هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعادت تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، مشهد الانقلاب العسكرى فى مصر للواجهة من جديد و المسؤلية عن مقتل الآلاف فى مصر عقب الانقلاب علي يد الجيش والشرطة .
وجاء تصريحات العطية خلال مقابلة معه ضمن برنامج "الحقيقة"، الذي بثه تلفزيون قطر الرسمي، مساء الأحد ، حيث كشف تفاصيل لقاء جمعه حينها بنظيره وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد ومساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بير بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان بمصر.
وقال العطية إن اللقاء تضمن محادثة بين الشاطر ووزير خارجية الامارات وجه فيها الشاطر اللوم لعبدالله بن زايد بسبب ما اعتبره طعنة فى الظهر وخيانة من الإمارات وقال العطية "يبدو أنهم كان لديهم علاقات سابقة وتفاهمات مسبقة وأنهم طعنوهم فى الظهر".
وأضاف العطية "أن المهندس خيرت الشاطر أبدى استعداده لحقن الدماء والجلوس لطاولة الحل للوصول للتفاوض وحل المسألة سلميا" وتابع العطية "بعد خروجنا من السجن يفترض أن نزور الرئيس مرسي وبقدرة قادر تم إلغاء اللقاء بسبب غامض ومجهول".
وأثار التعليق تساؤل حول الرغبة فى إراقة دماء المصريين والسعي لتعقيد الأمور وادخالها فى طريق مسدود.
وتواصلت "عربي21" مع مساعد وزير الدفاع للشئون الدستورية والقانونية حينها اللواء ممدوح شاهين إلا أن مدير مكتبه العقيد "أحمد" كما عرف عن نفسه، طلب معاودة الاتصال بعد فترة ، وهو ما فعلته "عربي21" إلا ان الرد كان برفض اللواء شاهين التعليق على الموضوع .
كذلك تواصلت "عربي21" مع اللواء محمد العصار الذي ورد ذكر اسمه فى تصريحات المسؤول القطري فقال إنه "لا يصرح لوسائل الإعلام فى هذا الوقت".
وزارة الخارجية الإماراتية من جهتها أفادت فى اتصال مع "عربي21" أنها ستعاود الاتصال وتبليغ الصحيفة بالرد حال صدوره .
بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية حينها اللواء هاني عبد اللطيف لـ"عربي21" أنه علم بوجود زيارات لوفود أجنبية لعدد من قيادات الإخوان والرئيس مرسي في هذه الفترة لكنه لا يعرف شيئا عن تفاصيل الزيارات واللقاءات.
اقرأ أيضا: هل يحيي قانون "ماجنتسكي" أمل ملاحقة قادة الانقلاب بمصر؟
مستشارة الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى منصبه عقب الانقلاب العسكري، سكينة فؤاد قالت إن "ما قاله العطية هو ما عرض على الإخوان وأعرف أنهم رفضوه وتمت محاولات كثيرة للفض السلمي لرابعة وكان الفريق السيسي الذي أصبح رئيسا اليوم حريصا على حقن الدماء".
وأضافت فؤاد فى اتصال مع "عربي21" أن "ما ينسب للرئيس السيسي فى رغبته فى الدماء غير صحيح بدليل أنه قام بدعوة الإخوان لإجتماع 3/7/2013 ولم يحضروا ".
وفى رد فؤاد على سؤال إمكانية حضور قيادات الإخوان مساء 3/7 وكان قد سبق ذلك اعتقال عدد منهم صباحا واحتجاز الرئيس وإخفائه قسرا وفقا لرواية البرادعي والذى شغل منصب نائب رئيس الجمهورية بعد الانقلاب ، قالت فؤاد "ليس لدي معلومة عن هذا وما أعرفه أنهم رفضوا وأنا لست مسؤولة عن كلام البرادعي".
إلى ذلك قال وزير التخطيط والتعاون الدولي بحكومة الرئيس مرسي عمرو دراج إنه التقى وزير الخارجية القطري فى مصر خلال هذه الزيارة التي تحدث عنها العطية وأخبره أنه حضر بعد الحاح شديد من قبل اللواء العصار ووزير الخارجية الأمريكي وأنه اشترط عليهم أن يقابل الرئيس مرسي، فوافق اللواء العصار على شرطه وذكر أنه أثناء لقاء المهندس خيرت الشاطر احتد على عبدالله بن زايد وقال له كيف تدعمون انقلابا عسكريا وتساءل لماذا تأتون الي، اذهبوا الى الرئيس مرسي هو المسئول وعندما رأى العطية التملص من الوفاء بشرط لقائه الرئيس مرسي، قرر مغاردة القاهرة".
كما كشفت الأحداث قيام مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مشاركتها بالضغوط لقبول الأمر الواقع بعد الانقلاب، وهو ما أوضحه درّاج فى تصريحات لـ"عربي21" أنه كانت هناك محاولات ضغط كبيرة على المصريين وعلى الرئيس مرسي وكاثرين أشتون عندما التقت الرئيس مرسي طالبته بالرضوخ والقبول بالانقلاب وهو ما رفضه الرئيس مرسي ورفضه أيضا المهندس خيرت وقال لمن تواصل معه بهذا الشأن اذهبوا الى الرئيس مرسي".
وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الدكتور محمد محسوب قال "لم يكن فى ظني أن هناك أي تواصل أو تفاهمات بين السلطة فى مصر وقت الرئيس مرسي ودولة الإمارات، وذكر محسوب أنه شخصيا التقى وزيرا إماراتيا ولمس منه عدم قبول الامارت لكل ما نتج عن ثورة 25 يناير فى مصر فضلا عن الإخوان" فى إشارة منه لما قاله العطية فى تصريحه أنه يبدوا أنهم كانت بينهم تفاهمات مسبقة".
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: لماذا تثير حركة الإخوان الخوف رغم ضعفها؟
وكشف محسوب لـ"عربي21" أن "طرفا ما فى المجلس العسكري هو الذي عرقل أية محاولة للحلول السياسية وحقن الدماء، وبذل جهدا كبيرا فى إفشال أية تسوية سياسية، والتي اتضح فيما بعد أنه السيسي خدمة لمصالح شخصية ".
وأوضح محسوب أن هذا الأمر اتضح من خلال لقاء أشتون والذى حضره محسوب وكانوا على وشك إنهاء الأزمة، ووصل الاتفاق حينها الى إعلان البرادعي ذلك فى المؤتمر الصحفى وهو ما لم يتم بطلب وايعاز من السيسي الذي تدخل لتأجيل الإعلان، وهو ما أغضب فى نظر محسوب أشتون ودفعها لمغادرة المؤتمر بشكل مفاجئ وتركت البرادعى بحجة موعد الطائرة.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى 17/8/2013 كشفت فى "تقرير" لها تفاصيل المشاورات التي شارك فيها عدد من قيادات الإخوان المسلمين بالإضافة وسطاء غربيين و دبلوماسيين عرب وسلطة الانقلاب العسكري في مصر ممثلة في رأس السلطة وزير الدفاع منفذ الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الذي عينه وزير الدفاع خلصت فيه الى أن الإخوان قبلوا تسوية، سياسية ولكن العسكر استبقوا ذلك بـ"المجزرة" في إشارة الى مجزرة رابعة .