هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال تال ليف-رام الكاتب العسكري بصحيفة "معاريف" إن الكشف عن أنفاق حركة حماس على حدود قطاع غزة شيء جيد، لكنه لا يخفي التهديد الخطير الذي تمثله القذائف الصاروخية التي تحوزها الحركة، وتعد تهديدا أخطر من الأنفاق.
وأضاف أن النفق يمكن أن يسفر عن قتلى كثر، وعمليات اختطاف، وشعور بعدم الأمن على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة، لكن القذائف الصاروخية التي تحوزها "حماس" لديها القدرة على إخراس الدولة فترة طويلة من الزمن، وتغلق المطارات الجوية والموانئ البحرية، وتتسبب بأضرار اقتصادية هائلة، وهذا هو الخطر الاستراتيجي الحقيقي.
وأوضح ليف-رام، وهو جنرال إسرائيلي سابق، أنه بجانب الإنجاز المتمثل بتفجير نفق رفح، فإنه يشكل حلا لما يمكن اعتباره قمة جبل الجليد فقط، في كل ما يتعلق باستعدادات الجيش الإسرائيلي للمواجهة القادمة مع قطاع غزة، عقب الانتقادات القاسية التي واجهها بعد انتهاء الحرب الأخيرة في صيف 2014 بسبب عدم جاهزيته على مختلف الأصعدة، وبدأ باستخلاص الدروس والعبر.
اقرأ أيضا : هآرتس: مصر على علم مسبق بتدمير إسرائيل لنفق كرم أبو سالم
وفي ظل طرح العديد من التساؤلات حول ما أعده الجيش من وسائل مضادة للقذائف الصاروخية، فقد ظهرت القبة الحديدية، التي استطاعت التصدي لمعظم القذائف المنطلقة من غزة، بجانب الأدوات الاستخبارية، التي تمكن من معرفة أماكن منصات الإطلاق، ومستودعات التصنيع.
ومع ذلك فقد أثبتت الأحداث أن تهديد الأنفاق هو تكتيكي، في حين تشكل القذائف الصاروخية التهديد الاستراتيجي، ما يدفع إسرائيل لإبداء أكبر قدر من الجاهزية إزاء هذا التهديد في حال اندلعت مواجهة عسكرية واسعة على الجبهتين الشمالية مع لبنان، أو الجنوبية مع غزة، أو إحداهما.
وطرح الكاتب هذا السؤال: "هل استثمرت إسرائيل ذات القدرات والإمكانيات لمواجهة القذائف الصاروخية مثلما استخدمتها لوضع حد لتهديد الأنفاق الذي سيطر على النقاش الجماهيري الإسرائيلي أكثر من سواه من التهديدات؟"، مشيرا إلى أن الإجابة المتوفرة حاليا هي سلبية، رغم أن إمكانية اندلاع حرب شاملة واسعة مع "حماس" في غزة يمكن لها أن تتحقق صباح يوم غد.
وقال عمير بيرتس وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق في مقاله بصحيفة "معاريف" إن الحكومة مطالبة بجسر الفجوات القائمة في جاهزية الجبهة الداخلية للحرب القادمة.
وأضاف: "تلقت إسرائيل في حرب غزة 2014 قرابة خمسة آلاف قذيفة هاون وصاروخ؛ وإن مدنا مثل عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت، كانت في مرمى هذه التهديدات، وتعرضت الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية 2006 إلى 120- 250 قذيفة صاروخية في اليوم الواحد، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية واقتصادية".
وختم بالقول: "كل ذلك يجعل أعداء إسرائيل، سواء من حماس أم حزب الله، يعتبرون الجبهة الداخلية البطن الرخوة لإسرائيل، ويكثفون من استهدافها في أي مواجهة قادمة".