تحدثت صحيفة
إسرائيلية، عن أهمية وجود اتفاق أمريكي روسي بشأن مستقبل
سوريا، تتمكن "إسرائيل" من خلاله من تحقيق أهدافها الأمنية والعسكرية.
التدهور المتوقع
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها الجنرال الإسرائيلي غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن "سلسلة الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة بين إسرائيل وسوريا، خلقت شعورا بالتدهور المتوقع، لحد اندلاع حرب في الشمال".
وأشارت إلى إسراع البعض إلى اتهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه "يسمح بتدهور الأوضاع، ولكن الوضع وإن تطلب أقصى قدر من الاهتمام، فإنه أبعد من أن يقربنا من الحرب"، مضيفة: "حتى لو تصرفت إسرائيل كما تريد، من المعقول الافتراض أنه يمكن منع تدهور الوضع".
وبينت أن "التهديد في الشمال ينقسم لقسمين، تهديد حزب الله من لبنان وتهديد أوسع من سوريا"، موضحة أن "حزب الله في هذه المرحلة لا يعتني بالمواجهة مع إسرائيل؛ والسبب الرئيسي هو سياسي واقتصادي".
وأضافت: "لقد فقد الحزب مئات المقاتلين خلال الحرب في سوريا، وينبغي أن يوفر الدعم المالي لأسرهم، فضلا عن معالجة آلاف الجرحى، وهناك آلاف من أوائل المقاتلين في صفوفه الذين انضموا إليه منذ 35 عاما قد تقاعدوا بالفعل، وينبغي دفع معاش تقاعدي لهم".
ضغوط اقتصادية
ولفتت إلى أن "حزب الله أصبح تأهيله العسكري أفضل من منظمة إرهابية والضغوط الاقتصادية عليه كبيرة، في حين يطفو الغضب من الأسفل بسبب مئات الشبان القتلى في حرب سوريا، وهذا يخلق ضغطا داخليا في لبنان لتجنب خوض مغامرة جديدة".
ومن المتوقع أن "يتعرض حزب الله لضغوط من اتجاهين؛ الضغط الإيراني لشن حرب ضد إسرائيل مقابل الضغوط اللبنانية الداخلية لتجنب ذلك"، وفق الصحيفة التي رأت أن "طريقة ضمان أن يكون الضغط الثاني أكثر فعالية يتطلب من إسرائيل أن توضح بأن "حرب لبنان الثالثة" لن تكون بين إسرائيل والمنظمة، وإنما بين إسرائيل ولبنان".
وقالت: "في مثل هذه الحرب سيعاني لبنان من الدمار المروع، وهناك مبرر كامل لهذا النهج، خصوصا بعد أن أعلن الرئيس اللبناني أن حزب الله هو جزء من القوة الدفاعية للبنان ضد إسرائيل".
وأشارت "يديعوت"، إلى أن "الوضع في سوريا مختلف، وإيران لا تخفي عزمها على إنشاء "حزب الله 2" في سوريا؛ وهي ميليشيات شيعية قوية ستخضع لسلطتها وهدفها الرئيسي مهاجمة إسرائيل في الوقت المناسب، حتى لو لم يخدم ذلك إرادة النظام في دمشق".
صفقة شاملة
والسؤال بحسب كاتب الافتتاحية آيلاند، "هل تستطيع إسرائيل أن تمنع حدوث ذلك؟"، معتبرا أن "أكثر ما يمكن أن تفعله تل أبيب، هو رسم خط بمساحة 10 إلى 15 كيلومترا من الحدود في مرتفعات الجولان، ومهاجمة أي وجود أجنبي هناك".
ولكن من الواضح أن "خطوة كهذه لا تكفي، فالشخص الوحيد الذي يمكنه منع إيران من تحقيق نواياها، هو في الواقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، متسائلة: "هل لدى بوتين مصلحة في المضي قدما ضد حليفه في سوريا فقط لأن هذا يهم إسرائيل؟ وهذا محل شك كبير".
وذكرت الصحيفة، أن "الاستنتاج الواضح، أن من شأن الاتفاق الأميركي- الروسي الشامل حول مستقبل سوريا، والذي في مركزه عدم السماح بتواجد قوات أجنبية (باستثناء الروس)، يمكنه أن يسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها".
وتابعت: "من الصواب أن تركز إسرائيل جميع جهودها الدبلوماسية على هذه المسألة، ويجب عليها التوقف عن التعامل مع الاتفاق النووي مع إيران، لأنه غير قابل للتغيير وأن تتوقف أيضا، عن دفع الأمريكيين للقيام بذلك"، مشددة أنه "يجب على تل أبيب التعامل فقط مع ما هو أكثر أهمية وقابلا للتحقيق".
وقدّرت "يديعوت"، أن "إسرائيل تواجه تحديين سياسيين في طابعهما؛ الأسهل من بينهما، هو تفسير كيف ستبدو "حرب لبنان الثالثة"، والأهم هو حث
الولايات المتحدة على التوصل إلى صفقة شاملة مع
روسيا، تتضمن اتفاقا صريحا على ضمان عدم وجود قوات أجنبية في سوريا".