هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا المعارض المصري حازم عبد العظيم، إلى تشكيل فريق رئاسي مدني موسع وكبير يقف خلف رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق سامي عنان، لدعمه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خلال شهر آذار/ مارس المقبل، متمنيا مشاركة الحقوقي والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، خالد علي، في هذا الفريق الرئاسي حال تشكله.
وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لو تشكّل هذا الفريق الرئاسي المأمول، وضمّ شخصيات وطنية مثل حازم حسني، وخالد علي، وهشام جنينة، ثم حظى بدعم وتأييد معصوم مرزوق، وعصام حجي، ويحيى القزاز، وأحمد دراج، وحازم عبد العظيم، وممدوح حمزة، وغيرهم، وتوحدت المعارضة على اختلاف أطيافها في الداخل والخارج، ستتغير المعادلة السياسية في مصر رأسا على عقب، ولن يصبح السيسي موجودا في المشهد في هذه الحالة".
وأشار عبد العظيم إلى أن هناك مشاورات واتصالات بين قوى وشخصيات وطنية في هذا الصدد، إلا أن تلك المشاورات لم تتبور بعد إلى أي شيء ملموس، مطالبا تيار الإسلام السياسي بضرورة إعادة النظر في موقفه من التطورات الراهنة.
ورأى أن البيان المصور الذي أعلن خلاله "عنان" ترشحه رسميا للرئاسة، فجر اليوم السبت، كان "مفاجأة جيدة للغاية، والأمر لا يتعلق كثيرا بفكرة ترشح عنان، بل بالنواة المدنية التي أعلن عنها، والتي تضم شخصيتين من أفضل الشخصيات المدنية كنواب له، وهما المستشار هشام جنينة والدكتور حازم حسني، وقد كانت تلك الخطوة في منتهى الذكاء والحنكة السياسية".
وأكد أن "بيان عنان مُشجع ومُطمئن للكثيرين، خاصة الذين كانت لديهم تخوفات بأن عنان مثل كل الجنرالات العسكرية لديه مشكلة كبيرة مع الحكم المدني، وقد كانت مفردات البيان قوية جدا، وأثبتت أنه يرغب في المشاركة المدنية والانتقال التدريجي للحكم المدني".
وأشار إلى أنه كان ينوي تحرير توكيل انتخابي للمرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، إلا أن معلومات وصلت إليه تفيد بانتهاء "علي" من جمع التوكيلات المطلوبة، مؤكدا أنه سيُحرر توكيلا انتخابيا للفريق سامي عنان خلال أيام قليلة، لدعمه ومساندته في معركة التوكيلات، خاصة أنه تأخر في الإعلان بنفسه عن الترشح.
وأكد أنه سيحسم موقفه النهائي من انتخابات الرئاسة والمرشحين فيها عقب غلق باب الترشح، والإعلان عن جميع الأسماء المرشحة، لأن الأيام برأيه قد "تشهد تغيرات درامية ومفاجآت غير متوقعة، على غرار ما حدث خلال الفترة السابقة، وبالتالي فمن الأفضل التمهل قليلا، ونود أن نسمع أكثر من عنان لنتأكد تماما أن ما قام به ليس مناورة أو غيره، بل هو ترشح واختلاف حقيقي مع سياسات السيسي".
ورغم أن "عبد العظيم" أقرّ بأن المجلس العسكري الحالي داعم في مجمله للسيسي خاصة بعد التغييرات الكثيرة التي حدثت فيه سابقا، إلا أنه قال إنه من الوارد أن يحظى "عنان" بدعم شخصيات من المؤسسة العسكرية، وأن هذا الدعم قد يتزايد كثيرا في معظم مؤسسات الدولة حال التفاف الكثيرين حول "عنان"، وحال وجود تحركات ضاغطة رافضة للسيسي.
وأضاف: "قول واحد، لو كانت هناك ضغوط ملموسة وتوحدت القوى المدنية على اختلاف أطيافها، فالمعادلة ستختلف تماما عما هي عليه حاليا، خاصة أن عنان تحدث عن نواة مدنية، بالطبع هي قابلة للزيادة والاتساع خلال الفترة المستقبلية".
واستنكر عبد العظيم بشدة تصريحات السيسي التي قالها بشأن تصديه ومنعه لمن وصفهم بالفاسدين من الوصول لكرسي الرئاسة، قائلا: "لا أعلم كيف له أن يقول مثل هذا الكلام الفاضح له، فهو لا يمثل القانون أو القضاء أو الهيئة الوطنية للانتخابات، كي يمنع شخصا من الترشح للرئاسة، وبالتالي فليس من حقه مطلقا التحدث بهذا الكلام العبثي والذي كان سقطة كشفته تماما"، مؤكدا أن "شفيق" أصبح خارج الصورة السياسية تماما لا بالسلب ولا بالإيجاب.
وحول توقعات لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، قال: "الله أعلم ممكن تنتهي الأمور إلى فين، وهل سيصمد عنان للنهاية أم أنه قد يرضخ مثلما رضخ شفيق مع كل احترامي وتقديري لهذا الرجل الذي حاول الدخول بصدق ونية طيبة في المعترك الرئاسي، لكن التهديدات والظروف يبدو أنها كانت أقوى منه، وفي كل الأحوال من المتوقع أن تكون حرب تكسير عظام خلال الأيام المقبلة، وسنرى ماذا سيحدث".
وأعلن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، الفريق سامي عنان، ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها خلال شهر آذار/ مارس المقبل، مطالبا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بأن تقف على الحياد دون الانحياز لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي وصفه بأنه مجرد مرشح محتمل من بين مرشحين آخرين.
ودعا في بيان مُصور فجر السبت على صفحته الرسمية على "الفيسبوك"، جموع الشعب المصري لتحمل المسؤولية معه، وأعلن أنه كوّن نواة مدنية تشاركه، وهي "المستشار هشام جنينة نائبا له لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور، وأستاذ العلوم السياسية حازم حسني نائبا له لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي والمتحدث الرسمي باسمه".
وكان سامي بلح، الأمين العام والمتحدث الرسمي باسم حزب مصر العروبة الديمقراطي، الذي أسسه ويتزعمه "عنان"، قد كشف أمس الجمعة، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، عن بث فيديو مصور لـ"عنان" يعلن خلاله ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة، فضلا عن تكلّفيه لأستاذ العلوم السياسية، حازم حسني، كمتحدث رسمي باسمه.
ولفت "بلح" إلى أن عدد التوكيلات الانتخابية التي تم حصرها حتى الآن مطمئنة بالنسبة لهم إلى حد كبير، وأنه سيتم الإعلان اليوم السبت عن الأرقام التي قاموا بجمعها حتى الآن، مؤكدا أنه ليس هناك إحصاء دقيق حتى الآن، كي يتم إعلان الأرقام.
ووفق القانون، يجب على من يرغب في الترشح الحصول على تزكية 20 برلمانيا على الأقل، أو جمع توكيلات بتأييد ترشحه من 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.
وبحسب الجدول الزمني لإجراءات الانتخابات الرئاسية، الذي أعلنت عنه الهيئة الوطنية للانتخابات يوم الاثنين الماضي، سيتم فتح باب الترشح لمدة عشرة أيام تبدأ في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري وحتى 29 كانون الثاني/ يناير، وسيتم إعلان ونشر القائمة المبدئية للمرشحين في 31 كانون الثاني/ يناير، وتنتهي الانتخابات في 2 نيسان/ أبريل المقبل بإعلان النتيجة ونشرها في الجريدة الرسمية، إذا حصل أي من المرشحين على 50% +1 من الأصوات، أو في أول أيار/ مايو المقبل في حالة الإعادة.
وأعلن عبد الفتاح السيسي ترشحه بالأمس في ختام مؤتمر "حكاية وطن"، مؤكدا أنه لن يسمح للفاسدين بالوصول لكرسي الرئاسة، حسب قوله، ويأتي ظهور عنان عقب ساعات من إعلان السيسي في إشارة يمكن تفسيرها بأنها تحدٍّ له.