كشفت مصادر إعلامية معارضة عن هروب قيادي عسكري في "وحدات حماية الشعب" الكردية من
عفرين، إلى مناطق النظام السوري في مدينة حلب.
وأوضحت شبكة "نداء
سوريا" الإعلامية المحلية، أن القيادي العسكري الكردي محمد باسو توجه إلى مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة حلب، وبحوزته مبلغ مالي يقدر بحوالي 700 ألف دولار أمريكي.
ويأتي ذلك في وقت دخلت فيه العملية العسكرية التركية "غصن الزيتون" أسبوعها الثاني، وسط تقدم واضح أحرزته القوات التركية والسورية المشتركة على حساب "الوحدات" التي تعتبر فرعا سوريا لحزب العمال الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب.
مصدر إعلامي كردي، فضل عدم كشف اسمه، أكد لـ"
عربي21" أن باسو كان قياديا عسكريا بارزا في عفرين، واستدرك: "لكن لا أنباء للآن عن تحركه".
وفيما لم يتسن لـ"
عربي21" الحصول على تعليق من "الوحدات الكردية" بعد رفض أكثر من مسؤول التعليق، رجح الإعلامي حارث عبد الحق أن تكون الحادثة صحيحة، مشيرا إلى السرية التامة التي تنتهجها "الوحدات" في كل شؤونها.
من جابنه قال الصحفي أحمد العقدة، إن هروب باسو "ليس غريبا"، وإن آخرين قاموا بالشيء ذاته في حمص وحلب وغيرها ممن وصفهم بـ"تجار الأزمات".
وتوقع العقدة في حديث لـ"
عربي21" أن يهرب المزيد من "أمراء الحرب" مع اشتداد المعارك، وسيضطرون إلى دفع أموال لشخصيات في النظام لمساعدتهم على الهرب.
في سياق متصل، قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، إن الوحدات الكردية، حولت منازل المدنيين في الأحياء الشمالية لمدينة رأس العين، المتاخمة للحدود التركية إلى نقاط عسكرية بعد أن طردت ساكنيها بقوة السلاح.
وقال مدير موقع "الخابور" المحلي إبراهيم الحبش، إن قوة من الاستخبارات العسكرية وعناصر من "الأسايش" التابعة لقوات "ب ي د" قامت بطرد المدنيين من منازلهم في الأحياء الشمالية للمدينة "حي المحطة، والعبرة، وجزء من حي الخرابات" على طول الحدود التركية، مستخدمة السلاح لإخراج كل من يعارضها، ومنعت الأهالي من حمل أي أمتعة معهم .
وأضاف الحبش في حديث لـ"
عربي21" أن 20 قناصا من نخبة مقاتلي قنديل وصلوا إلى مدينة رأس العين، وتم نشرهم على الأبنية العالية المطلة على الحدود التركية، مؤكدا قيام عناصر "ب ي د" بفتح طلاقيات في جدران البيوت القريبة من الحدود، بالإضافة إلى تحصين البيوت بأكياس من الرمل، وإنشاء سواتر ترابية حولها .
بدوره، اعتبر المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن هدف قوات "ب ي د" منذ بداية اتفاقها مع الولايات المتحدة الأمريكية محاربة تنظيم الدولة دون التدخل في مواجهة النظام السوري أو المليشيات الإيرانية أو تركيا، لكنها طبقت كل الاتفاقية بحذافيرها اتجاه الجميع دون تركيا التي وقفت بشكل سلبي ضدها.
وقال في حديث لـ"
عربي21" أن قوات"ب ي د" حولت المناطق الحدودية مع تركيا إلى منطقة عسكرية من خلال الكميات الكبيرة من الأسلحة التي تلقتها من أمريكا والنظام السوري، حيث شعروا أنهم أصبحوا قوة عسكرية كبيرة، وبالتالي باتوا يمارسون شتى أنواع الإرهاب على الشعب السوري.
ورأى أن ما تقوم به قوات "ب ي د" حاليا من تحويل كل المناطق القريبة من الحدود التركية الى مناطق عسكرية وإبعاد الأهالي منها، يأتي تحسبا لمواجهة برية مع الجيش السوري الحر والقوات التركية وخاصة بعد قيام القوات التركية والجيش السوري الحر بقصف النقاط العسكرية التابعة لمليشيات كردية في رأس العين وتل أبيض والمالكية وكراتشوك ورميلان.
يشار إلى أن وحدات الحماية الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" قد قامت بإزالة كل أعلامها، من جميع مقراتها والمخافر والمحارس الحدودية، خوفا من استهدافها من قبل الجيش التركي الذي قتل منذ عدة أيام عددا من عناصرها.