هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فشلت الفصائل الفلسطينية في إحداث اختراق نوعي في ملف المصالحة الوطنية باجتماعها الأخير في القاهرة ،يوم الأربعاء الماضي؛ نظرا لحجم الخلافات والتجاذبات حول تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، خصوصا ما يتعلق بتمكين حكومة الوفاق من أداء عملها بشكل كامل في قطاع غزة.
وأعطى البيان الختامي صورة قاتمة لمصير المصالحة الفلسطينية، حيث لم يتطرق إلى أي تفاصيل أو مواعيد لتطبيق اتفاق المصالحة في غزة؛ بسبب اشتراط حركة فتح على حركة حماس أن تسمح لها بتمكين حكومة الوفاق من أداء عملها بشكل كامل، قبل الحديث عن أي انفراجات أو تسهيلات لقطاع غزة كما كان متوقعا من هذه الاجتماعات.
وكشف القيادي في حركة حماس، أحمد بحر، عن شروط الحركة لتمكين حكومة الوفاق من أداء مهامها، التي تتمثل في: رفع الحصار الذي تفرضه السلطة على قطاع غزة، ووقف التنسيق الأمني، ودفع رواتب الموظفين.
تمكين الحكومة
بالمقابل، ترى حركة فتح أن حكومة حماس في غزة تعمل بمثابة حكومة الظل، وهي بذلك تؤثر على عمل حكومة الوفاق، ولا تستطيع ممارسة عملها الإداري وفق ما هو مخطط لها، كما أن وجود سلاح المقاومة في غزة يعدّ عائقا أمام الحكومة لتمكينها، تحت ذريعة أن وجود أي سلاح غير سلاح السلطة الفلسطينية يعدّ سلاحا "فوق القانون"، وفق ما أشار رئيس وفد حركة فتح للمصالحة عزام الأحمد في تصريحات صحفية منسوبة إليه يوم الأربعاء الماضي.
وفي السياق ذاته، أشار القيادي في حركة حماس، عاطف عدوان، إلى أن "سلوك حركة فتح في اجتماعات القاهرة يدلل على رغبتها في عدم إبرام اتفاق جدي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، كما أن حماس قامت بتذليل كافة العقبات أمام حكومة الوفاق لتمارس عملها بشكل كامل في غزة، وقدمت كافة التسهيلات اللوجستية لنجاح هذا التمكين، إلا أن حركة فتح تصر على أن تمكين الحكومة مرهون بنزع سلاح المقاومة، وهذا أمر لن تقبله حماس كونه يخالف اتفاق القاهرة 2011، الذي لم يتطرق في بنوده لقضية سلاح المقاومة".
وأوضح عدوان في حديث لـ"عربي21" أن "ما استعرضه الدكتور أحمد بحر من شروط الحركة لتمكين الحكومة يعبر عن موقف الحركة الرسمي تجاه المصالحة الفلسطينية، وعلى حركة فتح أن تنفذ هذه الشروط قبل الحديث عن تمكين الحكومة".
ضغوط أمريكية
إلى ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي ورئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين المقربة من حماس، مصطفى الصواف، أن "إصرار حركة فتح على طرح قضية فشل جهود تمكين حكومة الوفاق من أداء عملها في غزة، وتحميل ذلك لحركة حماس دون الحديث عن رفع العقوبات عن غزة، يؤكد أن موقف حركة فتح مرهون بالضغوط الأمريكية؛ لمنع الوصول لاتفاق مع حركة حماس ينهي الانقسام الفلسطيني".
وأوضح الصواف في حديث لـ"عربي21" أن "هذا التعطيل هدفه انتظار مخرجات الإدارة الأمريكية ومشروعها الهادف لتصفية للقضية الفلسطينية".
أما عن موقف حركة حماس، فبين الصواف أن حماس تحاول أن "تقطع الطريق أمام الرئيس عباس لإفشال المصالحة؛ من خلال وضع الفصائل الفلسطينية في صورة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، وشروطها هي بمثابة حقوق والتزامات مستحقة من الرئيس عباس لأبناء شعبه في غزة".
فشل المصالحة
أما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، وليد المدلل، فقال إن "بيان القاهرة يدلل على مدى عمق الخلافات بين حركتي حماس وفتح، ومصير المصالحة بات معلقا الآن بيد الجانب المصري، الموكل إليه متابعة ومراقبة خطوات تنفيذ المصالحة".
وبين المدلل في حديث لـ"عربي21" أن "إصرار حركة فتح على عدم البت في ملف العقوبات على غزة، وتأجيل حل قضية الموظفين إلى الاجتماع الثالث للفصائل في شهر فبراير من العام القادم، سيضع احتمال فشل المصالحة احتمالا واردا وبقوة؛ نظرا لطول الفترة الزمنية، وعدم استقرار التوازنات في المنطقة حتى ذلك التاريخ".