هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا تزال تبعات قرار رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق، الفريق سامي عنان، خوض تجربة منافسة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على كرسي الرئاسة تتواصل، وتتسع دائرتها بالنيل من أفراد أسرته والتنكيل بها.
وقررت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إيقاف سمير نجل الفريق سامي عنان، الموظف بالشؤون العربية بالأكاديمية، فيما هو منسوب إليه من قيامه بنشر بعض الآراء والتعليقات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تخص والده ونظام الحكم.
ودأب نظام السيسي على معاقبة أفراد أسر معارضيه، ومنافسيه، وحتى مؤيديه السابقين، بالفصل والطرد من وظائفهم من ناحية، وملاحقتهم قضائيا من ناحية أخرى، على حد سواء كجزء من الإجراءات العقابية التي يجيد انتهاجها، وفق عدد من المحللين والمراقبين.
وفي مطلع الشهر الجاري، فصلت جامعة عين شمس بالقاهرة، المدرس المساعد بكلية البنات، سمية ابنة نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، من عضوية هيئة التدريس بكلية البنات، بدعوى إدراج اسمها على قوائم الإرهاب.
وفي حزيران/ يونيو 2016 صدر قرار جمهوري بفصل شروق ابنة المستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، من وظيفتها بهيئة النيابة الإدارية، بزعم قيامها بالخوض في أمور سياسية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
السيسي ينقلب على الجميع
وعلق عضو الجبهة الوطنية المصرية، أحمد البقري، بالقول إن "العسكر مستعد لأن يبطش بالجميع مقابل استمرارهم في السلطة وحماية مصالحهم"، مشيرا إلى أن "من بنى السيسي عليهم شرعية انقلابه الفاشي هم الآن ما بين منفي ومطارد وسجين كالبرادعي وصباحي ودومة، وغيرهم كثير".
اقرأ أيضا: "حازم حسني" يفنّد اتهامات الجيش المصري الموجه لـ"عنان"
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أنه "على مدار السنوات الماضية كان العسكر يحكم من خلف الستار، ولكن لا يتحكمون في كل شيء .. أما الآن؛ فالعسكر بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو يرشح السيسي بالبزة العسكرية، وهنا تحول الجيش إلى لاعب سياسي، واحتكر كل شيء، وكان هذا جليا حينما قال السيسي عايزين تغيروا " اقتلوني أنا والجيش".
صندوق العسكر الأسود
المتخصص في الأعمال الدولية بجامعة جورج واشنطن محمد رزق، قال لـ"عربي21": "هذا ما تفعله نظم الحكم الفاشية، وإن دل على شيء فإنما يدل على هشاشتها وخوفها الشديد من محتوى الصناديق السوداء التي ربما اطلع عليها سامي عنان وتخص فساد جنرالات العسكر الحاليين وخياناتهم".
لافتا إلى أن "السيسي ليس رجلا سياسيا كما قال بنفسه، وتنقصه الحنكة السياسية وخبرة إدارة شؤون الدول، وخاصة دولة في حجم مصر، والسيسي رمز لنظام حكم العسكر أو الدولة العميقة كما يحلو لهم تسميتها وليس هو صاحب القرار".
وبشأن رسالته بالتنكيل بأفراد أسرة الفريق عنان، قال: "يقول المثل (اضرب في المربوط يخاف السايب) والخَوف الشديد وكل الخوف من ظهور محتوى الصناديق السوداء التي اغتيل بسببها رئيس المخابرات العامة عمر سليمان".
طبائع الاستبداد
بدوره؛ ذهب السياسي المصري، أحمد الحوفي، إلى القول بأن "المشكلة أن فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم، بل يشمل الدمارُ الأرضَ والناس والديار، لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة، تضرب ضربة عشواء كالثور الهائج".
اقرأ أيضا: وسائل إعلام غربية تشكك في نزاهة انتخابات الرئاسة بمصر
وأضاف لـ"عربي21": "السيسي دأب على استخدام العقاب الجماعي كمنهج مع قطاعات مختلفة سواء مع معارضيه، أو مؤيديه سابقا، أو حتى منافسيه، فهو لا تأمن جوانبه على الإطلاق".