هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الساحة الكردية في سوريا تنافسا بين القطبين "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"المجلس الوطني الكردي" على حضور مؤتمر "الحوار الوطني السوري" المزمع في مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري.
وبحسب ما كشفه الكاتب السياسي الكردي البارز صلاح بدر الدين، فإن المنافسة على أشدها ما بين القطبين يسعى كل منهما للاعتراف به ممثلا وحيدا للشعب الكردي من أنقرة وموسكو.
جاء ذلك وفق ما قاله لـ"عربي21" بعد لقاء وفد من المجلس الوطني الكردي في سوريا بممثلين عن الخارجية التركية في أنقرة قبل أيام.
وعلقّ بدر الدين، بأنه "ليس من مصلحة أكراد سوريا الذهاب إلى مؤتمر سوتشي" موضحا أن "القضية الكردية لم تطرح بالشكل المطلوب، ولم يحصل تفاهم بيننا نحن الشعب السوري كردا وعربا وقوميات أخرى على برنامج للذهاب إلى الحل النهائي".
واعتبر أنه "ليس من مصلحتنا أن نضع ورقتنا في يد دولة محتلة حتى تقرر لنا، في سوتشي ليس من حل للقضية الكردية والسورية"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21": المجلس الوطني الكردي سيشارك بـ"سوتشي"
وأضاف بدر الدين، أن أغلبية النخبة الكردية تعتقد بأن هذه الأحزاب الكردية لم تعد تمثل طموحات الناس، خصوصا بعد تجربة الثورة السورية، مبينا أن قسما من هذه الأحزاب كان معاديا للثورة، بينما لم يقف القسم الآخر مع الثورة.
وعزا بدر الدين انضمام بعض الأحزاب الكردية التي لم تشارك في الثورة إلى المجلس الوطني السوري والائتلاف فيما بعد إلى "البحث من قبل الأحزاب عن موقع"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن "الواقع يقول إن الثورة فاجأت هذه الأحزاب التقليدية، ليصمتوا فيما بعد، ومن ثم حاولوا البحث عن موقع".
وأضاف أن "الشباب الأكراد هم من تفاعلوا مع الثورة بعيدا عن هذه الأحزاب، عبر التنسيق مع تنسيقيات الثورة السورية، فما كان من بعض الأحزاب الكردية إلا أن تحالفت مع النظام ضد هؤلاء الشباب الثائر"، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلحة "وحدات حماية الشعب".
وقال: "اعتقلوا البعض، ودفعوا البعض الآخر للهجرة، ما أدى إلى إخماد المنطقة وتفريغها".
وأضاف بدر الدين: "بالنسبة لنا كأكراد ندرك تماما أن هذه الأحزاب لا تمتلك رؤية أو مشروعا قوميا أو سياسيا للأكراد".
اقرأ أيضا: أكراد سوريا: تلقينا وعودا روسية بحضور سوتشي
وشرح ما يعنيه بالقول: "بالنسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي، فهو يعمل لصالح الحزب الأم، أي حزب العمال الكردستاني الذي يقاد من قنديل، أما بالنسبة لأحزاب المجلس الوطني الكردي فهي أحزاب ضعيفة لا تمتلك رصيدا شعبيا على الأرض".
ويعتقد بدر الدين أن "الشعب السوري برمته وليس المكون الكردي فقط، وصل إلى قناعة تامة بفشل الأحزاب الكلاسيكية"، مضيفا أن "هذا الفشل شاهدناه عند الأحزاب الإسلامية والليبرالية وغيرها من الأحزاب التي مارست العمل السياسي في المعارضة"، على حد تعبيره.