هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن حملة الاعتقالات التي شنها مؤخرا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والتي طالت مجموعة من الأمراء والسياسيين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السعودية نفذت في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر حملة اعتقالات طالت مجموعة من الأمراء من عائلة آل سعود وعدة شخصيات أخرى، من المحتمل أن تكون معارضة لسياسة محمد بن سلمان.
كما قامت السعودية باتخاذ قرارات مفاجئة وصلت إلى حد استدعاء رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وإجباره على إعلان استقالته من العاصمة السعودية الرياض، وتعتبر هذه الخطوة تحديا من الجانب السعودي لإيران وحزب الله المساند لها، حسب تعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن حملة الاعتقالات التي قادها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كانت في نطاق فرض سلطته داخل المملكة، وقد طالت هذه الحملة حوالي خمسين من الأمراء السعوديين وعددا من الشخصيات البارزة من بينهم الملياردير الوليد بن طلال، وشملت هذه الحملة المزعومة ضد الفساد، أعضاء من عشيرة عبد الله بن عبد العزيز، الحاكم السابق للمملكة، بما في ذلك ابنه متعب.
اقرأ أيضا: النائب العام السعودي يكشف ما جرى مع المعتقلين
وأضافت أن هذه الاعتقالات شملت شخصيات أخرى؛ من أبرزها وزير المالية السابق إبراهيم العساف، وزير الاقتصاد عادل فقيه، ورئيس قنوات الترفيه "إم بي سي" وليد الإبراهيم، وبكر بن محمد بن عوض بن لادن، الرئيس التنفيذي لشركة البناء العملاقة التي تحمل نفس الاسم.
ونقلت الصحيفة عن الأستاذ المتخصص في العلوم السياسية، ستيفان لاكروا، قوله إن "هذه الحملة تعتبر مناورة سياسية بامتياز، ففي المملكة العربية السعودية، لطالما اختلطت الأموال العامة بأموال الأمراء الخاصة، لذلك، يسعى محمد بن سلمان إلى التخلص من أي معارضة محتملة لسياسته المستقبلية".
وتطرقت الصحيفة إلى الرواية الرسمية لاستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي اتهم إيران بالتدخل في الشأن اللبناني وإثارة الفوضى عبر إقامة دولة داخل الدولة عن طريق حزب الله، مستدركة قولها: "لكن لا تبدو هذه التهم المفاجئة ذات مصداقية كبيرة، خاصة أن زعيم تيار المستقبل اللبناني كان يعي جيدا، عندما قام بتشكيل تحالفه، أن الحركة الشيعية ستلعب دورا محوريا".
وبينت الصحيفة أن سعد الحريري برر موقفه من خلال التلميح لمحاولة اغتياله، قائلا: "نحن نعيش نفس الظروف التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري".
اقرأ أيضا: السعودية: الموقوفون بقضايا فساد لن يتلقوا معاملة خاصة
وفي نفس السياق، تحدثت وسائل الإعلام السعودية عن محاولة اغتيال تعرض لها سعد الحريري منذ أيام، ووقع إحباطها، في المقابل، نفت الأجهزة الأمنية اللبنانية معرفتها بمحاولة الاغتيال المزعومة، كما أشار المحللون إلى أن هذه الأزمة الحكومية الجديدة تترجم رغبة المملكة العربية السعودية في وضع حد لجهود الحريري في التوافق مع حزب الله.
وأوردت الصحيفة أن السلطات السعودية صدمت على الأرجح عند استقبال رئيس الوزراء اللبناني لعلي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، يوم الجمعة في مقر الحكومة ببيروت، وعلى إثر ذلك، انتهز محمد بن سلمان الفرصة لفرض سلطته إقليميا من خلال التضييق على إيران، ومحليا عن طريق التخلص من خصومه المحتملين، تمهيدا لتسلمه لسدة الحكم.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الحزب الموالي لإيران صرح، ليلة السبت، أنه يمتلك وسائل للرد، وللمرة الأولى منذ تدخل السعودية في اليمن، قبل عامين ونصف العام، أطلق الحوثيون صاروخا في اتجاه العاصمة الرياض، دون أن يتسبب في إصابات أو أضرار.
وأضافت: "لكن الحقيقة أن الرياض أصبحت ضمن مرمى حجر من المتمردين اليمنيين، وتكشف عن امتلاك إيران لسلاح إضافي في مواجهتها مع المملكة العربية السعودية"