هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل الفلسطينيون المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم التاسع على التوالي عند نقاط التماس والحواجز العسكرية في مدن القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن عدة إصابات بالاختناق وقعت بين صفوف المواطنين خلال مواجهات الجمعة، قرب حاجز قلنديا العسكري في الضفة.
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق في مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي قرب بيت لحم، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز لتفريق المسيرات بالمدينة.
ووفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أسفرت مواجهات الجمعة عن إصابة عشرات المواطنين.
وأضافت الجمعية في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، أن الإصابات وقعت خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عند مدخل مدينتي رام الله والبيرة، وبلدة قطنة شمال شرق القدس، والمدخل الشمالي لمدينة بيت لحم.
وأفادت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عراب الفقهاء، في حديث لها مع "عربي21"، أن طواقم الهلال "تعاملت مع أكثر من 73 إصابة مختلفة؛ بالرصاص الحي، الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، الغاز السام المسيل للدموع والاعتداء بالضرب؛ خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت بعد صلاة الجمعة في العديد من مناطق ومدن الضفة الغربية، وفي منطقة رأس العمود بمدينة القدس المحتلة".
واندلعت مواجهات في أكثر من 20 موقعا بالضفة الغربية بين قوات الاحتلال وفلسطينيين متظاهرين ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما قامت قوات الاحتلال بإجراءات أمنية غير مسبوقة في منطقة باب العامود بمدينة القدس المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أحد الجيبات العسكرية الإسرائيلية اشتعلت الليلة الماضية، بعد إلقاء شبان عليها زجاجات حارقة في منطقة حلحول بمدينة الخليل.
وشاركت الجماهير الفلسطينية في جمعة الغضب، بعد دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية
الخميس، إلى أن يكون "كل يوم جمعة يوم غضب في وجه المحتل، حتى إسقاط قرار
ترامب بشأن القدس".
اقرأ أيضا: مواجهات متواصلة مع الاحتلال بالضفة وإصابة عشرات بالرصاص
وفي ظل حالة الغضب التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، انطلقت فعاليات "جمعة الغضب" في قطاع غزة، بعد صلاة الجمعة في مسيرة بعنوان "مليونية القدس"، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية.
كما انطلقت العديد من
الدعوات للخروج في مسرات وتظاهرات غضب في مختلف مدن الضفة الغربية ومدينة القدس،
ودعت حركة "حماس" في محافظة الخليل إلى مسيرة تنطلق بعد صلاة الجمعة من
مسجد النصر بالخليل، وتتوجه صوب مناطق التماس مع قوات الاحتلال، رفضا للقرار
الأمريكي.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي
في فلسطين، على لسان القيادي المتحدث باسمها داود شهاب، على أهمية خروج الجماهير
الفلسطينية للمشاركة في "المسيرة المليونية" نصرة لمدينة القدس المحتلة.
وأضاف شهاب في تصريح له وصل
"عربي21" نسخة منه، "اليوم على كل أبناء فصائل المقاومة والقوى
الحية في شعبنا المشاركة بأكبر حشد ممكن، وأن يخرجوا بكثافة حاملين الأعلام
والرايات في كل النقاط على طول شارع صلاح
الدين (يمر هذا الشارع من أول القطاع جنوبا حتى نهايته شمالا)".
وتابع شهاب: "ليعلن
الشعب الفلسطيني كله أن القدس هي الوجهة والعاصمة والمحور والبوصلة، وليثبت جمهور
المقاومة أنه الضمير الحي للقضية الفلسطينية"، مجددا تأكيده على "التزام
الشعب الفلسطيني بالثوابت والحفاظ الحق الكامل في فلسطين، دونما مناورات سياسية أو
مساومات باطلة"، وفق قوله.
كما طالب الفلسطينيين في
القدس والضفة الغربية المحتلة وأراضي الـ1948، بالخروج في مسيرات ضد الاحتلال،
وخاطبهم بقوله: "هذا يوم القدس وهذه معركتها فكونوا كما عهدناكم دوما في قلب
المواجهة".
وفي سياق متصل، يشهد قطاع
غزة حالة من التوتر المستمر والمتصاعد على الحدود الشرقية للقطاع، في ظل استمرار
القصف الإسرائيلي شبه اليومي للعديد من مواقع المقاومة الفلسطينية في القطاع، وهو
ما ينذر وفق مراقبين بتدحرج الأمور لمواجهة مفتوحة قد تكون قريبة.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أكد في بيان صحفي، أن إصابات أمس الخميس خلال المواجهات مع الاحتلال، بلغت 187 إصابة، توزعت 5 إصابات بالرصاص الحي و28 بالرصاص المطاط و114 بالغاز و40 أخرى بجراح طفيفة.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الصحة في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، أن عدد الإصابات منذ بداية انتفاض الجماهير ضد قرار ترامب وصل إلى 2769 إصابة.
وأوضحت الوزارة أن من بين الإصابات 2469 بالضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب 300 إصابة في قطاع غزة.
وتشهد الأراضي الفلسطيني منذ إعلان ترامب قبل تسعة أيام، عن قراره الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، مظاهرات غضب رافضة للقرار، ومشددة على عروبة القدس وأن القرار الأمريكي لن يمر.