هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتوالى الإعلانات من قبل النظام السوري على السيطرة على مناطق كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وكان أبرز ما تم السيطرة عليه مؤخرا مدينة دير الزور، قبل أن يعلن النظام السيطرة اليوم الخميس على مدينة البوكمال السورية التي تعد آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
جاء ذلك وفق ما أكدته وكالة أنباء النظام السوري الرسمية "سانا"، التي نقلت عن القيادة العامة لجيش النظام السوري، أن وحدات من القوات المسلحة وحلفاءها استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال، معتبرة أن هذا الأمر يعد "نهاية مشروع التنظيم في المنطقة".
الحرب لا تنتهي
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد أكد في وقت سابق، أن القضاء على تنظيم الدولة في محافظة دير الزور لا يعني انتهاء المعركة، مشددا على أن المعركة ضد "التنظيمات الإرهابية مستمرة حتى استعادة الأمن والاستقرار لجميع الأراضي السورية".
وقال الأسد إنه بعد القضاء على تنظيم الدولة "سنتوجه لمحاربة أطراف أخرى تعمل على تقسيم الدول وإضعافها"، في إشارة لعزم النظام محاربة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على أجزاء من المدن السورية.
ومنذ أيلول/سبتمبر يخوض النظام السوري معارك متواصلة مع تنظيم الدولة بعد كسر الحصار الذي فرضه الأخير قرابة 3 أعوام على أحياء كانت لا تزال بيد النظام.
اقرأ أيضا: هل ستبقى القوى الدولية في سوريا بعد رحيل تنظيم الدولة؟
وبعد هذه السيطرة والإعلان الرسمي من قبل النظام السوري عن نهاية مشروع التنظيم في المنطقة، تدور عدة تساؤلات، أبرزها إلى أين يتجه النظام في الحرب بعد سيطرته على آخر معاقل تنظيم الدولة في مدينة البوكمال السورية؟
بدوره، رأى الخبير العسكري السوري أديب عليوي أن "السيطرة على البوكمال لم تكن عادية، وإنما تمت في إطار صفقات ومخطط ببصمات وجهود إيرانية"، موضحا أن النظام دخل المدينة من أكثر من محور وكانت هناك معارك متزامنة وقطع لطرق الإمداد بين الأراضي السورية والعراقية.
ويعتقد عليوي لـ "عربي21" أن نهاية تنظيم الدولة أمر إعلامي وليس حقيقيا، مشيرا إلى أن المناطق المحيطة بمدينة البوكمال لم يتم السيطرة عليها.
البوصلة القادمة
وحول بوصلة النظام السوري القادمة، قال عليوي: "لا يوجد لقوات النظام أي طريق إلا السير تجاه الجنوب وبالتحديد في منطقة البادية السورية، التي يسعى النظام لتطهيرها"، مشددا على أن النظام لا يتجرأ على التقدم إلى الرقة إلا بضوء أمريكي، مستبعدا في الوقت ذاته أن يكون هناك صدام مع قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف أنه "لن تتجاوز المواجهات بين النظام السوري وقسد إلا في نقاط التماس"، لافتا إلى أن النظام يبعث رسائل للأكراد وقوات سوريا الديمقراطية لأجل إعطائهم حكما ذاتيا.
وإن كانت مدينة إدلب هدفا قادما لسيطرة النظام السوري، أكد عليوي أنها من المناطق التي تخضع لاتفاقيات خفض التصعيد والتواجد التركي يمنع النظام التقدم نحوها، مستدركا قوله: "لكن تهديدات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مؤخرا، لإدلب ومحيطها قد يخلط الأوراق".
اقرأ أيضا: ضغوط على المعارضة السورية لحضور "سوتشي".. لماذا ترفض؟
وفي الشأن ذاته، شدد المحلل السياسي محمد النعيمي على أن النظام السوري لا يمكنه الاقتراب من مدينة إدلب، معللا ذلك بأن "تركيا تمثل في المدينة السورية لاعبا أساسيا، والنظام لا يسعى للمواجهة والصدام مع الجيش التركي".
وذكر النعيمي لـ "عربي21" أن النظام السوري لن يتجرأ على التوجه إلى مدينة إدلب لاعتبارات دولية، مضيفا أن "موسكو وواشنطن تعملان على تنفيذ أجندات ومصالح في سوريا ولا توجد حرب حقيقية في الوقت الراهن".
سيطرة إعلامية
وأوضح أن الوضع في مدينة البوكمال شائك لأنه مرتبط بالعراق وسوريا، معتقدا أن قوات النظام السوري لم تسيطر على المدينة إلا إعلاميا.
وتوقع النعيمي أن تكون الوجهة القادمة لقوات النظام السوري المناطق الغربية وبالتحديد دير الزور الغربي والرقة، لافتا إلى أن الحرب في سوريا أصبحت بالوكالة ولا يوجد أي طرف سوري سواء في المعارضة أو النظام يمتلك القرار.
واستبعد أن يكون هناك صدام مع قوات سوريا الديمقراطية، قائلا: "قسد مدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام مدعومة من روسيا، وهما يسيران في خطين متوازيين".