هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة، أنه قرر إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى لندن الشهر المقبل.
وأرجع ترامب خلال تغريدة له على موقع
"تويتر" سبب إلغاء الزيارة لعدم رضاه عن موقع السفارة الأمريكية الجديد
في لندن وكلفة بنائه.
وأضاف الرئيس الأمريكي أنه "ليس معجبا بقياد
إدارة أوباما السابقة ببيع السفارة، التي كانت في أفضل موقع في لندن مقابل مبلغ
زهيد"، حسب تعبيره.
وتابع قائلا: "اتفاق أوباما ببناء سفارة جديدة
في موقع بعيد لقاء 1.2 مليار دولار، يعد سيئا"، مضيفا: "كانوا يريدون أن
أقص الشريط لكن لا".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) 12 يناير، 2018
وفي الإطار ذاته، قالت صحيفة "الغارديان" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يزور لندن لافتتاح المقر الجديد للسفارة الأمريكية، وسينوب عنه وزير الخارجية ريكس تيلرسون.
وأشارت في تقرير، ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب ألغى زيارته إلى العاصمة البريطانية الشهر المقبل؛ خوفا من تظاهرات واسعة بانتظاره، فيما قال الرئيس الأمريكي إن السبب وراء إلغاء الزيارة هو غضبه على الرئيس باراك أوباما، الذي باع الأرض المقامة عليها السفارة الحالية بثمن زهيد، مقابل استبدالها بمقر من 1.2 مليار دولار.
وتذكر الصحيفة أن ترامب وصف في تغريدة له تلك العملية بـ"الصفقة السيئة"، مع أن خطط نقل السفارة من الحي الراقي في لندن مي فير، جرت عام 2008، في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، ولم يكن حينها أوباما قد انتخب.
ويفيد التقرير بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي كانت أول زعيمة تقابل ترامب بعد دخوله إلى البيت الأبيض العام الماضي، حملت معها دعوة رسمية لزيارة بريطانيا؛ ونظرا لتهديد الناشطين بتنظيم تظاهرات حاشدة، وإصرار الوزراء على عدم منح ترامب فرصة لمخاطبة البرلمان، فإنه لم يتم تحديد موعد للزيارة، واستيعض عن ذلك بزيارة عمل قصيرة الشهر المقبل لافتتاح السفارة وقص شريط السفارة، التي كلفت مليار دولار أمريكي في ناين إلمز في جنوب لندن، وعقد لقاء بعد ذلك مع تيريزا ماي.
وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين كانوا يناقشون خططا حول لقاء ترامب الملكة دون تنظيم مأدبة عشاء باذخة، إلا أن هذه الخطط تم التخلي عنها في الوقت الحالي، وقالت مصادر حكومية إن تيلرسون ربما ناب عن الرئيس، وافتتح السفارة التي كلف إنشاؤها عدة ملايين.
وتبين الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية، التي بنت قرارها على قلق أمني، وافقت على بيع السفارة في غروزنفر سكوير إلى شركة الاستثمار العقارية القطرية "ديار"، التي قيمت المكان بـ5000 مليون جنيه، قبل أن يتم اعتبار الموقع مهما، مشيرة إلى أنه لا يمكن تغيير أي شيء فيه دون موافقة حكومية، بموجب سياسة تصنيف الأماكن المهمة في البلد لأهميتها التاريخية أو الثقافية أو غير ذلك.
وينوه التقرير إلى أن العلاقات البريطانية مع الرئيس "المثير للجدل" وصلت إلى أدنى مستوياتها عندما انتقدت ماي قرار الرئيس بإعادة نشر لقطات فيديو لجماعة يمينية متطرفة "بريطانيا أولا"، ليرد ترامب عليها طالبا منها أن تلزم حدودها وتهتم بمشكلات "التطرف الإسلامي" في بلادها، لافتا إلى أن الحكومة البريطانية عبرت عن قلقها من قرار الرئيس التشارك في التغريدات، لدرجة أن سفير بريطانيا في واشنطن سير كي داروش قام بخطوة غير عادية، وناقش هذا الموضوع مع البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، فإن السفير الأمريكي في لندن وودي جونسون أكد لاحقا أن "الرئيس ورئيسة الوزراء يحتفظان بعلاقة جيدة جدا، وأعلم أن الرئيس معجب برئيسة الوزراء، ويكن احتراما كبيرا لها"، وقال: "وظيفتي ووظيفة الرئيس هي حماية أمريكا، ويعمل ما باستطاعته.. قطعا، سنواجه بعض العراقيل في الطريق، وهناك أمور تحدث، لكن النية موجودة وحقيقية وستحدث".
ويذكر التقرير أن حكومة ماي كانت راغبة بعقد علاقة عمل مع ترامب، رغم تصرفاته المتقلبة، خاصة أن لندن تريد توقيع صفقة تجارية مع أكبر اقتصاد في العالم، لافتا إلى أن ترامب أثار قلقا بين الدبلوماسيين عندما دخل في مبارزات على "تويتر" مع شخصيات عامة، مثل رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ- أون، حيث تفاخر بأن الزر النووي في مكتبه أكبر من الزر النووي الذي يملكه كيم.
وتقول الصحيفة إن البيت الأبيض واجه عاصفة بشأن كتاب مايكل وولف في الأيام الأخيرة، الذي وصف فيه الحياة في البيت الأبيض في ظل ترامب، وطرح أسئلة حول القدرة العقلية لترامب، مشيرة إلى أنه عندما طلب من ماي التعليق، فإنها قالت إنها اتهامات غير جدية، وترامب شخص مؤهل للقيادة واتخاذ قرارات "من أجل مصلحة الولايات المتحدة".
ويشير التقرير إلى أن ترامب واجه عاصفة جدل أخرى عندما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عنه قوله لزملائه عن السبب الذي يجعل أمريكا ترحب بمهاجرين من دول وصفها بأنها "حفر براز"، منوها إلى أنه يتوقع أن يشارك في نهاية الشهر الحالي في منتدى دافوس الاقتصادي، حيث يلتقي الاقتصاديون والساسة كل عام لبناء شبكات تواصل، ومنافشة القضايا المهمة التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد يوم من حفل تنصيب ترامب في 17 كانون الثاني/ يناير، فإن واشنطن شهدت أكبر تظاهرة نسوية، بالإضافة إلى تظاهرات في معظم أنحاء العالم.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مقر رئيسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت رفض التأكيد أن الزيارة ألغيت، وردد قائلا: "الدعوة وجهت وقبلت، لكن لم يتم تحديد موعد بعد"، وهو ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ذاته.