نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن التحالف السري بين
مصر وإسرائيل، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن العلاقات بين
إسرائيل ومختلف الدول العربية متوترة، إلا أن رئيس الانقلاب في مصر، عبد الفتاح
السيسي، خرج عن القاعدة ليعمل على توطيد علاقات بلاده مع الدولة العبرية.
وفي هذا السياق، نقلت عن صحيفة أمريكية، قولها إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات على معاقل تنظيم الدولة في شمال سيناء، في ظل تواطؤ من قبل النظام المصري.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه في حين تعتبر إسرائيل العدو اللدود لمختلف الدول العربية، تعمل بعض الأنظمة العربية على التحالف معها بشكل سري. في الأثناء، تتفق كل من مصر وإسرائيل في عدائها لإيران وحزب الله، إلى جانب تنظيم الدولة وجماعة الإخوان المسلمين.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، تعد مصر بالإضافة إلى الأردن، من بين الدول العربية الوحيدة، التي أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل، فضلا عن أن العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب شهدت ازدهارا ملحوظا. من هذا المنطلق، شنت الطائرات الإسرائيلية المقاتلة منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر أكثر من 100 غارة على معاقل تنظيم الدولة بشمال سيناء، علما وأن النظام المصري على دراية بذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس أقدمت في وقت سابق على إسقاط طائرة روسية بشمال سيناء، وذلك بعد وقت وجيز من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وتجدر الإشارة إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس تنشط منذ سنة 2011، في شمال سيناء لتنضوي في سنة 2014 تحت لواء تنظيم الدولة.
وبينت الصحيفة أن الجيش المصري شن حربا على الميليشيات المتطرفة منذ توليه السلطة في شهر آب/ أغسطس سنة 2013. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الجيش المصري في مواجهة الإرهاب، إلا أن تعامل القوات المسلحة المصرية مع هذا الخطر لم يلق استحسان الجانب الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن الجميع يدرك أن مصر وإسرائيل تعملان بصفة مشتركة على تأمين الحدود. على هذا الأساس، زودت السلطات الإسرائيلية نظيرتها المصرية بنتائج عمليات الاستطلاع التي تقوم بها طائراتها في شمال سيناء، علاوة على إحداثيات المناطق التي تتمركز فيها العناصر المتطرفة. ووفقا لبعض المصادر، تحلق الطائرات الإسرائيلية في سماء شمال سيناء دون وضع شعار الدولة العبرية.
وأضافت الصحيفة أن إفشاء أسرار الغارات الإسرائيلية التي طالت شمال سيناء مثل إحراجا كبيرا بالنسبة لرئيس الانقلاب في مصر خاصة وأن الاطلاع على تفاصيل التعاون المصري الإسرائيلي حكر على دائرة صغيرة من المسؤولين والضباط المقربين من السيسي.
وأوضحت الصحيفة أن القاهرة هاجمت إسرائيل في العديد من المناسبات بصفة رسمية محاولة الظهور في ثوب المدافع عن حقوق الفلسطينيين. ومؤخرا، أعلنت الحكومة المصرية عن رفضها للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأفادت الصحيفة أن كلا من القاهرة وتل أبيب لم تعلنا عن أي مواقف رسمية إزاء تقرير الصحيفة الأمريكية بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية في شمال سيناء. من جانبها، أوردت جهات عسكرية مصرية أن تنظيم الدولة يمثل عدوا مشتركا بالنسبة لكل من الحكومتين المصرية والإسرائيلية، كما أن تأمين منطقة شمال سيناء يندرج ضمن المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية لجأت إلى طرق مختلفة حتى تخفي حقيقة شنها لغارات جوية على شمال سيناء، وذلك وفقا للصحيفة الأمريكية المذكورة أعلاه. منذ سنوات، تجمع بين مصر وإسرائيل علاقات وطيدة. وفي شهر أيلول/ سبتمبر سنة 2017، التقى السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبينت الصحيفة أن نتانياهو عمل في سنة 2014 على إقناع الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالسيسي "رئيسا شرعيا" لمصر. في الأثناء، أيدت الحكومة المصرية الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بهدف الحيلولة دون التواصل المزعوم بين حركة حماس والجماعات المتطرفة في شمال سيناء.
وذكرت الصحيفة أن كلا من مصر وإسرائيل أبرمتا اتفاقية كامب ديفيد في سنة 1979، علما وأن هذه الاتفاقية تقضي بإنشاء مناطق منزوعة السلاح في شمال سيناء.