هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان رئيس وزراء مصر الأسبق، الفريق أحمد شفيق، الأربعاء، الترشح رسميا من الإمارات لانتخابات الرئاسة في 2018، التساؤلات حول تغير حسابات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الذي لم يعلن رسميا عن ترشحه حتى الآن.
وعقب إعلان شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر لانتخابات الرئاسة بمصر مقابل الرئيس محمد مرسي عام 2012، أعلن في بيان عبر قناة الجزيرة القطرية أن دولة الإمارات منعته من السفر وهو في طريقه للقاء بعض المصريين المغتربين ببعض الدول؛ للتنسيق معهم حول خطواته المقبلة، ومن ثم عودته لمصر بعد 5 سنوات ونصف تقريبا قضاها في أبو ظبي.
كلمة شفيق التي بثتها الجزيرة عن منعه من السفر في الإمارات بعد إعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية
كما أثار قرار ترشح شفيق غضب أنصار السيسي، وبينهم أحد ضباط الجيش، الذي عرف نفسه باسم محمد مغربي، قائلا عبر فيسبوك: "أنا ضابط جيش، وممكن لو كسب الفريق يوديني وراء الشمس، ولكنه لا يصلح موظفا"، مضيفا: "هنضيع وهنرجع للفساد، وهنرجع نطاطي، ونسلم أنفسنا لأمريكا، هنرجع أضعف من الأول، وهنرجع تحت رحمة وزارة الدفاع الأمريكية".
وقال أيضا: "هيشتت البلد وكل من هو ضد الرئيس (السيسي) هينتخبه، حتى الإخوان؛ لأنه أضعف من الرئيس، وهيلبي مطالبهم، ونرجع تاني لنقطة الصفر، وتبقي فتنة".
وبدأت المواجهات الإعلامية بين فريق السيسي وشفيق، حيث اتهم الكاتب الصحفي، دندراوي الهواري، شفيق بالخيانة؛ لظهوره على قناة الجزيرة، وكتب الهواري عبر تويتر: "إلى دراويش الفريق شفيق، إيه رأيكم في ظهور سيادة الفريق على قناة الجزيرة؟ وما هو الفرق بينه وبين كل الخونة الذين يظهرون على القناة؟".
وعلى الجانب الآخر، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حازم حسني، إن "شفيق هو القادر على وقف السيناريو الأسود الذي تمر به مصر"، فيما تساءل الأكاديمي المؤيد لشفيق، حازم عبدالعظيم: "لو عاد شفيق لمصر، ونافس بقوة الجنرال السيسي، فهل يكون شفيق سوار الذهب لفترة رئاسية واحدة؟".
وغرد الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، قائلا: "شفيق أوعى من السيسي بمراحل، وقد يكون تورغوت أوزال الذي تنتظره مصر"، فيما رأى الإعلامي أسامة جاويش، أن "إعلان شفيق ترشحه يقلب موازين القوة".
وقال رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة: "إما أن العطاء رسى على الفريق، لدعمه دوليا وإقليميا؛ لسفاهة المتصدر حاليا (السيسي)، أو أن تكلفة تصدره صارت عالية بما لا يستحق".
وحول ارتباك حسابات السيسي عقب إعلان الفريق شفيق، ترى الكاتبة الصحفية، مي عزام، أن "الفريق أعلن ذلك أكثر من مرة"، متسائلة: "هل هذه المرة الأمر مختلف؟" مجيبة بقولها: "أولا إن الوقت سيحسم الأمر ، وثانيا إنه لو حسم الفريق أمره ونافس في الانتخابات، فهذا معناه أن هناك قوى إقليمية وعربية تساند ترشحه وتضمن سلامته".
ورغم أن الفريق شفيق لديه تجربة انتخابية حقيقية، وحصل منها على أكثر من 12 مليون صوت في 2012، أكدت عزام، لـ"عربي 21"، أن "الأمر مبكر على حسم الأمور، وبرغم أن ترشح الفريق ليس مفاجأة للسيسي، إلا أن ترشحه يمكن أن يحدث حراكا سياسيا تستفيد منه المعارضة الحالية للسيسي".
وعن أنباء منع الإمارات للفريق شفيق من السفر، وهل يعدّ ذلك بداية المعركة الانتخابية عمليا، قالت عزام إن "الفريق يعيش منذ 5 سنوات في حماية الإمارات، وأعتقد أن بيانه الذي ذكر فيه قصة منعه من السفر بأبوظبي هو لرفع الحرج عن الإمارات".
وحول مدى تأثير الإمارات على قرار شفيق بالترشح من عدمه، أكدت عزام "أنه من الصعب جدا أن يترشح شفيق دون دعم خليجي"، مستبعدة أن تكون السعودية هي من أعطت الفريق الضوء الأخضر للترشح، خاصة أن الأخير أغضب الرياض بملف إيران وحزب الله، مؤكدة أن "الوضع متشابك بالنسبة لإيران وحزب الله، والجامعة العربية أصدرت من القاهرة بيانا يعتبر حزب الله إرهابيا، ولم تعترض مصر".
واعتبرت عزام أن قول الفريق شفيق في بيانه لرويترز "إن الديمقراطية الحقة وحقوق الإنسان الطبيعية ليست منحة من أحد، ولا تطبق تدريجيا. فإما ديمقراطية أو لا ديمقراطية"، أنها بداية لما أسمته "شغل الانتخابات"، ومحاولة مسبقة من شفيق لزيادة شعبيته.
أحد مؤيدي الفريق شفيق، الناشطة السياسية ماجدة أبو عثمان، أكدت أن الأحداث تتصارع بعد إعلان الفريق شفيق ترشحه، خاصة بمنع الإمارات له من السفر، مؤكدة أننا كمصريين نرفض أي وصاية من أي دولة على بلادنا.
وحول قرار ترشح شفيق، الذي اعتبره محللون أنه أربك خطط السيسي، وسيتبعه حملات إعلامية مضادة ضد الفريق، أكدت أبو عثمان لـ"عربي 21"، أن "السيسي ليس سهلا"، وأن لديه أصدقاء كالإمارات التي منحها منطقة الوراق ودفعت ثمنها.
وطالبت "كل مصري بالخارج بأن يكون جنديا في خدمة بلده؛ لحسم معركة تزوير الرئاسة، بتوكيل للفريق شفيق"، معتبرة أن ذلك "من أجل مصر".