ذكر موقع "بلومبيرغ" أن زعيم حزب
الإصلاح اليمني محمد اليدومي، كان يحضر قمة القدس في اسطنبول عندما دعي لزيارة العاصمة
السعودية الرياض، لمقابلة وصفها الموقع بأنها مع "أقوى زعيمين في العالم العربي".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن طائرة سعودية خاصة وصلت وطارت به إلى الرياض؛ للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وذلك بحسب مسؤول الإعلام في حزب الإصلاح عدنان العديني.
ويقول الموقع إنه لم يرشح إلا القليل عن الاجتماع، مستدركا بأن حقيقة حدوثه تكشف عن عملية إعادة اصطفاف في اليمن، الذي يشهد حربا أهلية منذ ثلاثة أعوام، التي دخلت فيها
الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وتدهورت إلى كارثة إنسانية.
ويلفت التقرير إلى أن اليدومي يترأس حزب الإصلاح اليمني المرتبط بحركة الإخوان المسلمين، التي تتعامل معها كل من السعودية واليمن على أنها حركة محظورة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي وضعت فيه السعودية تحفظاتها حول الحزب، ورحبت بأعضائه، كجزء من الحركة المعترف بها دوليا، إلا أن الإمارات لم تقم باتصالات مباشرة معهم.
ويفيد الموقع بأن أبو ظبي ترى في حركة الإخوان المسلمين حركة إرهابية على مستوى تنظيم الدولة ذاته، فقامت بسجن قادتها في الإمارات، واتهمتهم بالتآمر لقلب نظام الحكم في البلاد، ودعمت الإطاحة بنظام الرئيس المصري محمد مرسي عام 2013.
وينوه التقرير إلى أن الحركة أنشئت في العشرينيات من القرن الماضي في مصر، ولديها فروع في عدد من الدول العربية.
وينقل الموقع عن العديني، قوله إن الأمير محمد بن سلمان "قام بجهد كبير، وهو جهد يعبر عنه اللقاء والحاجة إليه"، وأضاف: "يبدو أنه محاولة لإزالة المعوقات التي تواجه التحالف والحكومة الشرعية في القتال" ضد المتمردين الحوثيين.
ويورد التقرير نقلا عن المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي، قوله إنه "من الباكر جدا الحديث عن تقدم في ظل العلاقات المتوترة بين حزب الإصلاح والإمارات، ومن الصعوبة نزع فتيل التوتر في لقاء واحد، لكنه تعبير عن استعداد للتفاهم حول الموضوعات الكبرى".
ويذكر الموقع أنه قتل على الأقل 14 ألف شخص منذ التدخل الذي قادته السعودية، بالإضافة إلى أن هناك حوالي مليون شخص أصيبوا بالكوليرا، وثلاثة ملايين من 28 مليون نسمة أصبحوا نازحين، لافتا إلى أن اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عقّد الوضع العسكري والسياسي في البلاد، وأدى إلى تعثر جهود وقف الحرب.
وينقل الموقع عن نائب رئيس الوزراء السابق مصطفى نعمان، قوله في مقابلة من بيروت، إن "اللقاء كان مفاجئا؛ لأن الإمارات العربية المتحدة لم تقم باتصالات مباشرة مرتبطة بالإخوان المسلمين"، وأضاف نعمان: "تقييمي أن السعودية قامت بوضع الكثير من الضغوط على الإمارات لفتح علاقات مع الإصلاح؛ لأنه في نهاية الأمر يمثل قوة على الأرض".
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إن اللقاء مع اليدومي كان "مثمرا وإيجابيا وبناء".