تداولت وسائل إعلامية أنباء عن مفاوضات روسية تركية، لتحديد مستقبل مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة بها، الواقعة تحت سيطرة قوات
سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري؛ بريف
حلب الشمالي منذ شباط/ فبراير 2016، إلا أن تأكيدات رسمية روسية أو تركية لم تصدر بعد.
ومؤخرا، لوّح قيادون عسكريون في فصائل بالجيش السوي الحر باحتمال فتح معركة قريبة بهدف استعادة مدينة تل رفعت والبلدات الأخرى من سيطرة "قسد"، لكن يبدو أن مستجدات طرأت على المشهد أجلت هذه التحركات إلى حين وضوح ما تم التوافق عليه بين روسيا وتركيا.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، أن مفاوضات روسية تركية جرت، ولا زالت تجري، حول مدينة تل رفعت ومحيطها، مشيرا إلى التفاوت الكبير في رؤية الجانبين لمصير هذه المدينة.
وأوضح لـ"
عربي21" أن مكمن الخلاف فيما بين الأتراك والروس؛ هو أن رؤية الأولى ترى أنه من الضروري أن تعود تل رفعت إلى سيطرة الجيش الحر؛ لأنها تعتبر قسد أو الوحدات الكردية التي تسيطر عليها قوى "إرهابية"، وغير مقبولة على المستوى الشعبي.
في المقابل، وبحسب سيجري، فإن الرؤية الروسية لا تعارض وصول قوات النظام وسيطرتها على تل رفعت، لطمأنة الجانب التركي المتخوف من وجود الأكراد في هذه المنطقة، مستدركا بالقول: "لكن الروس وتركيا يدركان أن هذا الطرح غير موافق عليه من قبل الجيش الحر"، كما قال سيجري.
وأضاف: "تركيا تعتبر ضامنh للجيش الحر، بالتالي هي مسؤولة عن ضمان عدم نشوب معركة جديدة في هذه المنطقة. وفي المقابل، فإن بقاء تل رفعت تحت احتلال قسد لن ينزع فتيل المعارك".
وبناء على ذلك، يرى سيجري أن نشوب معركة من شأنه توتير العلاقات الروسية التركية وتعطيل الاتفاقيات السابقة في المنطقة، وفي إدلب أيضا، واعتبر أن الدولتين "بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق نهائي في هذه المنطقة"، لكنه أوضح أن "اتفاقا بعد لم يحصل، وننتظر نتيجة اللقاءات".
وفي السياق ذاته، قرأ سيجري في خطوة رفع العلم الروسي في هذه المناطق قبل أيام، بدلا عن رايات قسد والوحدات الكردية، على أنها "رسالة روسية لطمأنة الجانب التركي".
وأضاف: "في حال فشل المفاوضات الروسية التركية بإخراج قسد من تل رفعت ومحيطها وعودتها للجيش الحر، فبالتأكيد سنبادر إلى معركة لأننا أصحاب الأرض"، على حد وصفه.
ولم تختلف وجهة نظر سيجري عن رؤية نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة، العقيد هيثم العفيسي، الذي اعتبر "أنه من المبكر الجزم بما سيؤول إليه المشهد العسكري في مدينة تل رفعت"، وألمح في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى تطورات مهمة قد تشهدها المنطقة، مكتفيا بالقول: "هناك تطورات سنصرح عنها في وقتها".
يذكر أن قسد كانت سيطرت على مدينة تل رفعت ومدن عربية أخرى بريف حلب الشمالي؛ في مطلع العام الماضي، وذلك بعد معارك خاضتها، بدعم وإسناد جوي روسي كثيف، ضد فصائل الجيش الحر التي كانت تصد هجمات تنظيم الدولة من الشرق، وهجمات النظام من الجنوب في الوقت ذاته.
مؤتمر "الشعوب السورية"
وفي سياق آخر، أكد سيجري رفض فصائل الجيش الحر العاملة في ريف حلب الشمالي؛ دعوة وجهتها روسيا لحضور "مؤتمر الشعوب السورية" الذي سيعقد في قاعدة حميميم العسكرية بالساحل السوري.
وقال سيجري: "لقد تلقينا دعوة بطريقة غير مباشرة، لكن موقفنا واضح، ولن نساهم في شرعنة الاحتلال الروسي لسوريا، كما لن نساهم في إعادة إنتاج نظام الأسد".
واعتبر رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم؛ أن المؤتمر "محاولة للالتفاف على الحل السياسي ومقررات جنيف"، بحسب تعبيره.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة؛ عن رفضها المشاركة في هذا المؤتمر الذي تروّج له روسيا تحت عنوان "المصالحة"، وذلك بعد بدء تطبيق مقررات أستانة وخفض التصعيد في غالبية المناطق السورية، باستثناء التي يتواجد فيها تنظيم الدولة.