هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "دويتشة فيله" الألماني، مقابلة مع الكاتب السعودي جمال خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة.
خاشقجي، دعا إلى إقرار الحريات العامة في المملكة، موضحا أن "السعودية بحاجة إلى التحرر من المنهج السلفي المتشدد الذي ساد وحَكمها خلال الثلاثين سنة الماضية بإذن من الدولة".
ورغم تصريح ولي العهد محمد بن سلمان، بمحاربة الفكر المتطرف، والسعي لنشر الإسلام المعتدل، قال خاشقجي: "أنا متأكد أنه لو وجّهتَ هذا السؤال للأمير محمد لقال إن الوهابية هي الفكر المعتدل لأنها هي أساس بناء الدولة".
وتابع: "من الصعب على السعودية أن تتبرّأ من الوهابية، بيد أن هذه الأخيرة حملت تيارا سلفيا متشددا، وهو الذي ساد خلال الثلاثين سنة، وهو الذي اشتكى منه الأمير محمد حينما قال إننا لن نسمح أن نبدد 30 سنة أخرى تحت هذا الفكر المتطرف".
ورغم ذلك، قال خاشقجي إنه يؤمن بأن الأمير محمد بن سلمان يحظى بدعم شعبي واسع، فيما يخص إصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية، فهو يتمتع بزخم هائل جدا.
وأضاف: "كنتُ دوما أقول إن أقوى حزب سياسي في المملكة السعودية هو حزب الدولة، والدولة هنا هي الحكومة والأسرة المالكة. كان كثير من الباحثين الغربيين وغيرهم يعتقد أن الدولة في حالة خلاف مع علماء الدين، بينما هؤلاء استمدّوا قوتهم من الدولة، وإذا ما قررت هذه الأخيرة سحب البساط منهم، فإنهم سيعتدلون ويمضون خلف رأيها، وهذا حصل في عهد الملك عبد العزيز سابقا، ويمكن أن يحصل مرة أخرى".
وحول موجة الاعتقالات الأخيرة، التي طالت نخب سعودية، قال خاشقجي: "أعتقد أنه حتى الحمقى لهم الحق في إبداء الرأي طالما أنهم لم يمارسوا العنف، وأتمنى من ولي العهد أن يقبل بذلك وأن يكون متسامحا مع الأفكار التي تنتقد بعض الإصلاحات، حتى الاقتصادية منها مثلا، فليس كل مشروع اقتصادي أتى ليس بالضرورة أن يكون محل إجماع، إذ هناك باحثون اقتصاديون يرون عكس ذلك مثلا".
وعاد خاشقجي للحديث عن الوهابية، والفكر المعتدل، قائلا إن الحكومة بإمكانها التخلص من الفكر الوهبي في غضون شهور، وذلك عبر تصدير الاعتدال.
يذكر أن الأمير محمد بن سلمان، تعهد بإعادة السعودية "إلى ما كانت عليه، من الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم"، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن اليوم الأول من منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي تستضيفه الرياض حتى الخميس.