هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن دلالات المقابلة "الشاذة" التي منحها رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت، لوسيلة إعلام سعودية، والتي تعكس مدى التقارب بين "تل أبيب" والرياض.
بادرة سعودية
واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال لمعلقها العسكري البارز أليكس فيشمان، أن "المقابلة النادرة والشاذة التي منحها آيزنكوت، لوسيلة إعلام سعودية، هي ليست بادرة طيبة إسرائيلية، بل بادرة طيبة سعودية".
وأوضحت أنها تأتي "كجزء من عملية متواصلة لإعداد الرأي العام في داخل السعودية، نحو تحويل العلاقات السرية بين الرياض وتل أبيب إلى علاقات علنية"، لافتة أن "لإسرائيل حلما قديما للحديث علنا مع السعوديين كجزء من تحالف إقليمي، مؤيد لأمريكا، في مواجهة التعاظم الإيراني".
وأكدت الصحيفة، أن "الخطوة الصغيرة التي اتخذتها السعودية، لها أصداء كبيرة؛ حيث تحدث رئيس الأركان الإسرائيلي بشكل مباشر للجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للدولتين، بما في ذلك التعاون الأمني"، مؤكدا أنه "تم تنسيق نص المقابلة كلمة بكلمة بين إسرائيل والسعودية".
وإن مجرد ظهور رئيس أركان إسرائيلي في وسيلة إعلامية سعودية، هو "دس لأصبع في العين الفلسطينية، وفي الأساس توجيه لأصبع الوسطى (تعبيرا عن التحدي) للإيرانيين والسوريين وحزب الله"، وفق تعبيرها.
اقرأ أيضا: هآرتس: إسرائيل استخدمت "إيلاف" أداة لإيصال رسائلها للخليج
ورأت "يديعوت"، أن المقابلة تدل على "الفاعلية السياسية للأسرة المالكة السعودية، تماما مثل القصة التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، على الأراضي السعودية"، مرجحة أنه "يختبئ خلف هذه المقابلة حراك ما في خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، والتي يعدها منذ أشهر الثنائي غرينبلت وكوشنر، مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط".
وفي آذار/ مارس المقبل، "سيتعين على ترامب أن يقرر ما إذا كان سيسير في هذه الخطة بكل قوة، أم أنه سيدرك أنه لا أمل في تحقيقها فيتخلى عنها"، وفق الصحيفة التي كشفت أنه "قد نشأ قبل بضعة أشهر توافق ما، بوساطة أمريكية، بين إسرائيل والسعودية بشأن سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بينهما".
طلبات متبادلة
وأضافت: "لقد طلبت السعودية من إسرائيل خطوتين، فقد طلبوا أولا أن تعلن الحكومة الإسرائيلية قبولها فكرة الدولتين لشعبين، وأن تعلن الحكومة في إسرائيل قبولها خطة السلام السعودية، مع التعديلات اللازمة؛ وهذا لم يحصل".
وأما الخطوة الثانية: "طُلب من إسرائيل أن تقوم ببادرة طيبة للفلسطينيين، وتنقل اليهم قسما صغيرا من مناطق ب و ج، وهذا أيضا لم يحصل، والطلب السعودي الثاني، هو عدم البناء إلا في الكتل الاستيطانية"، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
وبالتوازي مع الخطوات الإسرائيلية وفق "يديعوت"، فإنه "يفترض بالسعوديين أن ينفذوا ثلاث خطوات عملية وهي: فتح المجال الجوي أمام الطيران المدني الإسرائيلي، وفتح خطوط الاتصال بين إسرائيل والسعودية، والسماح لعدد من رجال الأعمال الإسرائيليين بالعمل مع السعودية. وهذا لم يحصل بعد".
ورغم هذا الواقع، أكدت الصحيفة أنه "توجد مؤشرات على التقارب؛ ففي الفترة الأخيرة نشر عدد غير قليل من المقالات التحليلية في الثقافة السعودية، والتي تعبر عن موقف الحكم، والذي في أساسه: نحن حتى لو لم نكن نحب إسرائيل، فهذا لا يعني أنه ليس لنا مصالح مشتركة معها"، موضحة أن "هذا هو إعداد الرأي العام، تماما مثل المقابلة التي منحها رئيس الأركان لصحيفة إيلاف السعودية".
وقالت: "لم يتبقّ الآن غير أن ننتظر لنرى ما إذا كانت هذه المؤشرات تبشر بالفعل على تقارب واختراق، في الوقت الذي توقع فيه أمريكا خطوة إسرائيلية دراماتيكية"، مشيرة إلى أن "قرار ترامب بشأن بذل الجهود السياسية على اتفاق إسرائيلي سعودي؛ منوط جدا بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تغيير تشكيلة ائتلافه الحكومي أو التوجه إلى الانتخابات".