هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد معارضون مصريون أن واقعة الاعتداء على المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق صباح السبت؛ هي محاولة اغتيال واضحة على يد بلطجية مدفوعون من النظام، واصفين الموقف بأنه تطور خطير ضد المعارضين قبل الانتخابات الرئاسية.
جنينة، وهو في طريقه لحضور جلسة المحكمة الإدارية العليا في طعنه على حكم القضاء الإداري بعدم قبول دعواه على قرار إعفائه من منصبه، تم الاعتداء عليه من قبل 3 بلطجية حسبما أعلن محاميه، علي طه لـ"عربي21".
والقاضي السابق، الذي كشف فسادا بلغ 600 مليار جنيه بالأجهزة الحكومية والسيادية، تم عزله من منصبه ومحاكمته عقابا له على إعلان تلك الأرقام للشعب المصري عبر وسائل الإعلام.
وكشف الصحفي المعارض، محمد سعد خير الله، لـ"عربي21"، أن جنينة، نائب المرشح المحتمل والقوي الفريق سامي عنان لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور؛ تعرض لمحاولة اغتيال صريحة من قبل النظام الحاكم، وذلك على خلفية اعتزامه الذهاب للهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية، صباح السبت، للطعن على استبعاد الفريق عنان من كشوف الناخبين.
صراع الانتخابات
ويأتي الاعتداء على جنينة وسط حالة من التوتر يشهدها الشارع السياسي قبل يوم غد الأحد، والذي يعد الفرصة الأخيرة لمرشحي الانتخابات الرئاسية لتقديم أوراقهم، وإثر قرارات مثيرة للجدل من نظام الانقلاب بالتحقيق مع المرشح العسكري الفريق عنان، وتراجع المحامي خالد علي، عن رغبته في خوض السباق، وبحث النظام عن مرشح "محلل" للسيسي، رجح الجميع أنه السيد البدوي رئيس حزب الوفد، الذي حصل على 26 توكيلا من البرلمان تسمح بترشحه رسميا.
وأثار الاعتداء على جنينة كثيرا من اللغط خاصة بعد إصابة المستشار إصابات بالغة في وجهه وإحدى قدميه، وإعلان مصدر أمني أن الاعتداء كان بسبب حادث تصادم نتج عنه مشاجرة بين طرفين.
اقرأ أيضا: الجبهة الوطنية: محاولة اغتيال جنينة يجب ألا تمر مرور الكرام
ونفى معارضون مصريون صحة رواية المصدر الأمني، بينهم المهندس ممدوح حمزة، الذي أكد للوكالة الألمانية أنه تم "الاعتداء على جنينة بعد خروجه من منزله حيث اعترضت سيارته سيارتان وترجل 4 أشخاص يحملون الشوم والسلاح الأبيض، وقاموا بالاعتداء عليه وأصابوه إصابات عديدة، ونجح الأهالي في إنقاذه قبل استكمال الاعتداء عليه"، مؤكدا أن "الهدف كان اغتيال المستشار".
أخطر منحنى للحديد والنار
ويرى نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية مجدي حمدان موسى، أن النظام عاد لاستخدام البلطجية في تنفيذ عملياته القذرة قبل الانتخابات الرئاسية، وقال: "بالفعل وصلنا لأخطر منحنى في حكم الحديد والنار؛ وهو اغتيال المعارضة"، مضيفا أن "القمع والسحل والحجب والمنع لم يجد نفعا، ووصلنا الآن إلى المرحلة الأسوأ وهي القتل والاغتيال"،
السياسي المصري، أضاف لـ"عربي21"، أن الواقعة في رأيي لها علاقة بالانتخابات وبفريق عنان الرئاسي قبل أن تكون انتقاما من المستشار جنينة، ومن دلالاتها "تخوف النظام من أن تستمر حملة عنان في عملها بانتظار خروجه (متحفظ عليه لدى جهة سيادية)، فكان لابد من تكسير عظام كبار أعضاء الحملة".
وقال "ولأن هذا النظام لا يعرف الدبلوماسية والسياسة فإن الحلول تكون في النهاية بهذا الشكل الدموي"، مشيرا إلى أن تلك العجرفة من النظام ستكون سببا في توحيد صفوف المعارضة ضده، معتقدا أن "التوقيت مناسب جدا لتوحيد الصفوف".
لا افتراق وشركاء يونيو
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، عزت النمر، أن "الحادث هو أفضل توصيف لنظام الانقلاب وعصابات ميلشياته سواء من الداخلية أو المؤسسات السيادية"، مؤكدا "نحن إزاء نظام إجرامي فاشي، وهذا هو سلوكه مع أحد داعميه وشركائه في 30 يونيو وما تلاها".
النمر، قال لـ"عربي21"، إن "الحادث يعبر بوضوح عن نزق السيسي وحمق نظامه إذ لا يطيق حتى من يريد مشاركته في مهزلة ما يسمى بانتخابات الرئاسة"، مضيفا "وهي بالمناسبة؛ رسالة تأديب عنيفة ألا مجال لأي اعتراض أو مفارقة من شركاء الأمس مهما كانت بلايا النظام".
وأكد النمر، أنها أيضا "رسالة للداخل؛ أنه لا مكان لمراكز قوى إلا تلك التي تعيش تحت قيادة السيسي، ورسالة خشنة كذاك لمن يحاول أن يحاكم النظام حتى لو كان أمام قضائه الفاسد".
وأضاف "نحن نرفض الانقلاب بالأساس ونقاوم كل إجرامه مع أي أحد، ونتمنى أن يعي أنصار السيسي وشركاؤه الدرس بأن يعودوا عن دعم نظام سيكونون أحد ضحاياه يوما ما".
اقرأ أيضا: معلقون: بعد الاعتداء على جنينة.. هل للأمن يد خفية؟
اتهام سابق لأوانه
وعلى الجانب الآخر يظن عضو التيار الشعبي المصري عزت الخضري، أنه "من المبكر جدا توجيه اتهام لأية جهة ما بتنفيذ هذا الاعتداء الحقير"، موضحا أن "الذين من الممكن أن يوجه لهم الاتهام كثيرون، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم عصابة حكم مبارك التي تكره جنينة".
الخضري، في تعليقه على ما يثيره البعض حول عدم منطقية رواية المصدر الأمني بوزارة الداخلية من أن سبب الحادث مشاجرة مع جنينة، قال لـ"عربي21"، إن "هذا تصريح لمصدر أمني وليس بيان رسمي للداخلية"، مضيفا أن "الموقف المفروض اتخاذه الآن هو التضامن الإنساني والأخلاقي والقانوني مع المستشار جنينة، هذا أولا، ثم الاستماع إلى الرجل والمطالبة بالتحقيق بالحادث".
غضب المعارضة
حادث جنينة هز الشارع السياسي وزاد من غضب المعارضة التي كالت الاتهامات للنظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحت هاشتاغ #نظام_السيسي_بلطجي، اتهم الأكاديمي المعارض، يحيى القزاز، النظام بأنه "بلطجي"، مؤكدا أن "السيسي بلطجي يستأجر عن طريق أجهزته بلطجية يعتدون بالسنج على كل من يعارضه"، وأضاف "التوصيف الدقيق لماحدث هو محاولة اغتيال".
وأشار القزاز، إلى أن هدف النظام هو الانتخابات الرئاسية وقال "بعد حصار من يتجرأ على الترشح، أو يدعم مرشحا للرئاسة منافسا للسيسي مصيره التحفظ عليه في البيت أو السجن أو الخطف أوالإخفاء القسري؛ اليوم نحن أمام إضافة آلية جديدة وهي استخدام بلطجية مجهولون يعترضون المعارضين ويضربونهم بالسنج".
القزاز، خاطب المصريين بقوله "#المقاومة_هى_الحل"، مضيفا "إن لم نتحرك لمقاومة فجر السيسي وإزاحته فسيقضي علينا جميعا أرضا وشعبا ومؤسسات".
وقال المحامي الحقوقي طارق نجيدة، إن "الاعتداء والبلطجة على هشام جنينة؛ تطور غاية في الخطورة، واعتباره مشاجرة استخفاف بالعقول"، فيما ربط نجيدة بين الانتخابات الرئاسية والحادث بقوله "الضغط شديد (على النظام) بسبب خبر ترشح السيد البدوي؛ ولابد أن يحدث شيء يلفت الأنظار ويخفف الضغط؛ الآن الاعتداء على جنينة لإشغال الجميع بالحادث".
أما محامي جنينة، علي طه، فقد أكد أن الاعتداء ليس على شخص جنينة وقال "ما كان جنينة يحارب معركة شخصية إنما معركة وطن"، متسائلا "هل أنجب الوطن رجالاا غيره، يقفون بجواره بمعركة الوطن ضد الفساد والاستبداد والتغول؟ أم سنظل نناضل نضال حناجر وواقع افتراضي؟ أم سيجد فقط بناته الذين يدفعون الثمن معه نيابة عن شعب رضي الهوان؟".