قيادات في "المؤتمر" بصنعاء تختار قائدا جديدا خلفا لصالح

اختارت قيادات بارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام، في اجتماعها اليوم الأحد، بالعاصمة اليمنية صنعاء، رئيسا جديدا للحزب، خلفا لزعيمه الراحل، علي عبدالله صالح، الذي قتل برصاص حلفائه الحوثيين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وأفادت مصادر يمنية مطلعة بأن قيادات المؤتمر التي اجتمعت في فندق سبأ بصنعاء، توافقت على تكليف نائب رئيس الحزب "صادق أمين أبو راس" رئيسا "للمؤتمر" خلفا لصالح.

ويخول أبو راس الذي يشغل نائب رئيس "المؤتمر"، بالقيام بأعمال رئيس الحزب حتى انتخاب قيادة جديدة له، وفقا للنظام الداخلي واللائحة المنظمة له. 

وهذا هو الاجتماع الأول الذي يعقد بعد مضي أكثر من شهر على مقتل صالح، وسط حالة من الانقسام الحاد الذي يعصف بالحزب إلى ثلاثة تيارات: الأول في صنعاء، وتياران في الخارج مواليان للشرعية في القاهرة وأبوظبي.

من جهته، حذرت قيادة المؤتمر الشعبي العام (الجناح الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي) من أي اجتماع يخطط له في صنعاء لا علاقة له بالمؤتمر. معتبرة ذلك "محاولة لاختطاف الحزب والسطو عليه لتمرير سياسات النهب لمقرات الحزب وإعلامه وأمواله ولتبرير جريمة القتل والتصفيات التي تعرضت لها القيادات المؤتمرية".

وأضاف في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" أن قيادات المؤتمر وكوادره الوطنية وقاعدته الجماهيرية الواسعة تتابع المحاولات الحوثية الساعية إلى تشتيت قوة الحزب وتفكيكه والعمل على استتباعه وإذلاله وإجبار بعض قياداته على الخضوع والرضوخ وقبول الاستسلام لسياساتهم بالقهر والقوة والتهديد بالتصفية والمعتقلات في حال رفضت.

وقال إن ما يجري من محاولة السطو على المؤتمر في صنعاء من خلال إجبار من هم في وضع الرهائن والأسرى هو لشرعنة الجرائم الحوثية وتمرير سياساتها.

وأبدى بيان المؤتمر الموالي للشرعية أن ما سيصدر عن اجتماع القيادات المؤتمرية في صنعاء، لا يعكس الثوابت الوطنية للمؤتمر، وخطاب رئيسه، أي صالح، "قبل استشهاده على يد المليشيا الحوثية".

وأكدت قيادة المؤتمر أن الغالبية العظمى من أعضاء اللجنة العامة واللجنة الدائمة للمؤتمر أصبحوا خارج صنعاء. معلنة رفضها لأي ترتيبات تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية أو يقوم به المجبرون بالإكراه في ما يخص المؤتمر الشعبي العام.

ودعا البيان كافة القوى السياسية إلى رص الصفوف وخوض معركة استعادة الدولة من هيمنة المشروع الإيراني المتمثل في جماعة الحوثي، وفق تعبيره، وإقامة الدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.

من جانبه، نشر "المؤتمر نت"، الموقع الرسمي للحزب، بيانا صدر عن الاجتماع الذي عقدته قيادات ما يعرف بـ"مؤتمر الداخل"، نعت فيه صالح وأمين عام الحزب، عارف الزوكا، وحددت اتجاهات الحزب السياسية في المرحلة المقبلة. 

وقال البيان إن اللجنة العامة أقرت بالإجماع، تكليف "أبو راس" برئاسة وقيادة "المؤتمر" في الفترة المقبلة، وذلك استنادا  إلى النظام الداخلي للحزب ولوائحه التنظيمية. 

ووافق المجتمعون وفقا للبيان، على مقترح بتكليف الأمناء العامين المساعدين، يحيى الراعي، رئيس مجلس النواب ايضا، والشيخ ياسر العواضي، وفائقة السيد، ورئيس هيئة الرقابة التنظيمية، نجيب العجي، بتشكيل قيادة تنفيذية جماعية بالتنسيق مع الرئيس الجديد للحزب، تقوم بأعمال الأمين العام للحزب. 

وأوضح البيان أن "النظام الداخلي واللوائح المتفرعة عنه هما الأساس والمرجع في كل أعمال وقرارات قيادة المؤتمر العليا والدوائر التابعة له".

وحثت القيادات المؤتمرية المجتمعة في صنعاء على استكمال عملية الإفراج عن الموقوفين والمحتجزين من قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر وحلفائه، وتسليم ممتلكات ومقرات ومؤسساته ، وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية، ورفع الحظر المفروض عليها، والإفراج عن الأموال المحتجزة التابعة للمؤتمر".

ودعت الى الإفراج عن أبناء وأقارب صالح، وإطلاق جميع الموقوفين المدنيين والعسكريين.

وأبدى المجتمعون موقفا مؤيدا للحوثيين وذلك بإعلان وقوفهم خلف الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء الشعب"، ضد ما اعتبروه "عدوانا ظالما وحصارا مجردا من الإنسانية" في إشارة الى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.