هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتجه الأوضاع في مدينة جرادة إلى مزيد من الاحتقان، بعد وفاة شاب إثر انهيار منجم غير قانوني للفحم، وقيام عدد من المواطنين بعملية إخراجه من المنجم، في وقت توعدت فيه وزارة الداخلية بمتابعة الأشخاص الذين حالوا دون تقديم السلطة للمساعدة.
قتيل ثالث
ولقي شاب مصرعه في حادث انهيار نفق مهمل يستخدم لاستخراج الفحم الحجري بمنطقة جرادة (شرق المغرب)، في الساعات الأولى من صباح الخميس، وتم انتشال جثته في ظهيرة ذات اليوم من طرف المواطنين.
مصادر من المنطقة قالت لـ"عربي21" إن الشاب الميت يدعى قيد حياته، عبد الرحمن زكاري، وأنه توفي في وقت تستعد فيه مدينة جرادة لإحياء أربعينية شابين آخرين قتلا بنفس الطريقة.
وتابعت ذات المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن المواطنين الغاضبين قاموا بحمل جثة الميت في سيارة أحد الأشخاص، وسيرت مسيرة ضخمة توجهت بها إلى مقر العمالة المحافظة حيث دشنت اعتصاما مفتوحا.
وتابعت المصادر أن "أحد آبار الفحم الحجري بمنطقة (حاسي بلال) بجرادة، انهار على عامل وتسبب في وفاته، حيث جرى انتشال جثته".
ولقي شقيقان، شهر ديسمبر الماضي، مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة، بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم "الساندريات" أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري، وهي الفاجعة التي فجرت عدة احتجاجات بالمدينة.
الداخلية تتوعد
وفي أول رد للحكومة المغربية، توعدت وزارة الداخلية بمتابعة الأشخاص الذين اتهمتهم بعرقلة تدخل السلطات العمومية ومنعها من تقديم المساعدة لشخص في وضعية خطرة.
وقال بلاغ لوزارة الداخلية، حصلت "عربي21" على نسخة منه، إنها فتحت تحقيقا، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد ظروف وملابسات الحادث، وترتيب الإجراءات القانونية المناسبة في حق كل من ثبت تورطه في عرقلة تدخل السلطات العمومية ومقاومتها والحيلولة دون تقديم المساعدة لشخص في خطر.
وتابعت البلاغ: "علم لدى السلطات المحلية لإقليم جرادة أن شخصا (من مواليد سنة 1986) لقي مصرعه، يومه الخميس فاتح فبراير 2018، إثر انهيار نفق تحت أرضي عشوائي لاستخراج الفحم بناحية حي حاسي بلال بجرادة".
وأضاف: "حال إشعارها بحادث الانهيار، انتقلت إلى عين المكان السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية لمحاولة إنقاذ الشخص المعني، إلا أن مجموعة من الأشخاص تعمدت الحيلولة دون تدخل السلطات لتقديم المساعدة لشخص في خطر واتخاذ الإجراءات الضرورية".
وأوضحت: "هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بانتشال جثة الضحية من داخل النفق، عمدوا بعد ذلك إلى نقلها على متن سيارة خاصة وتشييعها في موكب احتجاجي، في خرق تام للقوانين الجاري بها العمل".
ومنذ 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعيش جرادة على وقع احتجاجات مستمرة على خلفية وفاة شابين شقيقين في حادث مماثل.
ويقول المحتجون إن عمال الفحم يعملون في ظروف سيئة، ويطالبون بتنمية المدينة ورفع "التهميش" عنها وتوفير فرص عمل لشبابها.
وفي تصريح سابق، قال وزير الطاقة والمعادن المغربي عزيز رباح، في جلسة لمجلس المستشارين، إن حكومة بلاده عازمة على التجاوب مع مطالب "الحراك الشعبي" بمدينة جرادة.