هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جاء تفجير الجيش الإسرائيلي الاثنين، نفقا داخل الشريط الحدودي شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، معاكسا لحالة الهدوء الميداني التي يشهدها القطاع في الفترة الأخيرة؛ بالرغم من المناورات المفاجئة لجيش الاحتلال التي "بدأت صباح الاثنين وحتى نهايته"، وفق ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جون مانليس.
واللافت في حادثة تفجير النفق، ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن استخدام وسائل تكنولوجية متقدمة، وما أكده وزير جيشه أفيغدور ليبرمان بقوله إن "اكتشاف النفق جاء بفضل طفرة تكنولوجية".
وفي هذا الصدد تحدثت "عربي21" مع خبراء عسكريين ومختصين بالشؤون الإسرائيلية للتعرف على حقيقة استخدام تكنولوجيا جديدة في تفجير نفق غزة الأخير، وانعكاسات تفجير النفق على باقي الأنفاق، ومدى نجاح الاحتلال الإسرائيلي في قدرته على القضاء على سلاح الأنفاق الذي تمتلكه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
لم يستخدم الاحتلال تكنولوجيا جديدة
الخبير العسكري اللواء واصف عريقات يؤكد أن "حادثة تفجير النفق تأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي المعلنة بأنها لن تسمح بتطوير الأنفاق وبنائها وخاصة إذا تم اكتشافها".
ويشير عريقات لـ "عربي21" إلى "التعاون الإسرائيلي الأمريكي الحثيث في هذه المسألة، من خلال المعدات العسكرية الأمريكية التي يتم إدخالها بشكل متواصل للجيش الإسرائيلي لمكافحة أنفاق المقاومة الممتدة من قطاع غزة إلى داخل الأراضي المحتلة".
ويرى عريقات أن "حديث الحكومة الإسرائيلية وجيشها عن استخدام تكنولوجيا جديدة في حادثة التفجير الأخيرة، يأتي من باب التهويل فقط"، موضحا أنها "رسالة للرأي العام الإسرائيلي أننا نعمل لأجلكم والحفاظ على أمنكم ويمكننا الوصول لحل لمشكلة الأنفاق".
ويشدد الخبير العسكري على أن "إسرائيل تعلم أنها غير قادرة على ضبط الأنفاق بشكل كامل"، مستبعدا أن يكون اكتشاف النفق الأخير عن طريق المعدات التكنولوجية الجديدة.
اقرأ أيضا: 5 شهداء في تفجير الاحتلال نفقا حدوديا مع غزة
ويلفت عريقات إلى أنه "لا يوجد سلاح أو أي تقنية تكنولوجية يمكنها القضاء بشكل كامل على الأنفاق، وهو ما عجزت إسرائيل عن القيام به في الحرب على قطاع غزة في عام 2014"، مستدركا قوله: "يمكن لجيش الاحتلال إعاقة حفر الأنفاق وتطويرها وليس منعها بشكل جذري".
من جهته، يرى المختص بالشؤون الإسرائيلية محمد مصلح أن "حادثة تفجير النفق تأتي في السياق الأمني الذي يتابعه جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة بغض النظر عن أي أحداث أخرى".
وينوه مصلح لـ "عربي21" إلى أن "إسرائيل منذ انتهاء حرب 2014 تعمل بشكل حثيث على الأرض لأجل مكافحة منظومة الأنفاق التي فشلت في القضاء عليها"، لافتا إلى ما عمل عليه الاحتلال خلال الفترة الماضية من "بناء للجدار الإسمنتي تحت الأرض وما تضمنه من مجسات تقنية للكشف عن الأنفاق ومنعها من اجتياز السياج الفاصل شرق قطاع غزة".
ويؤكد مصلح أن الاحتلال لا يتوقف عن البحث الجاد عن تقنيات جديدة لتجاوز الأخطاء السابقة فيما يتعلق بمسألة الأنفاق، مشددا على أن حادثة تفجير النفق الأخير تبعث بعدد من الرسائل لأكثر من طرف.
رسائل تفجير النفق
وبيّن المختص بالشؤون الإسرائيلية أن "أولى الرسائل للرأي العام الإسرائيلي أن جيش الاحتلال لا يكل من العمل لأجل وقف حفر الأنفاق وتطويرها والحفاظ على أمن الإسرائيليين المقيمين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة"، مضيفا: "ورسالة للمقاومة أن الجيش الإسرائيلي جاهز ولن يتكرر ما حدث في 2014".
ويتابع مصلح قوله: "أيضا رسالة لرئيس السلطة محمود عباس في ظل المصالحة الفلسطينية أنه يجب أن يكون هناك جزء من فرض الحالة الأمنية في قطاع غزة".
يشار إلى أنه حسب الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة استشهد 7 شهداء وأصيب 12 آخرين بجراح متفاوتة، نتيجة تفجير الجيش الإسرائيلي لنفق داخل الشريط الحدودي شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي نشر منظومة القبة الحديدية على حدود قطاع غزة تحسبا لأي تصعيد.