أكدت وزارة الخارجية في
حكومة الوفاق الليبية أن الأجهزة المعنية ستقوم بإجراء تحقيق حول ما أثير مؤخرا عن وجود سوق لتجارة "العبيد" في بعض مناطق
ليبيا، مؤكدة ملاحقة المتورطين في ذلك حال ثبتت صحة الأمر.
وهاجمت الوزارة بعض الأطراف المحلية والدولية التي استغلت هذا الحدث في محاولة إظهار ليبيا كدولة فاشلة وغير مستقرة، داعية المجتمع الدولي إلى "التعاون المشترك لمساعدة بلادها في مواجهة هذا الخطر الداهم بتبني المعالجة الفاعلة لأسباب
الهجرة غير الشرعية"، وفق بيان للوزارة.
حملة تشوية
ونشرت شبكة "CNN" تقريرا زعمت فيه وجود سوق لتجارة العبيد في بعض مناطق ليبيا ومنها، الجنوب الليبي وبعض مدن الغرب"، وهو ما أثار ردود فعل دولية ومحلية واسعة "طالبت السلطات الليبية بالتحقيق في الأمر".
من جهته، هاجم مدير الإدارة العامة لأمن السواحل بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، العقيد طارق شنبور، "هذه التقارير الإعلامية"، معتبرا إياها "حملة ممنهجة تقف وراءها دول ومنظمات حقوق الإنسان في مختلف بقاع العالم، لتشويه صورة الدولة الليبية والادعاء بوجود سوق للرقيق وبيع البشر بالجنوب الليبي"، وفق تصريحات صحفية.
والسؤال الآن: لماذا رضخت الحكومة الليبية لمطالب دولية ومحلية بضرورة التحقيق في وجود سوق للعبيد؟ وهل الحكومة قادرة فعلا على القبض على المتورطين أم إنها ستستعين بقوات دولية في ذلك؟
إجراءات دولية
من جهته، أكد عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، فوزي العقاب، أنه "ربما تتخذ إجراءات دولية حيال هذا الأمر إذا ثبتت صحته، ولا أعتقد أن الحكومة الليبية قادرة على فعل أي شيء تجاه هذه القضية".
وأضاف لـ"
عربي21": "الجميع يعلم بوجود انتهاكات حقوقية بحق المهاجرين غير الشرعيين، والإجراءات الدولية في تقديري لن تتجاوز متابعة مراكز احتجاز المهاجرين وتحسين شروط الحجز"، وفق رأيه.
في حين رأى المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، أن "هذه القضية قد يستغلها البعض في اتهام الدول الغربية ذاتها بتقصيرها تجاه ليبيا وتركها في فوضى".
تحقيق صوري
وقال الغول في تصريحات لـ"
عربي21"، إن "مسألة التحقيق التي أعلنت عنها حكومة الوفاق ما هي إلا مسألة صورية، فالحكومة لا قدرة لها على فعل شيء تجاه هذه الجرائم، ولكنه مطلب لإبراء الذمة فقط ولن يقبض على أحد".
وتابع: "في قضية بيع "السود" مشكلة ليبيا الآن ليست مع الغرب، لكن مشكلتها مع الأصول الإفريقية والذين يحملون إرثا تاريخيا من الاستعباد عبر مئات السنين لا يريدونه أن يعود، وعلاجه خارجيا بالتوجه للأفارقة بخطاب متزن وواع"، وفق قوله.
عمل مخابراتي
الباحث والكاتب الليبي، عز الدين عقيل، رأى من جانبه؛ أن "كل هذه المشكلات وما شابهها في ليبيا نتاج للفشل الذريع لمجلس الأمن ومؤسساته التي تدخلت في ليبيا وتركتها في فوضى عارمة دون المساعدة في بناء جيش وشرطة ومؤسسات حقيقية".
وأوضح أن "المليشيات الليبية وهي المتورطة في ما عرف بسوق "
النخاسة" هي أقوى من الحكومة بل أقوى من الدولة ذاتها، لذا فالحكومة لا تجرؤ على التحقيق معها..".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن "سوق النخاسة موجود في العديد من الدول ومنها موريتانيا وفيتنام وغيرها، فلماذا سلطوا الضوء على ليبيا، وهم لن يتدخلوا أبدا لمحاربة هذه العصابات المتورطة، وكل ما يحدث الآن هو مجرد أفلام تصنعها المخابرات الغربية لتحقيق أهدافها في المنطقة للوصول إلى هدف استراتيجي وهو حماية إسرائيل؟"، بحسب قوله.