هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدى إمرسون منانغاغوا اليمين الدستورية رئيسا لزيمبابوي، الجمعة، أمام هتافات عشرات الآلاف من الحاضرين في الملعب الوطني بهاراري، ليسدل الستار على حكم روبرت موغابي الذي استمر 37 عاما.
وتعهد منانغاغوا وهو يؤدي اليمين بالالتزام بدستور القوة الاستعمارية البريطانية السابقة، وحماية حقوق جميع المواطنين في زيمبابوي الذين يبلغ عددهم 16 مليونا.
وقال في خطاب إن الانتخابات ستجرى العام المقبل كما هو مقرر، وأقر بحدوث "أخطاء" في فترة حكم الرئيس السابق روبرت موغابي.
وطالب منانغاغوا (75 عاما) في خطابه للشعب، المجتمع الدولي بإعادة النظر في علاقته بزيمبابوي وحكومتها بعد رحيل موغابي.
وأضاف: "نتوجه إلى هؤلاء الذين قاموا بمعاقبتنا في الماضي، ونطالبهم بأن يعيدوا النظر في الأمر، لا ينبغي أن نظل رهائن لماضينا".
وواجهت زيمبابوي لسنوات، عقوبات على خلفية قضايا فساد وانتهاكات لحقوق الإنسان، وفق المصدر.
وأشاد منانغاغوا "بصوت الشعب" خلال الانتقال الدرامي الذي أدى لصعوده إلى السلطة. لكن البعض يتساءل عما إذا كان الرجل الذي خدم موغابي بإخلاص على مدى عقود قادرا على إحداث تغيير كبير في المؤسسة الحاكمة المتهمة بارتكاب انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان واتباع سياسات اقتصادية كارثية.
كما أعلن منانغاغوا التزامه بتوفير "بيئة عمل آمنة للاستثمارات الأجنبية"، كمحاولة لمعالجة أي مخاوف نتجت عن إعلان الرئيس السابق موغابي عام 2016، عزمه تأميم موارد البلاد المربحة مثل "مناجم الماس".
وأضاف بالقول: "ثقافة الحكومة لا بد أن تتغير، وستتغير انطلاقا من الآن".
ووعد الرئيس الجديد بدفع تعويضات إلى المزارعين البيض الذين صودرت ممتلكاتهم في بداية الألفية الجديدة.
وقال منانغاغوا إن "حكومتي تتعهد بالتعويض على هؤلاء المزارعين الذين صودرت ممتلكاتهم"، لكنه رأى في الوقت نفسه أن الإصلاحات التي جرت حينذاك "كان لا بد منها".
كما وعد في خطابه بإيجاد وظائف و"خفض الفقر"، وقال: "سنحدث وظائف لشبابنا ونخفض الفقر لدى كل السكان"، مشددا على أن "أعمال الفساد يجب أن تتوقف على الفور".
وسيكمل منانغاغوا، النائب السابق لموغابي، فترة ولاية الرئيس السابق قبل انعقاد الانتخابات المقررة عام 2018.
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات، أمس الخميس، أن موغابي حصل على حصانة من المحكمة وضمانات بالحفاظ على سلامته في بلده ضمن اتفاق أدى إلى استقالته.
اقرأ أيضا: بعد تنحيه.. موغابي يظفر بـ"حصانة وضمان سلامته" في زيمبابوي
ودعا منانغاغوا المواطنين أمس إلى النأي بأنفسهم عن الأعمال الانتقامية وتبنى نبرة تصالحية كتلك التي كان يتبناها موغابي قبل نحو 40 عاما.
وبدا أن الدول المجاورة لزيمبابوي تقدم لمنانغاغوا دعمها، حيث هنأه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وقالت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي التي تضم في عضويتها عددا من الحكومات، إنها مستعدة للعمل الوثيق مع حكومته.
وتولّى منانغاغوا منصبه الرئاسي عقب عودته من المنفى، أمس الأول، حيث أمضى الفترة التي تلت عزله من منصب نائب رئيس حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الحاكم في زيمبابوي، في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتسبب عزل منانغاغوا على يد الرئيس السابق موغابي، إلى تدخل الجيش لإنهاء الفوضى السياسية في البلاد، وإجبار موغابي على تصحيح قراراته، فيما دعا الحزب الحاكم إلى تنحيه كليا عن السلطة.
والثلاثاء الماضي، قدم موغابي، استقالته من رئاسة البلاد، بعد 37 عاما، بالتزامن مع بدء الحزب الحاكم في إجراءات عزله من منصبه الرئاسي في جلسة برلمانية.
وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قام الجيش في زيمبابوي بتحركات عسكرية، شملت السيطرة على مقري التلفزيون الرسمي والبرلمان، وكل مؤسسات الدولة، والتحفظ على رئيس البلاد، في ما وصفه البعض بـ"الانقلاب".
لكن الجيش نفى ذلك، وقال إن "الرئيس في مكان آمن، وأن تحركاته تهدف إلى تطهير محيط رئيس البلاد من المجرمين".