هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فشل تنفيذ اتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء، الذي يقضي بعودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم، مقابل جبر الضرر وتعويض المتضررين من المدينتين، بعد أن منع مسلحون من مصراتة النازحين من العودة.
لجنة الحوار
وأكد رئيس لجنة الحوار بين مصراتة وتاورغاء المكلف من بلدية مصراتة يوسف الزرزاح، أنه مصر على تحقيق عودة النازحين إلى مدينتهم.
واستدرك الزرزاح في تصريح لـ"عربي21"، أن عدم استجابة أهالي تاورغاء للتعليمات والنصائح المتكررة في الاجتماعات مع ممثلي تاورغاء عطلت عودة النازحين.
وأوضح رئيس لجنة حوار مصراتة، أن اللجنة تفاجأت بدعوات أطلقها المجلس المحلي لمدينة تاورغاء إلى الأهالي النازحين في جميع أنحاء ليبيا وشيوخ القبائل والجمعيات للحضور في اليوم الأول على الرغم من تحديد مكان معين للعودة من قبل اللجنة المختصة حيث جرى إعلام المجلس المحلي بهذه النقاط.
وحمل الزرزاح المجلس المحلي لمدينة تاورغاء مسؤولية ما وصفه بالإرباك الذي أدى إلى إفشال عودة نازحي تاورغاء في موعدها.
وأضاف الزرزاح أن الأجهزة المختصة قررت مسح منطقة تاورغاء قبل الشروع في عملية التنظيف والإعمار من أجل البحث عن المفقودين، مشيرا إلى أن بعض المطالب في الاتفاق المبرم بين المدينتين تتضمن الاعتراف بثورة فبراير 2017 وتقديم اعتذار رسمي من مدينة تاورغاء إلى مصراتة.
منع النازحين
وكان مسلحون من أهالي مدينة مصراتة الغاضبين قد منعوا عودة أهالي تاورغاء النازحين إلى مدينتهم يوم الخميس الماضي، وقاموا بإغلاق البوابات المؤدية إلى المدينة وأقاموا نقاط تفتيش شرق سرت وجنوب مصراتة لهذا الغرض.
وبحسب مصدر مطلع من مدينة مصراتة ينتمي المسلحون إلى كتائب مسلحة مختلفة، وبعضهم يتبع للمجلس العسكري مصراتة، وهم من الرافضين لقرار عودة نازحي تاورغاء الصادر من حكومة الوفاق الوطني على خلفية اتهاماتهم لأهالي تاورغاء بمساندة نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
اقرأ أيضا: "الأمم المتحدة" تندد بتهديد نازحي تاورغاء أثناء محاولة عودتهم
وكان المجلس البلدي لمدينة مصراتة قد طالب بتأجيل عودة أهالي تاورغاء، وأوضح المجلس البلدي أن هذه الخطوة جاءت نظراً للتصعيد الإعلامي من بعض الأطراف التي لا يهمها تنفيذ الاتفاق بين مصراتة وتاورغاء لعودة النازحين إضافة إلى اختراق بعض الأطراف لتراتبية بنود الاتفاق، مما يسبب خللا في الترتيبات الفنية والأمنية المعدة مسبقاً.
تنديد رسمي
وأبدى رئيس المجلس المحلي تاورغاء عبد الرحمن الشكشاك استياءه من تعثر تنفيذ الاتفاق وعودة النازحين وأكد أن نازحي تاورغاء مصرون على العودة ولن يغادروا أماكنهم في المخيمات التي أقاموها في طريق العودة، مطالبا المسؤولين في المجلس الرئاسي ومدينة مصراتة بالتحرك لاستكمال تنفيذ اتفاق عودتهم.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان صحفي الجمعة عن أسفها إزاء منع أبناء مدينة تاورغاء وعائلاتهم من العودة لمنازلهم من قبل من وصفتهم بـ"بعض العناصر المتشددة".
ونددت البعثة بالتهديدات التي طالت النازحين أثناء محاولتهم العودة، كما انتقدت بشدة محاولات ابتزازهم مالياً للسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم.
ودعت البعثة إلى العودة للعقل وتنفيذ الاتفاقات المعقودة، والاستفادة من التزام حكومة الوفاق الوطني الليبية بتأمين عودة النازحين أمنياً وبتعويض المتضررين مالياً، وللاستفادة أيضاً من استعداد المجتمع الدولي للإسهام في نجاح العملية.
بدوره أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، قال فيه إنه يتابع مساعي عودة نازحي تاورغاء لمدينتهم بشكل مباشر، وطالب طرفي الاتفاق الموقع بين المجلس المحلي تاورغاء والمجلس البلدي مصراتة بالتنسيق مع اللجان والأجهزة المختصة للعمل على العودة الآمنة للأهالي.
ودعا المجلس الرئاسي جميع الأطراف المعنية إلى تغليب العقل والروح الوطنية ونزع فتيل الفتنة وطالب بالتكاثف لإنهاء معاناة النازحين، مشيرا إلى وجود بعض الأطراف التي لم يسمها والتي تسعى لتقويض الاتفاق.
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية قد أعلنت موعد عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم في الأول من فبراير وذلك بعد الاتفاق بين لجنتين من مدينة تاورغاء ومصراتة في يونيو الماضي على عودة النازحين وجبر الضرر وذلك بعد نزوح أهالي المدينة منذ أكثر من ست سنوات عقب أحداث ثورة السابع عشر من فبراير في عام 2011 وعلى خلفية اتهامهم بمساندة النظام الليبي السابق.
خلفية الصراع
وتعود جذور الصراع بين مدينتي مصراتة وتاورغاء إلى ثورة السابع عشر من فبراير في عام 2011 حيث قاتل بعض المتطوعين من مدينة تاورغاء في صفوف قوات نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في ذلك الوقت، وساهموا مع قوات النظام في اجتياح مدينة مصراتة من الشرق.
اقرأ أيضا: الوفاق الليبية: عودة نازحي تاورغاء لمدينتهم في فبراير القادم
ويعاني أكثر من 30 ألفا من أهالي مدينة تاورغاء التي تقع في الضواحي الشرقية لمدينة مصراتة من صعوبات خلال السنوات الماضية على خلفية نزوحهم من المدينة، وينتشر النازحون في مناطق غرب ليبيا وجنوبها وشرقها إلا أن أكبر مخيماتهم مقامة في بنغازي وطرابلس.