نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا حول
متحف اللوفر الخليجي الذي تستعد
الإمارات لافتتاحه، والشخص الذي يقف وراء هذه الفكرة، فضلا عن أبرز اللوحات الفنية المعروضة في المتحف ومصادرها.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمه "
عربي21"، إن مجموعة كبيرة من العمال يعملون على مدار الساعة من أجل الانتهاء من إعداد المداخل المؤدية إلى متحف اللوفر في أبوظبي، الذي سيتم افتتاحه على إثر حفل ضخم يوم السبت المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المتحف الذي يمثل النسخة الإماراتية من متحف اللوفر الشهير في باريس، يقع في وسط جزيرة السعديات القاحلة، وهي منطقة تبعد حوالي خمس دقائق بالسيارة عن مركز مدينة أبوظبي. وعموما، تأمل العائلة المالكة في تحويل هذه الإمارة إلى واحة للثقافة.
وذكرت الصحيفة أن افتتاح نسخة محلية من اللوفر ظلت لزمن طويل أمنية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أمير أبو ظبي ورئيس الإمارات العربية المتحدة الذي توفي في سنة 2004.
ونقلت الصحيفة عن مصدر من فريق العمل الذي شارك في إنجاز هذا المشروع قوله: "لقد بدأ الحلم قبل 23 سنة حين زار الأمير زايد متحف اللوفر في باريس صحبة مستشاره الثقافي، وقال يوما ما سيكون لدينا متحف شبيه بما نشاهده الآن".
وذكرت الصحيفة أن العمل على المشروع تواصل منذ عقد من الزمن، بعد أن تم إنجاز الدراسات والتصميمات الأولية على يد المهندس المعماري الفرنسي جون نوفال.
ويتميز هذا المبنى بقبة فضية طولها حوالي 180 مترا، وتتخللها 8000 نجمة تزين السقف، الذي يغطي بدوره متاهة تتألف من 23 رواقا للعرض، وفضاءات للعروض المؤقتة، ومتحفا للأطفال، وقاعة محاضرات، بالإضافة إلى مطعم ومركز إعلامي. كما يمتاز المتحف بأسلوب معماري يشبه بنية المدينة العربية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين في إعداد الأروقة الفنية في المتحف قوله إن "هذا المشروع ليس نسخة من المتحف الفرنسي ولا هو يسعى لأن يكون شبيها له، بل يكمن الهدف وراء تأسيسه في أن يكون اللوفر الخليجي أعظم متحف يتم بناؤه في العالم في القرن 21".
وبحسب الصحيفة، لا يخفي القائمون على هذا المشروع أن الدافع الأول لإنجازه كان رغبة ابن الشيخ زايد، والأمير الحالي لأبوظبي خليفة بن زايد آل نهيان حيث يقول المسؤولون عن المتحف: "لقد اخترنا اسم اللوفر لأن هذا الاسم يمتاز بصيت ذائع ويرتبط بالمتحف الأكثر زيارة في العالم، ولذلك فنحن نريد دائما الأفضل".
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق المثير للجدل الذي تم عقده مع الحكومة الفرنسية، يسمح لدولة الإمارات باستخدام اسم المتحف الباريسي الشهير لمدة 30 سنة وستة أشهر. كما سيسمح لها بتسلم مجموعة من اللوحات والآثار والمنحوتات من 13 متحفا فرنسيا، لعرضها بشكل مؤقت في أبوظبي.
وأضافت الصحيفة أن 300 عمل فني في الجملة تم نقلها من القارة العجوز نحو اللوفر الجديد بمقابل مالي، لتعرض في الإمارات إلى جانب 600 قطعة فنية دائمة تم الحصول عليها منذ سنة 2009.
ونقلت الصحيفة عن القائمين على المتحف قولهم: "لم نكن راضين عن الأعمال التي تم اختيارها من أروقة المتاحف الفرنسية لإحضارها إلى هنا، حيث أنهم حجبوا عنا بعض الأعمال الرائعة على غرار لوحة الموناليزا، ولكن في المقابل حصلنا على بعض القطع الفريدة".
وذكرت الصحيفة أن من بين أبرز الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في متحف اللوفر الخليجي، اللوحة التي رسمها الرسام فينسنت فان غوخ لنفسه، والتي كانت تعرض في متحف أورسي، بالإضافة إلى لوحة لا بيل فيرونير التي رسمها ليوناردو دا فينشي، ولوحة عبور القائد الفرنسي نابليون لجبال الآلب، التي أنجزها الرسام جاك لويس دافيد. أما بالنسبة للقطع التي حصل عليها المتحف بشكل نهائي، نذكر بعض القطع الموجودة من العصور القديمة في مصر، واليونان، وآسيا، وذلك في مسعى لإقامة حوار فني بين الشرق والغرب.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مسألة عرض الصور والمنحوتات العارية تبقى موضع جدل في المنطقة. وفي هذا السياق، صرحت إدارة المتحف: "نحن ندرك حساسية هذه الأمور ولكننا نرفض اعتماد سياسة الحجب، فهناك صور عارية من بين المعروضات خاصة من الحقبة الإغريقية والرومانية، ونحن نعتمد على المعايير الدولية".
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذا المشروع الذي حلم به الشيخ زايد وتحقق أخيرا يمثل فقط الجزء الأول من مشروع أكبر، يتمثل في إقامة متحف ثان شبيه بمتحف غوغنهايم في نيويورك من تصميم المهندس فرانك جيري، ومتحف ثالث صممه المهندس البريطاني نورمن فوستر سيحمل اسم زايد، الذي حلم في يوم ما بإقامة متحف خاص به في الإمارات.