قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن نظام الكفيل
الذي تتعامل به
الإمارات مع
العمالة الأجنبية أشبه بالعبودية، ودفع حياة عائلات بأكملها
إلى الانهيار.
وأوضحت الصحيفة أن هذا النظام حول حياة عائلة
سيريلانكية مكونة من 5 أفراد إلى جحيم ودفعهم للانتحار من الطابق السابع من منزلهم في
الشارقة، بعد تزايد الديون والغرامات المطالبين بها وفقدان رب الأسرة للعمل.
وتروي الغارديان تفاصيل انتحارها وقالت إن رب الأسرة كان يعمل سابقا
في السعودية وانتقل إلى الإمارات للعمل كمصمم مجوهرات بحثا عن حياة أفضل، لكنه فقد وظيفته عام 2013 وتحولت حياته لسجن وجحيم خاصة مع قيام الكفيل بحرمانه من الحصول
على جواز سفره.
وقالت الصحيفة إن حجز جواز السفر يعني أنك لن
تستطيع الحصول على عمل مجددا في الإمارات، بالإضافة إلى عدم قدرتك على مغادرة
الدولة الغنية بالنفط للبحث عن عمل في أماكن أخرى.
ولفتت "الغارديان" إلى أن العائلة
بأكملها مع مرور الوقت أصبحت تقيم بصورة غير قانونية في الإمارات، وبدأت الغرامات
بالتصاعد عليهم شيئا فشيئا حتى وصلت إلى 36 ألف جنيه استرليني، علاوة على القروض
التي أخذها الأب "ببساطة لإبقاء أسرته على قيد الحياة".
وأشارت الصحيفة إلى أن ما فاقم مأساة العائلة
وفاة ابنها 19 عاما بعد معاناة مع مرض الصرع، وسبب عدم وجود إقامة قانونية
وخوفا من السجن والترحيل والغرامات اتخذت العائلة قرارا بعدم الإبلاغ عن الوفاة أو
تسليم الجثة لدفنها.
ودفعت وفاة الابن العائلة للجلوس والتفكير بحل
في ظل وجود جثة بالمنزل وعرض الأب تسليم نفسه للشرطة، وهو ما يعني الذهاب للسجن
فورا، لكن زوجته قالت إنها ستنتحر إذا ما أقدم على ذلك.
لكن الصحيفة قالت إن العائلة المكونة من أب وأم
وفتاتين بالإضافة لجثة في المنزل، دخلوا بما يشبه الاتفاق الانتحاري وقام الأب
بكتابة الورقة الأخيرة، نفى فيها مسؤولية أحد عن ما سيحصل وقررت العائلة إنهاء
حياتها بقرارها.
وأشارت الغارديان إلى أن العائلة وبعد فشل أول
محاولة انتحار، لجأ الأب لبيع سوار زوجته الذهبي لشراء كمية من الكحول وبمنتصف
الليل دخل الجميع في حالة سكر، وتوجه الأب لشرفة المنزل من الطابق السابع وألقى
بنفسه.
أما الزوجة فبقيت تنزف بفعل قيام زوجها قبل
إلقاء نفسه بقطع شرايين رسغها وتوفيت بعد وقت قليل بالإضافة إلى فتاتيه اللتين عثر
عليهما حيتين بحالة خطرة جراء النزف والشرب المفرط.
وبعد مجيء الشرطة الإماراتية لمعاينة مكان
الحادثة، عثر على جثة الابن مغطاة بأوراق داخل المنزل.
ونقلت صحيفة الغارديان عن شاريثا ياتوغودا من
القنصلية العامة لسيريلانكا في دبي قولها إن رب الأسرة كان على ما يرام وكان قادرا
على تربية أسرته لكن فقدانه لوظيفته عام 2013 جعله عاطلا عن العمل، وحرمه من إمكانه
مغادرة البلاد علاوة على عدم حصوله على جواز سفر.
وعلى الرغم من المأساة التي وقعت للأسرة تلفت
الصحيفة إلى أن الفتاتين تواجهان اتهامات بمحاولة الانتحار، والعيش بصورة غير
قانونية في الإمارات.
ويشير رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية في
سريلانكا أبول جاماج إلى أن عقاب الفتاتين سيكون على الأرجح الجلد، ووضعهم على
القائمة السوداء وترحيلهم إلى بلادهم.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتس نظام الكفالة
بالإمارات، وقالت إنه يحاصر العمال المهاجرين ويضعهم في حالة هشة خاصة إذا فقدوا
وضعهم القانوني بعد فرارهم من رب عمل مسيء.
وأوضحت أن الذين يتجاوزون مدة تأشيرة الدخول
يواجهون غرامات باهظة والترحيل وربما يدخلون السجن لبضعة أشهر إذا لم يدفعوا
الغرامات.