نشر الخبير الأمريكي المعروف سايمون هندرسون مقالا حول "حقيقة ما يجري في
اليمن"، نشره في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، وموقع "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى".
وسايمون هندرسون، كما هو معروف، زميل بيكر في معهد واشنطن، ومدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة في المعهد، ومتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج.
ووضع هندرسون مقدمة لمقاله بالقول: "منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، في آذار/ مارس 2015، تحاول القوات المتحالفة بقيادة
السعودية والإمارات إعادة الحكومة المعترف بها دوليا تحت زعامة الرئيس عبدربه منصور هادي -الذي يعيش في المنفى في الرياض- إلى الحكم"، ويضيف: "لكن سرعان ما نجحت القوات الإماراتية بمساعدة مرتزقة كولومبيين في الاستيلاء على مدينة عدن المرفئية الجنوبية، إلا أن الحوثيين المتحالفين مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تمكّنوا من إحكام سيطرتهم على صنعاء".
ولم يتطرق المقال للتطورات الأخيرة في عدن؛ لأنه سابق عليها.
ويرى هندرسون أن "التقدم الوحيد الذي أحرزته القوات السعودية على طول الحدود الشمالية اقتصر على الاستحواذ على بقعة صغيرة من الأراضي اليمنية بالقرب من ساحل البحر الأحمر".
وهنا يكشف هندرسون حقيقة مثيرة، بالقول إن الحوثيين "يسيطرون فعليا على عدة أميال من الأراضي السعودية على طول الحدود تمتد من قبالة مدينة جيزان، وصولا إلى نجران شرقا. ونتحدث هنا عن 100 ميل مربع (حوالي 259 كيلو مترا مربعا) من أراضي المملكة، وربما أكثر من ذلك".
لكنه يستدرك قائلا إن "هناك بعض الجدل حول ما إذا كان بالإمكان تصنيف تلك البقعة من الأرض بالمنطقة "المحتلة" أم لا، حيث يقوم الجيش السعودي أحيانا بغزوها، إلا أنها تُستخدم فعليا كمنصة إطلاق للهجمات الحوثية على المواقع العسكرية والبلدات الحدودية السعودية".
وعن أداء الجيش السعودي، يقول هندرسون إن بعض التقييمات الدبلوماسية لأدائه "ليست دبلوماسية فعلا؛ فبعض الصفات المستخدمة تضمنت عبارات "ضعيف"، و"رديء جدا" و"مروع"، علما أن هذه التعليقات انطبقت على الجيش والقوات الخاصة والقوات الجوية على حدّ سواء"، مشيرا إلى أن الحلفاء الغربيين للمملكة العربية السعودية، بمن فيهم الولايات المتحدة، يشعرون "بالاستياء من الوضع في ساحة المعركة، ويريدون كسر الجمود الحاصل".