هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنت هيئة كبار العلماء أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية، أمس الخميس، هجوما لاذعا على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "مؤسسة غير حكومة"، من خلال بيان حذرت فيه مما أسمتها "الاتحادات التي تصنف نفسها على أنها علمية".
وأوضح البيان أنه يقصد بالأساس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، وهو اتحاد قالت عنه الهيئة التي جرى تحجيم دورها ونفوذها مؤخرا بأن فكرته مبنية بالأساس "على أفكار حزبية وأغراض سياسية" على حد وصف البيان.
وجاء في نص البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية: "حذرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء من خطر الاتحادات التي تصنف نفسها على أنها علمية، وهي بالأساس قامت على أفكار حزبية، وأغراض سياسية، ولا تمت للعلم والعلماء بصلة".
وقال البيان إنه من خلال رصدنا لما يصدر عن هذه الاتحادات، لا سيما ما يسمى بـ "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، "لاحظنا أنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مقدماً مصلحة حركته على مصلحة الإسلام والمسلمين، وكان لهذا الاتحاد دور في إثارة الفتن في بعض الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص".
ونصحت الهيئة في بيانها الجميع، "ولا سيما طلبة العلم بالابتعاد عن الانتساب إلى هذه الاتحادات، كما ننصح طلبة العلم في المملكة العربية السعودية بعدم الانتساب إلى أي اتحاد أو مجمع غير معتمد من الدولة".
اقرأ أيضا : التدين السلفي إلى أين بعد تحول السعودية وفشل نماذج سلفية؟
وفي معرض رده على هجوم الهيئة على الاتحاد العالمي يرى الداعية السلفي الشيخ محمد عبد المقصود أن الهيئة "أصبحت اليوم مطية للحكام يهاجم بها الحكام كل من يعارضهم"، وقال موجها كلامه لهم: "لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم".
وعن دوافع الهجوم من الهيئة على الاتحاد يرى الشيخ عبد المقصود في حديث مع "عربي21" أن السبب الرئيس هو أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يقف إلى جانب الشعوب ومشاكلها وثورات التحرر ولا تسبب فتاويه أي إشكال بخلاف الفتاوى التي تراجعت عنها الهيئة وكانت تمسكت بها عقودا كالموسيقى وغناء المرأة أمام الرجال والولاء والبراء.
وأكد أن الهدف من هذا هو الاتحاد الذي يقف إلى جانب شعوب الأمة والمستفيد الأول هم الحكام وحدهم.
بدوره يرى أستاذ علم مقاصد الشريعة الإسلامية الدكتور وصفي عاشور أبوزيد أن الهيئة ليست إلا "مجرد ذراع من أذرعة الحكم في المملكة ولا تستطيع أن تغرد خارج سياسة الحكم فيها".
ويؤكد أبو زيد أن هجوم الهيئة يأتي في إطار "الهجمة العالمية الشرسة التي تستهدف الإسلام الوسطي المعتدل والذي يمثله أغلب رموز الاتحاد، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الذي كان عضوا في المؤسسات الشرعية داخل المملكة، وكان مكرما بها، لكنه اليوم بين عشية وضحاها أصبح (إرهابيا)!!
وأوضح أبوزيد أن الاتحاد لا يعبر عن جماعة أو فصيل بعينة، وإنما يضم كافة التوجهات الإسلامية ولا يقتصر على فصيل دون غيره كما تروج الهيئة.
ويقول أبو زيد: "الاتحاد اليوم يعد بمثابة مرجعية شعبية للأمة بتمثيله لشرائح واسعة منها، وهو يحمل شعارا واضحا، وهو قوله تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) .. بخلاف الهيئات الحكومية التي لا تستطيع معارضة الحكام".
وتابع أن المستفيد الأول من كلام الهيئة وأمينها العام هو الأنظمة القمعية التي تتماهى بذلك مع الغرب وحملته المسعورة على ثوابت الإسلام، بما تقوم به من مغازلة العقل الغربي الذى يقود حملة ضارية على المسلمين والتي تجلت في اعتقال العلماء في المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان.
وختم كلامه لـ "عربي 21" بأن الاتحاد ضمن المؤسسات التي يمثل علماؤها الصورة الحقيقة للإسلام الوسطي الحقيقي، إسلام القرآن والسنة والسلف الصالح، بخلاف ما دعا له ولي عهد السعودية محمد بن سلمان من إسلام "منزوع الدسم، فاقد للهوية، مُهين للصحوة، منكر لفضلها، ومناقض لما قاله علماء المملكة الكبار، على رأسهم العلامة ابن عثيمين الذي كتب عن الصحوة ومدحها".
وزاد بالقول: "إنه إسلامهم لا علاقة له بحقائق الشريعة.. إسلام الاستسلام، إسلام يرضى عنه الغرب وإسرائيل وأمريكا، وهو مختلف تماما عن الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم"
اقرأ أيضا : السعودية.. هيئة لفرض الرقابة على تفسير الأحاديث النبوية
وتفاعل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع البيان.
#هيئة_كبار_العلماء تحذّر من #الإتحاد_العالمي_لعلماء_المسلمين .
أجمل مافي الصراع كشف الأوراق
— زيد البلوي (@z6aid) October 26, 2017
تحذير #هيئة_كبار_العلماء من مايسمى بـ الاتحادالعالمي لعلماءالمسلمين، قرارٌ موفق، فالفكر الحزبي أحد أسباب أزماتنا الفكرية والتنمويةوالسياسية
— عادل العُمري (@adalomari) October 26, 2017
#هيئة_كبار_العلماء : ننصح طلبة العلم في المملكة بعدم الانتساب إلى أي اتحاد أو مجمع غير معتمد من الدولة .#واس
— واس (@spagov) October 26, 2017