سياسة عربية

فتح تدعو الفلسطينيين إلى التظاهر ضد زيارة نائب ترامب للقدس

 ألغى عباس لقاء كان مقررا مع بنس إثر قرار ترامب- أ ف ب
ألغى عباس لقاء كان مقررا مع بنس إثر قرار ترامب- أ ف ب

دعت حركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس السبت الفلسطينيين إلى تظاهرة ضخمة الأسبوع المقبل احتجاجا على زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى القدس وتعبيرا عن رفضهم قرار واشنطن الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.

وتتواصل تداعيات قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن القدس الذي شكل خروجا على السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود، مع تظاهرات غاضبة في الدول العربية والإسلامية وكذلك صدامات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دفع قرار ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بالرئيس الفلسطيني إلى إلغاء لقاء كان مقررا مع بنس الأربعاء في القدس، محذرا من أنه لم يعد لواشنطن أي دور تؤديه في عملية السلام.

وأعلنت حركة فتح في بيان السبت أنها "تؤكد على ضرورة التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة تجاه بوابات القدس تزامنا مع وصول نائب الرئيس الأمريكي إلى دولة الاحتلال يوم الأربعاء القادم".

وكان بنس الذي يفترض أن يزور مصر وإسرائيل، ألغى الشق الفلسطيني من رحلته بعدما رفض عباس استقباله. وبعدما أكدت استمرارها في برنامج "فعالياتها الشعبية في كافة المحافظات"، وجهت حركة فتح في بيانها نداء إلى الفلسطينيين لـ"إغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين الاثنين والخميس القادمين"، في إطار تلك الفعاليات.

 

اقرأ أيضا: نائب عباس: كل أشكال المقاومة مشروعة وواشنطن شريكة للاحتلال

وينذر إغلاق الطرق الالتفافية التي يستخدمها المستوطنون لتجنب المرور عبر الأراضي الفلسطينية بمزيد من الصدامات. وأعلنت فتح الجمعة المقبل "يوم غضب" في كل الأراضي الفلسطينية "رفضا وتنديدا بالقرار الأمريكي الجائر".

وجاءت الدعوة للتظاهر فيما شيع آلاف الفلسطينيين أربعة شبان قتلوا الجمعة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اندلعت في إطار الاحتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.


وكان أربعة فلسطينيين بينهم شاب هاجم جنديا قتلوا وأصيب نحو 270 آخرين بجروح في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي إثر تظاهرات حاشدة الجمعة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ضد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

"لا عذر"


وخرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات وتظاهرات غاضبة بعد صلاة الجمعة أعقبتها مواجهات في القدس القديمة وعند النقاط الساخنة من شمال الضفة الغربية المحتلة إلى جنوبها قرب الحواجز العسكرية وكذلك على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة.

 

اقرأ أيضا: بعد قرار ترامب.. هل تختار السلطة الفلسطينية التصعيد؟


واستشهد اثنان من الشبان الأربعة في الضفة الغربية واثنان في قطاع غزة. وبذلك يرتفع إلى ثمانية عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في مواجهات أو غارات منذ إعلان ترامب، فيما أصيب مئات آخرون أيضا بجروح.

وخلال تشييع باسل مصطفى في بلدة عناتا المتاخمة لمدينة القدس، أطلق ملثمون فلسطينيون النار في الهواء بينما رفع المشاركون في الجنازة رايات حركتي حماس وفتح. وقد رددوا هتافات ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد قرار ترامب.

في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة شارك إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في جنازة الشاب المقعد والمبتور الساقين إبراهيم أبو ثريا الذي قتل برصاصة في الرأس بينما كان على كرسيه المتحرك يشارك في الاحتجاجات شرق مدينة غزة.

وقال هنية في كلمة في مسجد "شهداء الشاطئ" إنه "لا يوجد كائن على وجه الأرض يستطيع أن يغير حقيقة أن فلسطين والقدس للفلسطينيين وحدهم ولا عذر لأحد بعد شهادة الشاب إبراهيم أبو ثريا أن يجاهد"، أكد أن "الإرهاب هو هذا المحتل، وهذا الشعب يريد الحرية".

"استفزاز خطير"

 
ينضم إلى بنس في زيارته جيسون غرينبلات مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط الذي لم يجتمع مع مسؤولين فلسطينيين منذ القرار الأمريكي حول القدس.

ويرى الفلسطينيون أن قرار ترامب بشأن القدس يخرج الولايات المتحدة من عملية السلام بشكل تام.

وما زاد من الاستياء الفلسطيني تصريح مسؤول أمريكي كبير الجمعة بأن حائط "المبكى" (البراق) الواقع في القدس الشرقية يجب أن يبقى بيد إسرائيل في كل الأحوال. وقال المسؤول في البيت الأبيض: "نحن لا نتصور سيناريو لا يكون حائط المبكى فيه جزءا من إسرائيل".

اقرأ أيضا:  واشنطن تعلق على رفض عباس استقبال نائب ترامب

ورفضت الرئاسة الفلسطينية هذه التصريحات السبت وقال الناطق باسمها نبيل أبو ردينة: "لن نقبل بأي تغيير على حدود القدس الشرقية المحتلة عام 1967".

وأضاف: "هذا الموقف الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأميركية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل".

وقال أبو ردينة إن "استمرار هذه السياسة الأميركية، سواء في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إليها أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال".

وشدد أبو ردينة على أن هذه المواقف الأمريكية "بالنسبة لنا أمر مرفوض وغير مقبول ومدان ويشكل استفزازا خطيرا".

ويقع حائط "المبكى" أو حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة التي ينشدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة. وضمت إسرائيل الجزء الشرقي من القدس بعد احتلالها خلال حرب 1967، وأصدرت قانونا يؤكد أن المدينة بشطريها هي عاصمتها "الأبدية الموحدة".

التعليقات (1)
موفق معدي
الأحد، 17-12-2017 04:28 ص
ما لم يتم التراجع عن قرار ترمب فان الولايات المتحده يجب ان تبقى خارج اللعبه التفاوضيه ويجب علينا منع اي التقاء وتواصل معها....لا بل تكون بقرارها هذا طرف في النزاع وتفقد وساطتها....علينا التشديد على إعطاء الامم المتحده ومجلس الامن دور اكبر في اتخاذ قرارات تدعم القضيه الفلسطينيه وعلينا ملاحقة الصهاينه أمام المحافل الدوليه جميعها.