هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر في عهد عبد الفتاح السيسي يتزايد ويتوثق بصورة ملحوظة، وبات السيسي بنظر إسرائيل هو الزعيم العربي الأكثر شجاعة لمحاربة الجماعات الإسلامية، ما يتسبب له بإحراجات من المعارضة المصرية بأنه يتعاون أمنيا مع إسرائيل.
وأضاف في مقاله بموقع نيوز ون الإخباري، أنه رغم النفي المصري والصمت الإسرائيلي عما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، لكن كلامها لم يفاجئ السيناويين كثيرا؛ لأنهم يعلمون بالأمر منذ زمن بعيد، ويرون طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تعمل في أجواء سيناء أكثر من نظيرتها المصرية، فهي أكبر حجما، وذات ألوان أكثر، وتحدث ضجيجا أعلى، ويطلق عليها بدو الصحراء اسم الزنانة.
وأكد أن الجيش المصري لا يمتلك طائرات استطلاع قادرة على تفجير أهداف على الأرض، كما اعترف قائد سلاح الجو يونس المصري في 13 أكتوبر 2016، بقوله إن ما لدى الجيش المصري من طائرات استطلاعية لجمع المعلومات الأمنية زودته بها الولايات المتحدة والصين، اللتان رفضتا تزويده بطائرات استطلاعية هجومية.
وأعربت أوساط السيسي عن قلقها من أن يؤثر ما نشرته نيويورك تايمز على أجواء الانتخابات الرئاسية، لأن المعارضة المصرية، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، تبذل كل جهد وتستغل كل مناسبة لزعزعة استقرار النظام.
وأوضح بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن مساعدة إسرائيل للسيسي في حربه التي يخوضها شمال سيناء ليست جديدة، فقد أعلن وزير الدفاع السابق موشيه يعلون في يونيو 2013 السماح لمصر بإدخال قوات عسكرية إضافية لسيناء بالقرب من منطقتي العريش ورفح؛ لمواجهة عصابات بدوية ومسلحين إسلاميين، وهو ما لم ينص عليه اتفاق كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب.
علما بأن هذه الهجمات اندلعت في وقت حساس، بعيد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، ما دفع إسرائيل للاستجابة لطلب السيسي، والمسارعة لمساعدته، حتى أن المستوى السياسي المصري اعترف بالتعاون مع إسرائيل، كما قال وزير الخارجية سامح شكري في مايو 2016، خلال مداولات مجلس الأمن بنيويورك.
وأشار إلى أن هدف إسرائيل يكمن في المحافظة على نظام السيسي، لأنها تعتبره أكثر تعاونا معها في المجال الأمني من حسني مبارك، حيث أصدر قرارات بهدم قرابة ألف نفق حدودي مع قطاع غزة، وإقامة جدار أمني واسع على الحدود، وهدم مئات المنازل على الحدود، وإبعاد أصحابها عن الحدود، ثم قام بإغراق الأنفاق.
كل ذلك يعني أن إسرائيل تحولت إلى الحليفة الأمنية الأوثق والأقرب من مصر، ويمكن وصف علاقاتهما الأمنية بأنها تعيش العصر الذهبي.