هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقول حانا لوسيندا سميث في مقال تحليلي أعدته لصحيفة "التايمز"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث عن الجائزة الكبرى.
وتقول الكاتبة: "كان هناك وقت في بداية الثورة ضد بشار الأسد في سوريا وصفت فيه تركيا بأنها نموذج للشرق الأوسط، حيث كان نموذج أردوغان عن الإسلام الديمقراطي ماركة احتفى بها الغرب، ونظر إليه على أنه مدافع عن المستضعفين، وبدا وكأن تركيا ستكون الفائزة من ثورات الربيع العربي".
وتستدرك سميث في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "السيناريو اليوم مختلف، فرفض تركيا التخلي عن المعارضة السورية حتى بعد أن اخترقتها العناصر الإسلامية، وبدأ الغرب يبحث عن حلفاء آخرين، جعلها معزولة، وأصبح أردوغان شخصية غير مرغوبة".
وتزعم الكاتبة أن "خطاب أردوغان وتصعيده قبل الحملة العسكرية ضد الأكراد أثرا على صورته الدولية، لكنه في الوقت الحالي ليس معنيا بالصورة الدولية بقدر ما يريده من منع قيام دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية، بشكل يمنحه تفويضا شعبيا في البلاد".
وتشير سميث إلى أن "حالة الحنق ضد قوات الحماية الشعبية الكردية التي تسيطر على عفرين واسعة في تركيا، التي عانت خلال ثلاثة عقود من الهجمات الإرهابية التي قامت بها الجماعة الأم لقوات الحماية وهي حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)".
وتلفت الكاتبة إلى أن "الأتراك لا يستطيعون استساغة حتى فكرة إرسال الولايات المتحدة السلاح لجماعة قامت منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار عام 2015 بتفجير المدنيين في إسطنبول وأنقرة، وقتلت المئات من الجنود ورجال الشرطة، وتؤكد أنقرة أنه في حال سمح للأكراد بإقامة كيان لهم فإن الأسلحة الأمريكية ستوجه ضد تركيا، وهو زعم منطقي".
وترى سميث أن "عفرين هي في حد ذاتها ليست هدفا ثمينا لأردوغان، بل إنه يرغب في دق إسفين بين الولايات المتحدة وقوات حماية الشعب، وقالت واشنطن إنها لن تدعم قوات حماية الشعب الكردية في عفرين، زاعمة أنها جزء من قوة متعددة العرقيات".
وتجد الكاتبة أن "التعجل الذي أبداه المقاتلون الأكراد في مناطقهم -روجافا- ودعمهم للمقاتلين في عفرين يضعان أمريكا في وضع حرج، فكيف ستواصل الزعم أن الأكراد الذين تدعمهم يقاتلون تنظيم الدولة في الوقت الذي أسرعوا فيه لقتال عدوهم القديم، تركيا؟".
وتنوه سميث إلى أن تركيا تخشى أن تمد الولايات المتحدة دعمها إلى ما هو أبعد من محاربة تنظيم الدولة، للدخول في مواجهة حول مستقبل سوريا، وهو أمر ترى فيه أنقرة خطوة بعيدة.
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "أردوغان يعلم أنه لن يخرج منتصرا في سوريا، لكنه مصر على منع الأكراد من الظهور على أنهم رابح كبير في الحرب".