بحسب موقع "سيميلار ويب"، فإن 25% من قراء "إيلاف جورنال" هم من السعودية.
ويفيد الكاتب بأن المقابلات التي أجراها الحلبي استخدمت لبعث رسائل مهمة للسعودية، ففي مقابلة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قال إن إسرائيل مستعدة لمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع السعودية؛ خدمة لهدفهما المشترك لوقف مد النفوذ الإقليمي الإيراني، في الوقت الذي قال فيه زعيم المعارضة الإسرائيلية إن محمد بن سلمان "ثوري"، وإنه يجب أن يشارك السعوديون في إدارة المقدسات في القدس.
وتبين الصحيفة أن الحلبي يرفض فكرة أنه وسيط بين الرياض والقدس، ويقول إنه مجرد مراسل، وبأنه لا يعرف فنون الوساطة، منوهة إلى أن الحلبي عمل مراسلا للإذاعة الإسرائيلية، وكان متخصصا في الشؤون الفلسطينية والعربية.
وبحسب التقرير، فإن الحلبي عمل أيضا مراسلا للفضائية اللبنانية "أم تي في"، وكان مراسلا لها في إسرائيل، حيث لم يكن ذلك مقبولا قانونيا ولا اجتماعيا، خاصة أن الحلبي خدم في الجيش الإسرائيلي، لكنه يقول إن "أم تي في" وقفت معه دائما في وجه التهديدات، ولم تحذف شيئا من تقاريره، مستدركا بأن القنوات العربية عادة ما توظف مراسليها من القدس الشرقية أو الضفة الغربية.
وتختم "تايمز أوف إسرائيل" تقريرها بالإشارة إلى قول الحلبي إنه يريد أن ينقل الصورة الصحيحة عن البيئة السياسية المتنوعة في إسرائيل، بدلا من الصورة المشوهة التي تعرض في الإعلام العربي عادة.