أكد كاتب
إسرائيلي يساري، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بالاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، قد قبر
حل الدولتين، ووضع حدا لحفل الأقنعة الطويل.
الرجل الخطير
ورأى الكاتب الإسرائيلي،
جدعون ليفي، في مقال له نشر، الأحد، بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن ترامب، وعبر سلوكه "الوقح أحادي الجانب والمتحيز في صالح الصهيونية والاحتلال، من شأنه أن يخلق رد معاكس يؤدي إلى تطبيق الحل الوحيد الذي بقي قابلا للتحقق".
ولفت أنه في بعض الأحيان، "يحتاج الأمر إلى أزعر يقوم بتأجيج الأمور ويثير التمرد ويوقظ الناس؛ وهذا يتمثل تماما في شخص ترامب"، مضيفا: "يجب أن نشكر هذا الرجل الخطير؛ لقد قام بتمزيق القناع ووضع حد لحفل الأقنعة".
وأوضح ليفي، أن "ترامب قال الحقيقة للعالم؛ وأكد لهم أن الولايات المتحدة ليست وسيطا نزيها، وهي لم تكن في أي يوم هكذا ولن تكون؛ فهي من أكبر المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، تؤيده وتزوده بالسلاح وتعزز من وجوده واستمراره".
وأكد أن "التضليل الذي يمارسه ترامب في العالم؛ بأن هناك عملية سلمية؛ لن تؤدي إلا إلى تخليد الاحتلال"، موضحا أن هناك "عدد لا يحصى من "خطط السلام" التي ظهرت وكأنها متوازنة، والتي لم تعمل أمريكا على تحقيقها؛ إضافة لعدد لا يحصى من الوسطاء المحايدين، الذين في معظمهم يهود صهاينة؛ يتظاهرون بأنهم صناع للسلام غير متحيزين".
ظل باهت
وتابع: "لقد جاء ترامب ووضع حدا لكل ذلك؛ بعد قرار اعترافه بالقدس (المحتلة) عاصمة لإسرائيل، فهو لم يدع أي مجال للشك"، مؤكدا أن "ترامب أقام أيضا مراسيم الدفن الحزينة لحل الدولتين، وأنهى حالة الاحتضار الطويل، وتم الإعلان عن وفاة المحتضر، ونحن الآن في مرحلة البحث عن الوريث".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، أنه "في قراره أحادي الجانب المخيف، قرر ترامب أنه يوجد شعب واحد له عاصمة واحدة وكامل الحقوق، ويوجد شعب آخر أقل وليست له حقوق"، مضيفا: "هذا الشعب (الفلسطيني) لا يستحق دولة طالما أنه لا يستحق عاصمة في القدس، هذا الشعب عليه الآن الاعتراف بوضعه وأن يلائم أهدافه مع الواقع الذي أعلن عنه ترامب".
وأشار ليفي، أن "الخيار الوحيد باستثناء الأبرتهايد؛ هو حل الدولة الواحدة"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي – بعد قرار ترامب- حصل على جائزة أخرى، والشعب المحتل تلقى لكمة أخرى".
وأما بشأن موقف الاتحاد الأوروبي، فقد "تصرف كظل باهت للولايات المتحدة، وعبد خاضع لسياستها في الشرق الأوسط، باستثناء عدة خطوات رمزية لا معنى لها".
وقال الكاتب الإسرائيلي ساخرا: "عندما ستقام الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط في أحد الأيام البعيدة، سيكون من الواجب أن يتم استدعاء الوطني الأمريكي إليها (ترامب)، فهو في واقع الأمر ليس له علاقة بالأخلاق، العدل، القضاء الدولي، حقوق الإنسان، أقليات أو فلسطينيين، ويتم الإعلان عنه كمواطن شرف في الدولة الجديدة والعادلة".