* النظام الحالي بمصر الأسوأ على الإطلاق ولم أرَ نظاما بوحشيته
* لم نكن نتوقع هذا التراجع.. والمعارضة في ضعف يثير الشفقة
* هناك ثلاث سيناريوهات للتغيير.. من بينها الانقلاب على السيسي والثورة
* الإخوان هي المعارضة الحقيقية حتى الآن ويمكنها العودة للسلطة
* كنت أتمنى وجود أبو الفتوح بجبهة تضامن لكن هناك رفض لأي إسلامي
* أرفض أي قمع للتيار الإسلامي.. ورابعة مذبحة يجب محاسبة مرتكبيها
* ما جرى باليونسكو خيبة عربية.. وأرفض حصار قطر
* نخشى من صفقة القرن
* مصر لم تستعد دورها بعد وأداؤها سيئ بأزمة سد النهضة
وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو جبهة "تضامن"، حسن نافعة، نظام عبد الفتاح السيسي بأنه الأسوأ الذي تمر به مصر، وأنه "الأكثر توحشا وفشلا وقمعا"، مؤكدا أنه لم يتوقع أن يكون التراجع بمصر يصل لهذا الحد بعد تولي السيسي السلطة.
وقال نافعة في حوار خاص مع "عربي21"؛ إن المعارضة المدنية في "أسوأ حالاتها وتثير الشفقة والضحك معا، بسبب تشرذمها وتفرقها وعجزها عن مواجهة السيسي ونظامه"، معتبرا جماعة الإخوان المعارضة الحقيقية حتى الآن، رغم ما تتعرض له، متوقعا وصولها للسلطة مرة أخرى. وتحدث عن المعارضة بالخارج، قائلا إنها "تسير على قدم واحدة".
وحول السيناريوهات التي تتنظر مصر، استبعد نافعة خيار الثورة الآن، معتبرا إياه الخيار الأصعب، وراهن على
الانتخابات بشرط أن تكون نزيهة وأن تتوحد المعارضة، لكنه لم يستبعد سيناريو الانقلاب على السيسي، مؤكدا وجود أجنحة في السطة رافضة لممارساته.
وأبدى أستاذ العلوم السياسية، رفضه لما يتعرض له التيار الإسلامي من قمع، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، وواصف ما جرى في ميدان رابعة بـ"المذبحة"، مطالبا بمحاسبة من ارتكبها.
وتطرق الحوار لانتخابات اليونسكو الأخيرة، والمصالحة الفلسطينية، والدور المصري "المتراجع"، وحصار قطر، وقضايا أخرى.
وإلى تفاصيل الحوار:
أحوال مصر
* كيف تري أحوال مصر في هذه الفترة من وجهة نظرك؟
- لم أجد مصر في حياتي في أسوأ مرحلة كما هو الحال بها الآن، حيث الأفق المسدود في كل شيء، سواء حرية التعبير أو التعامل مع المعارضين ووسائل الإعلام والصحافة وحرية الكتابة، وصولا إلى إغلاق المكتبات، بل وصل الأمر إلى المنع من السفر أو التعامل بطريقة غير لائقة مع المسافرين كما حدث معي، من استجواب وتفتيش ذاتي، بل واطلاع على أجهزة الاتصال الخاصة بي، من موبايلات وخلافه، والتفتيش فيها، وهذا تصرف يتجاوز كل الحدود، فلم يعد هناك أي خصوصية على الإطلاق.
* وهل هذا يعود إلى أحوال سياسية سيئة أم عدم كفاءة نظام؟
- أعتقد أن هذا سببه عدم كفاءة النظام وتصرفه بغشم شديد، وليس أحوال سياسية. فلم أر في حياتي نظام مر على مصر بهذا التراجع في الكفاءة وعديم الحس السياسي بهذا الشكل، فالأفق يكاد يكون مسدودا إن لم يكن مسدودا بالفعل، وهو أسوأ من نظام مبارك رغم كل فساده، ولكن كان لديه قدرا من الرشد، وكان يعرف كيف يوظف الكفاءات لديه، ومتى يكون حادا وجافا ومتى يكون لديه مرونة، على عكس ما يجري الآن تماما.
* وهل يمكن أن تستمر الأحوال بهذا الشكل؟
- نظريا هذا الوضع لا يمكن استمراره، خاصة في ظل عدم كفاءة هذا النظام الذي يمكن أن يرتكب أي حماقة تؤدي إلى نهايته، ولكن المشكلة أن هناك انسدادا في الأفق بالنسبة للمعارضة التي يمكن أن تكون بديلا لهذا النظام.
* وهل هناك معارضة يمكنها أن تعيد هذا النظام الى رشده وتوقف ممارساته؟
- حتى هذه اللحظة لا توجد معارضة حقيقية، وكل المحاولات التي تبذل في هذا السياق للأسف لا تنجح ويكون مصيرها الفشل، خاصة في ظل عدم قدرة هذه المعارضة على تحريك الشارع أو تقديم المرشح المنافس الحقيقي، وبهذا يمكننا القول إنه لا يوجد بديل حقيقي وقادر على تولي السلطة وإدارة شؤون البلاد.
* ماذا عما يقال عن محاولات للمعارضة لطرح مرشح مدني ضد السيسي؟
- هذا ما نتمناه وأن تلملم المعارضة شتاتها، وتجمع أوراقها وتحاول أن تجد مرشحا قويا لمواجهة السيسي، وحتى إذا لم ينجح هذا المرشح، على الأقل تكون هناك معركة انتخابية حقيقية وتخرج المعارضة بوضع قوي يمكنها من معارضة حقيقية للسيسي، حتى حال نجاحه، ولكن حتى هذه اللحظة الأمر أقرب الى التشرذم منه للتوحد.
* وهل هذا معناه أن نظام السيسي سيستمر ويفوز السيسي بفترة ثانية؟
- حتى الآن هذا صحيح على أرض الواقع، وهذا سيحدث لأن كل المؤشرات تقول ذلك.. معارضة ضعيفة - كما أشرت - وشعب غير قادر على الحركة، ونظام يمتلك الدبابة التي جاء بها وهي التي تسيطر حتى الآن.
الانقلاب من الداخل
* وهل هذا يعني أنه لا أمل بالخلاص من هذا النظام إلا بانقلاب من داخله؟
- هذا وارد ولا يمكن استبعاده.. إذا العقلاء داخل النظام والمؤسسة العسكرية رأوا أن هذا الرجل يمكن أن يقود البلاد الى ثورة جياع تؤدي إلى الفوضي؛ فلا محالة هنا.. من الممكن أن يتحرك هؤلاء للحفاظ على البلاد من سيناريو مدمر، ولكن كل هذه تحليلات وليست معلومات. ولكن بالتاكيد هناك من يرفض ما يجري، ولكن التحرك يتوقف على حجم هؤلاء الأشخاص وتاثيرهم، وكذلك مدى سيطرة السيسي على المؤسسة العسكرية والتحكم في اتخاذ القرار بها.
* وهل يمكن القول إن هناك أجنحة داخل السلطة رافضة لممارسات السيسي؟
- أعتقد أن هناك أجنحة في السلطة لا ترضى عما يجري بالبلاد الآن، وهي ممكن تكون أجنحة مدنية وعسكرية.. والمدنية تتمثل في النخبة القريبة من السيسي، وربما بعض المسؤولين، وكذلك عسكريين.. وكل هؤلاء رافضين لما يجري، ولكن المهم هو توازن القوي بين هؤلاء وبين جناح السيسي.
* وكيف ترى نظام السيسي وأداءه؟
- نحن أمام نظام يمثل لغزا كبيرا، ومشكلة النظام أننا أمام شخص ليس لديه أي مواصفات للكفاءة، فلا خبرة سياسية أو ممارسة سابقة أو قسطا كافيا من التعليم يمكّنه من أداء مهامه. وأنا شخصيا عندي قدر من الذهول من حجم جهل وغرور النظام، ونحن أمام وضع شديد الخطورة. وأعتقد أن الشعب المصري خدع بشكل مكثف، حيث أعتقد أن لدى السيسي ما يقدمه له، ولكن هذا لم يحدث وتخلى الشعب عنه.
السيناريو القادم
* برأيك ما هو السيناريو القادم الذي ينتظر البلاد؟
- هناك ثلاث سيناريوهات، وتتمثل في الانتخابات والثورة والانقلاب على السيسي. لو تناولنا كل سيناريو على حدة، سنجد أن سيناريو الانتخابات هو الأفضل من وجهة نظري؛ لأنه الأكثر أمانا، وهذا صعب، فلا يتوقع أن تكون هناك انتخابات نزيهة وشفافة، ويبدو أنه تتم محاولة إبعاد كل مرشح حقيقي أو منح فرصة معارضة حقيقية، بحيث تصب في صالح مرشح بعينه وهو السيسي. وفي المقابل هناك معارضة ضعيفة لم تستطع لم شتاتها بعد، ولم تستطع أن تقدم مرشحا ينافس بشكل حقيقي في هذه الانتخابات، وبالتالي هذا السيناريو يتعرض لتهديد حقيقي ربما يقود إلى فشله.
* وماذا عن السيناريو الثاني؟
- السيناريو الثاني هو الثورة، وهذا سيناريو أصعب؛ لأنه لم تعد توجد بيئة حقيقية للثورة، سواء بسبب القبضة الأمنية، أو عدم وجود طليعة ثورية حقيقية تحرك الشارع والأغلبية الصامتة، فضلا عن عدم تحقيق أهداف ثورية حتى الآن، الأمر الذي لا يجعل الشارع يتفاعل مع أي دعوات ثورية خاصة الكتلة الصامتة.
* يبقي السيناريو الثالث، وهو الانقلاب على السيسي وعملية تغيير من داخل النظام!
- هذا سيناريو وارد في ظل الأداء السيئ للسيسي، والفشل الواضح في كل الملفات، والتخوف من أي تطورات فجائية، من قبيل ثورة جياع يعقبها فوضي. وبالتالي يمكن لعقلاء المؤسسة العسكرية أن يتحركوا في هذا الاتجاه، ولكن هذا مرتبط بعدة أشياء، منها مدى وجود نخبة عسكرية واعية لما يجري.. أيضا مدى قدرة هذه المجموعة على التحرك ونفوذها داخل الجيش، في مقابل حجم سيطرة السيسي على المؤسسة وإحكام قبضته عليها من عدمه.
* يبدو أن السيناريوهات الثلاث المطروحة صعبة التفعيل الى حد كبير.. ما البديل؟
- البديل أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه، وإجراء انتخابات شكلية، وهذا معناه استمرار مصر في أزمتها ومعاناتها. ولا ندري إلى أين ستصل بنا الأمور إذا استمر هذا الوضع الصعب.
* ألا تدرك المعارضة خطورة المرحلة؟ وأين هي مما يجري بمصر؟
- بالتأكيد المعارضة تدرك ذلك، ولكنها محشورة في خندق إيديولوجي لا تستطيع الفكاك منه، وهي أقرب إلى معارضة الصالونات، وفي بعض الأحيان تثير الضحك والشفقة. والمعارضة الوحيدة المنظمة حتى الآن هي جماعة الإخوان المسلمين رغم ما تتعرض له، لأنها لديها قدرة على العمل السري يمكنها من استعادة نفسها سريعا، وتحافظ على كيان التنظيم مهما تعرض لضربات.
جبهة التضامن
* وماذا عن جبهة التضامن التى يجري الإعداد لإعلانها باعتبارك أحد أعضائها؟
- أنا لا أريد أن أتحدث عن كيان في طور التشكيل، حيث لا تزال الحوارات مستمرة، ولكن توجد مشاكل وصراعات، وكلما نتقدم خطوة للإمام نكتشف أن صراعات النخبة موجودة، وهذا ما يعيق إعلان الجبهة.
* وهل هناك أطراف إسلامية تشارك في الجبهة، من قبيل عبد المنعم أبو الفتوح أو آخرين؟
- أنا شخصيا منفتح على أي تيار يؤمن بالديمقراطية، وأعتقد أن أبو الفتوح من هؤلاء المنفتحين على الديمقراطية، وأري فيه جسرا بين التيار المدني والتيار الإسلامي، وبالمناسبة أنا منحته صوتي في الانتخابات الرئاسية 2012، وأنا متحمس له، ولكن هناك من يرفض وجود أي تيار إسلامي بالجبهة، وأنا أريد ان لا ندخل في صراعات مبكرة، وقبل توحيد التيار المدني وبالتالي يمكن مناقشة أمر التيار الاسلامي لاحقا.
* وماذا عن جماعة الإخوان المسلمين تحديدا، وموقف المشاركين في الجبهة منها؟
- هناك أعضاء داخل الجبهة رافضين لوجود الإخوان بشدة، ولكن أعتقد لو حدثت مراجعات داخل الجماعة وأعلنت انحيازها للديمقراطية، وليس السعي للسلطة.. أعتقد الوضع سيختلف.. ولكن ما نسعى إليه هو توحيد المعارضة المدنية أولا، ثم الانفتاح على التيار الإسلامي لاحقا.
الإخوان والقمع والعنف والسجون
* كيف ترى ما تتعرض له جماعة الإخوان من قتل وقمع وسجن؟
- أرفض كل ما تتعرض له جماعات الإخوان المسلمين، والتيار الإسلامي بشكل عام، ولا توجد دولة قانون تتعامل بهذا الشكل مع معارضين لها، وعليه أدين كل هذه الإجراءات. وأنا كتبت هذا عبر مقال لي بجريدة "المصري اليوم"، بعنوان: "خواطر عن صديقي المعتقل"، تحدثت فيه عن السفير محمد رفاعة الطهطاوي، وبعدها توقفت عن الكتابة في الصحيفة بسبب المضايقات التي تعرضت لها بعد هذا المقال. واستمرار هذا التعامل مع الإخوان من الممكن أن يؤدي إلى عودة الإخوان مرة أخرى عبر ثورة ضد السيسي، ولكنها ستكون دموية.
* على ذكر الدماء.. كيف تري مذبحة رابعة الدموية؟
- أرفض مذبحة رابعة جملة وتفصيلا، وعبرت عن ذلك كتابة، وطالبت بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في المذبحة وإنزال العقاب بمن ارتكبها.
* وماذا عن التصفية الجسدية وأحكام الإعدام والإخفاء القسري؟
- هذا شيء مرفوض بالطبع، ولم أشهد نظاما بهذه الوحشية وتصفية الخصومة بهذه الطريقة، فضلا عن الأساليب الأخرى، من قتل وخطف بالشوارع وتكميم الأفواه وهدم منازل المعارضين، وهذا لم يحدث حتى في عهد مبارك بكل فساده وجبروته الأمني.
الاصطفاف الثوري
* وماذا عن دعوات الاصطفاف الثوري التي تطلق من آن لآخر سواء من الداخل أو الخارج؟
- أنا أتجاوب مع أي دعوات للاصطفاف، وأي دعوة تحافظ على الوطن، وبالتالي عندما يتم توجيه دعوة أتجاوب معها بشكل شخصي لأني لا أنضم لأي حزب أو فصيل سياسي، وأدفع ثمن ذلك، حيث مهاجمة البعض لي لمجرد ظهوري في بعض القنوات ومنها "الجزيرة"، مما أضطرني لعدم الظهور والاقتصار على قناة "الشرق" باعتبارها غير إخوانية.
* على ذكر الشرق وصاحبها أيمن نور.. كيف تري دعوات نور للاصطفاف الثوري ومدى التجاوب معها؟
- كما ذكرت أي دعوة تصب في مصلحة الوطن والحفاظ عليه؛ أنا معها، ولكن مشكلة المعارضة الخارجية، وأيمن نور واحد من رموزها، أنها تقف على ساق واحدة، بمعنى أنها تعتمد على الخارج وبعيدة عن الداخل والتفاعل معه، وهي بذلك تجد صعوبة في الإطاحة بالنظام. وطبعا الأصل هو الداخل والخارج يكون عاملا مساعدا، فضلا عن انتقاد المعارضة بالخارج لاعتمادها على دعم بعض الدول، وبالتالي عدم التجاوب معها.
* ولكنك وقعت على بعض بيانات الخارج، ومنها الجبهة الوطنية المصرية التي يتزعمها أيمن نور!
- عندما أوقع على هذه البيانات، فأنا أوقع على المضمون، خاصة أنني مع أي اصطفاف يهدف للحفاظ على الوطن ويهدف لإسقاط النظام، ولكن ليس توقيعا على الآليات، ولا أعتبر نفسي من هذا الفريق أو ذاك، وما يحكمني هي مصلحة الوطن.
المصالحة واليونسكو والحصار
* كيف تري ما جرى في انتخابات اليونسكو مؤخرا، وخسارة العرب للمنصب؟
- للأسف يمكن أن نطلق عليها خيبة عربية، حيث الانقسام والتشرذم. وللأسف هذا تكرر لأكثر من مرة يكون فيها أكثر من مرشح عربي، وبالتالي يحدث الفشل العربي الذي ترتب عليه ألا يمنح العرب شرف هذا المنصب، وكان العرب الأقرب لحسم المنصب هذه المرة، لكن الانقسام الذي لعب فيه الإعلام دورا مهما، خاصة أنه كان إعلاما مسفا ومبتذلا من جانب الإعلام المصري. والحقيقة الأداء القطري كان أداء متزنا ولم يلحظ أي تجاوز من جانبه، وما يقال عن أن المال لعب دورا مهما لصالح قطر ليس صحيحا؛ لأن المال لا يحسم الأمور بمفرده، ولكن هناك أمورا أخرى أكثر عمقا تتمثل في أداء قطري متميز.
* على ذكر قطر.. كيف تري حصار قطر من جانب عددا من الدول العربية؟
- طبعا الحصار مرفوض تماما من حيث المبدأ، ولكن على كل طرف أن يتحمل مسؤولياته، سواء دول الحصار أو قطر. وبالنسبة لوضع قطر بعد الحصار، أرى أنها صامدة حتى الآن، وأداؤها أكثر تميزا وانفتاحا على العالم، على عكس أداء الدول المحاصرة لها.
* وماذا عن المصالحة الفلسطينية؟
- كل الأطراف كان لها مصلحة في هذه المصالحة، وبالتالي تمت الموافقة عليها. فحماس تريد إنهاء حصار غزة ورفع المعاناة عن أهلها، والسلطة تريد حكومة موحدة ترأسها وتستعيد بها السيطرة مرة أخرى على غزة، أما إسرائيل وأمريكا؛ فأعطيتا الضوء الأخضر، لأن أمريكا تريد أن تتفرغ لملفات أخرى في المنطقة لإعادة ترتيبها، ومصر أرادت أن تستعيد جزءا من دورها.
* وهل استطاعت مصر استعادة دورها؟
- لم تستطع استعادة دورها بعد بالمنطقة؛ لأنها تمارس سياسة المحاور، وهي بحاجة لقيادة تراعي الداخل أولا، وتنطلق من منطلق عربي وتنسق مع إيران، بحيث يحدث تنسيق عربي إيراني، سني شيعي، لمواجهة تحديات المنطقة من جانب مخططات إسرائيل وأمريكا.
*
وماذا عن "صفقة القرن"؟ وهل اقترب تفعيلها؟
- طبعا هي لصالح إسرائيل بالمقام الأول، وتبدأ بنزع سلاح المقاومة، وهو ما تحاول أن تفعله إسرائيل، ولكن سترفضه حماس بكل قوة. ولوقف هذه الصفقة، على الفلسطينيين أن يتوحدوا ويتعاملوا مع إسرائيل برأس واحدة، سواء رأس مقاومة أو رأس مفاوضة، والأهم هنا الوحدة، وهذا سيكون عاملا مهما جدا في مواجهة مخططات إسرائيل. وعموما هي صفقة غامضة، وأي حل تقوده أمريكا أراه يصب في مصلحة إسرائيل. وعلينا الحذر، وأن نتنبه لهذا جيدا.
* ننتقل إلى أزمة سد النهضة وموقف مصر منها حاليا..
- للأسف هناك قلق كبير في هذا الملف، وهذه الأزمة لأن مصر أدارتها بشكل سيء، مثل كل الملفات، وهناك خطر شديد تتعرض له مصر جراء ذلك. وعلى مصر أن تبذل قصاري جهدها لتفادي ذلك بالحل السلمي بعيدا عن الحلول العسكرية، ولكن أعتقد إذا رأى أي قائد لبلد أن بلاده ستتعرض لخطر القضاء عليها وعلى شعبها؛ لن يتردد وقتها في استعمال القوة العسكرية.
* هل أغلق ملف تيران وصنافير من وجهة نظرك بعد تسليمها للسعودية؟
- هو أغلق من جانب السلطة بمصر، ولكن لا يمكن إغلاقه من جانب الشعب والقوى الوطنية، لخطورة الأمر وأهميته على الأمن القومي المصري.