أجرت هيئة الإذاعة البريطانية، بالتعاون مع جامعة "وستمنستر"، تجربة لبرنامج "ثق بي فأنا طبيب"، وذلك لدراسة تأثير التأمل الذهني على
التوتر.
وأظهرت التجربة أن ممارسة التأمل كانت أفضل من ممارسة أعمال البستنة واليوغا في مساعدة الناس على الاسترخاء.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، تم جمع 68 شخصا للمشاركة بالتجربة، حيث اجتمع ثلثهم معا كل يوم سبت في أنشطة البستنة والترميم.
وقامت مجموعة أخرى بجلسات
اليوغا الأسبوعية، في حين مارست المجموعة النهائية 10 دقائق من التأمل بشكل يومي.
وتم قياس جميع المستويات لهرمون القلق "الكورتيزول". ففي حال الاستجابة الصحية للتوتر، يجب أن تكون مستويات الهرمون كبيرة في الصباح، ويسمى هذا استجابة الصحوة لهرمون "الكورتيزول"، بينما يجب أن تكون مستويات الهرمون أقل خلال اليوم.
وعند رؤية نتائج الاختبار، شهدت المجموعة التي مارست اليوغا تحسنا طفيفا فقط في مستويات الهرمون، بينما ارتفعت مستويات الهرمون عند المجموعة التي مارست أعمال البستنة بنسبة 20 في المئة.
وحدث لمجموعة التأمل الذهني ارتفاع في مستويات هرمون "الكورتيزول" بنسبة 52 في المئة، كما اكتسب أولئك الذين كانوا مستمتعين بممارسة التأمل الذهني دفعة أكبر، حيث ارتفعت نسبة الهرمون لديهم بنسبة 78 في المئة.
وقال مايكل موسلي، الطبيب ومقدم البرامج البريطاني، معقبا على نتائج هذه التجربة: "كانت هناك بعض التغييرات الكبيرة، فقد رأينا نتيجة كل تدخل قمنا به".
وتابع : "المثير للدهشة حقا كان مدى أهمية ما إذا كنت تستمتع بهذا التدخل أم لا، لأنه إذا لم تفعل ذلك، فإنه لن تظهر أي نتيجة. وهكذا، فإن العبرة هنا هي أن تقوم بفعل ما ترغب للقضاء على التوتر، لكن الأهم من ذلك كله هو أن تكون مستمتعا بما تفعل".
وأضاف: "الشيء الذي أذهلني هو مدى الترابط الوثيق بين العقل والجسم بالفعل، لذلك إذا كنت تتبع خطوات من أجل تحسين أحدهما، فإنك على الأرجح تقوم بتحسين الآخر أيضا".
ومن ناحية أخرى، فقد أظهرت الدراسات السابقة أن التأمل الذهني يمكن أن يقلل من مستويات التوتر المبلغ عنها بشكل ذاتي، مما يجعل الناس يشعرون بهدوء أكثر. وفي العام الماضي أثبت علماء أمريكيون للمرة الأولى أن بإمكان التأمل أيضا أن يساعد في خفض الجزيئات الالتهابية وهرمونات القلق والتوتر.