هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى ماهية الأحلام التي يرى فيها النائم نفسه وهو بصدد خيانة شريك حياته. وفي هذا الصدد، يوجد تفسير علمي يوضح كل التخمينات المحتملة لهذه الظاهرة التي لا يشعر إثرها الشريك "الخائن" بتأنيب الضمير على الإطلاق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الأحلام قد تربك صاحبها وتجعله يفكر فيها طيلة الساعات العشر التي تلي استيقاظه. ومن بين تلك الأحلام، رؤية الإنسان نفسه وهو يمارس الجنس مع شخص آخر غير شريك حياته في الحلم.
وأجرت الصحيفة حوارا مع توبي ناثان، الحائز على الأستاذية الفخرية في علم النفس من جامعة باريس 8، ومؤلف كتاب "أسرار أحلامنا"، حول الأبعاد المعنوية لمثل هذه الأحلام الغريبة. وفي هذا الصدد، أورد ناثان أن هذه الأحلام لا تعكس ما نعيشه على أرض الواقع، إلا في حالات نادرة.
والجدير بالذكر أن ما يراه البعض في أحلامه ليس سوى بعض المشاهد التي رسخت في الذهن خلال الأسبوع الذي سبق الحلم، في حين يكون مصدر بعض الأحلام الماضي البعيد، أو مجرد مخططات مستقبلية ضمن عوالم غريبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الأحلام الجنسية ليست شائعة، وفقا لما توصل إليه الأخصائي النفسي من خلال دراسته للبيانات التي اطلع عليها من عدة دول على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا. وفي السياق ذاته، أكد توبي ناثان أن الفرنسيين لا يتحدثون بكثرة عن تلك الأحلام الغريبة، كما أنهم غالبا ما يحلمون بالموت أو موت أحد أقاربهم.
وأردف بأن تلك الأحلام تحمل في عمقها جانبا جنسيا ولكن ليس كما يتوقعه عامة الناس. فقد أكد العلم أنه وفي مرحلة نوم حركة العين السريعة، التي تتسم برؤية الفرد لأحلام طويلة وغريبة ولكن لا يتذكر منها شيئا، عادة ما يثار الرجل أو المرأة جنسيا ولكن دون وجود عامل إثارة.
وأوردت الصحيفة على لسان توبي ناثان أن الإنسان قد يعيش تجربة لم يكن ليرغب في خوضها في أحلامه، كأن يرى نفسه بصدد ممارسة الجنس مع قريب له أو طاولة، أو أن ترى المرأة نفسها تجامع امرأة أخرى، أو الرجل مع رجل آخر. وفي هذا الإطار، شدد الأخصائي على أن هذه الأحلام لا تعني بالضرورة أن الشخص لديه ميول مثلية مكبوتة.
وأضاف أن هذه الأحلام تحيل إلى المخاوف أو التوتر الذي يعيش في ظله الفرد ولكنها لا تتمحور بالضرورة حول الرغبة الجنسية ولا تعكس تفاعل الإنسان مع مشكلة آنية. وفي أسوأ الحالات، تشير هذه الأحلام إلى وجود مشكلة أكبر من مجرد رغبة جنسية. وذكر الأخصائي النفسي أن الأحلام ذات الطابع الجنسي تعكس أحيانا الحياة المهنية للشخص.
وذكرت الصحيفة نقلا عن توبي ناثان أن الشعور بتأنيب الضمير يحمل دلالة يجب الانتباه لها، حيث يعد بمثابة إشارة إلى أن الشخص يعاني من مشكلات يجب عليه حلها أو التفكير فيها بشكل جدي. وبيّن ناثان أن الأحلام تعكس وجود مشكلة ما لم يقع التعاطي معها على أرض الواقع.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن تلك الأحلام التي تصور خيانة الشريك في المنام قد تحيل إلى مشاعر الخيانة التي تتواتر في محيط الشخص أو من قبل أحد أقربائه أو أصدقائه، كما أنها قد تعكس مجرد شعور سيئ يكون مصدره الحياة المهنية أو الشخصية.